بعد 8 أشهر على فشل عملية خان يونس.. التحقيقات الإسرائيلية تثلج صدور الغزاويين

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

إخفاق في قلب غزة.. بهذه العبارات، علقت وسائل إعلام إسرائيلية على نتائج التحقيقات التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن خان يونس، التي نفذتها قوة خاصة قبل نحو  ثمانية أشهرK وأدت إلى مقتل ضابط من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

شاليط 2

العنوان الحقيقي لهذه العملية الاستخباراتية الفاشلة هي أنها لم تتحول في اللحظة الأخيرة إلى قضية شاليط 2 بأسر جنود إسرائيليين، ما كان سيفجر حربا بين الطرفين.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أقرت تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي بفشل العملية التي كان يفترض فيها تحقيق تفوق استخباري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

خيبة أمل 

فشل العملية السرية داخل خان يونس، أصاب هيئة الاستخبارات الإسرائيلية بخيبة أمل كبيرة، ورغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، شارك المستوطنين نتائجها، لكن ما غاب عن التحقيقات السبعة التي أجريت حول فشل العملية، هو السبب في إفتضاح أمرها رغم أن أفرادها مدربون على الانغماس في البيئة المحلية، ويبدو أن قصة التمويه في قصة جمعية خيرية تجمع تبرعات سبق واستخدمت مرات من قبل.

العملية التي وصفها المحللون بأنها أحد التعقيدات الأكثر دراماتيكية التي تواجهها قوة إسرائيلية داخل قطاع غزة جرى الإعداد لها أشهرا وانتهت بفشل تام، بحسب المراقبين الإسرائيليين.

نتائج قاسية

من جانبه أكد تال روسو، قائد المنطقة الجنوبية سابقًا في جيش الاحتلال، أن هذه العملية تعقدت، وكان هناك أكثر من خلل أدى في نهاية الأمر إلى نتائج قاسية.

فشل العملية إسرائيليا كان نجاحا للمقاومة، أدى إلى اكتشاف القوة والتحقيق معها لمدة 45 دقيقة قبل أن يقرر قائدها الاشتباك والانسحاب في عملية مركبة استمرت 20 دقيقة، شملت هبوط مروحية داخل قطاع غزة. وتدعي التحقيقات أن الأجهزة المتطورة تم سحبها قبل تفجير المركبة التي استخدمت في العملية.

تصرفات تكتيكية خاطئة

التحقيق العسكري في العملية الذي تزامن مع الذكرى الخامسة لعملية الجرف الصامد ضد قطاع غزة، أظهر إخفاقا في تفعيل القوة الإسرائيلية، وبالرغم من أن معظم نتائج التحقيق منع نشرها، يكشف بعضها عن وجود خلل في إعداد القوة ومهامتها، وفي تعامل قيادة العمليات الخاصة مع الحادث.

وأكد المحلل العسكري الإسرائيلي موشيه شتاينمتس، أن هناك عنوانا عريضا للتحقيقات وهو أن العملية تعقدت وفشلت، حيث أظهرت نتائج التحقيق إخفاقات على مستوى الإعداد والتنفيذ، أدت في النهاية إلى اكتشاف القوة، وقتل المقدم بنيران زميله في القوة العسكرية الإسرائيلية بطريق الخطأ أثناء إطلاق النار على المقاومين في قطاع غزة، وهناك أيضا تصرفات تكتيكية خاطئة على الأرض، أثارت الشبهة حول القوة الإسرائيلية.

وأضاف موشيه شتاينمتس أن التحقيق أظهر كذلك أن أهلية قيادة العمليات المسؤولة عن هذه الوحدات، كما أن غرفة العمليات لم تتعزز للحالات الطارئة كهذه.

التخفيف من وطأة الفشل

ورغم أن نتائج التحقيقات التي كشفت بوضوح عن فشل العملية التي أدت إلى استقالة رئيس قسم العمليات الخاصة، حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي التخفيف من وطأة الفشل عبر الحديث عن عناصر القوة الذين عملوا بقوة كي لا يقعوا في الأسر، زاعما أن كل العبر المستخلصة يجري العمل عليها في شعبة الاستخبارات العسكرية.

الاستهتار بالعدو

تحت عنوان “الاستهتار بالعدو”، كتب المحلل العسكري الإسرائيلي بصحيفة معاريف العبرية، “يوسي مليمان”، أن العملية بخان يونس، عبارة عن إخفاقات أمنية كبيرة، أولها الاستهتار بالعدو وقدراته.

ووفقا للمحلل، فإن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يصرح بأن الكشف عنها جاء بسبب عدم معرفة المنطقة، وبسبب الاستهتار بقدرات حماس، مؤكدا أن هذه العملية تؤكد على الفشل في التخطيط المسبق.

تغييرات استخباراتية 

في حين يرى المحلل العسكري ألون بن دافيد، أن الإخفاق تسبب بالضرر الكبير والعميق والخطير لأمن الاحتلال الإسرائيلي، وما زالت تداعيات هذه العملية تؤثر على المنظومة الاستخبارية وتدوي في أفاقها، فجولة التعيينات الأخيرة بقسم الاستخبارات العسكرية، جاءت بناءً على الإخفاقات بهذه العملية، وأن رئيس الأركان “كوخافي” يسعى لإصلاح أسباب هذه الاخفاقات.

أما المحلل العسكري الإسرائيلي، “تال ليف رام”، فكتب مقالا بعنوان: “إخفاقات عملية خان يونس أدت الى تغييرات كبيرة داخل منظومة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية” مشيرا إلى أن الجيش لم يكشف للجمهور عن كافة نتائج لجنة التحقيق بهذه القضية، واكتفى بالكشف عن تفاصيل قليلة.

ولفت المحلل، إلى أن الفشل في هذه العملية، لا يدل فقط على اخفاقات أمنية إسرائيلية وحسب، وإنما يدل على قدرات مهنية عالية لعناصر حماس بغزة.

وأشار المحلل العسكري، إلى أنه وبسبب الرقابة العسكرية، تم التكتم على اخفاقات هذه العملية، التي كانت سابقة لسلسة إخفاقات أمنية عملياتية بهذا المجال.

ربما يعجبك أيضا