محاربو الصحراء وأسود التيرانجا.. الكل يتغزل من أجل “الأميرة السمراء”

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

تتوجه أنظار محبي ومتابعي كرة القدم الأفريقية، في تمام التاسعة من مساء اليوم الجمعة، إلى استاد القاهرة الدولي، لمتابعة حفل ختام العرس الأفريقي الذي احتضتنه أرض الفراعنة منذ الحادي والعشرين من يونيو الماضي، وحتى الآن.

الأجواء الأكثر من رائعة التي عاشتها جماهير كرة القدم الأفريقية، في مصر منذ بداية فعاليات النسخة الـ 32 من بطولة كأس الأمم، وحتى الآن، سيتوجها اليوم البطل المنتظر من المباراة النهائية بين منتخبي الجزائر والسنغال، ليٌسدل الستار بنتيجة هذا اللقاء على منافسات البطولة، وتذهب الأميرة السمراء إلى من يستحقها.

محاربو الصحراء يروضون الأسود بالنهائي “الثالث”

انتزع منتخب الجزائر بطاقة التأهل لنهائي البطولة الأفريقية، إثر فوزه على أسود نيجيريا بهدفين لهدف، في نصف النهائي، لتكون هذه هى المرة الثالثة التي يتأهل فيها المحاربين لنهائي العرس الأفريقي.

وكانت بداية وصول المنتخب الجزائري لنهائيات البطولة، في مسيرته بـ “الكان”، اللقاء الذي جمع بينه وبين المنتخب النيجيري، في نهائي عام 1980، والذي انتهى بالخسارة أمام أسود نيجيريا 0-3، في دورة لاغوس.

وكانت المرة الثانية للمنتخب الجزائري، في نهائي عام 1990 الذي انتهى بالفوز أمام نيجيريا أيضًا بهدف نظيف ملعنًا التتويج بالكأس حينها.

وبعد 29 عامًا استطاع محاربو الصحراء حجز مكانهم في النهائي للمرة الثالثة، ليتجدد الصراع اليوم مع المنتخب السنغال في نهائي النسخة الحالية، لينتظر الكل نتيجة اللقاء على صفيح ساخن.

في المقابل يتطلع المنتخب السنغالي إلى الفوز بباكورة ألقابه في البطولة الأفريقية، حيث كان أفضل إنجاز سابق للفريق هو إحراز المركز الثاني، عندما خسر أمام نظيره الكاميروني بركلات الترجيح في المباراة النهائية لنسخة 2002 بمالي.

وخلال منافسات النسخة الحالية، قدم الفريقان عروضًا قوية، واستحقا بلوغ المباراة النهائية، ورغم تفوق المنتخب الجزائري على نظيره السنغالي في مباراتهما بالدور الأول، بهدف نظيف، يبدو من المستحيل التكهن بنتيجة مباراة اليوم، كونها تختلف تمامًا عن طبيعة المباراة في الدور الأول للبطولة.

مشوار الفريقين.. والمرشح الأقوى

منتخبا الجزائر والسنغال كانا قد شقا طريقهما في مشوار البطولة، بسجلات قوية ونتائج مميزة، حيث حافظ محاربي الصحراء على سجله خاليًا من الهزائم في المباريات الست التي خاضها بالبطولة حتى الآن.

ففي جميع المباريات الثلاث التي خاضها “الخضر” بالدور الأول، كان قد حقق الفوز على حساب تنزانيا والسنغال وكينيا، ثم فاز دون عناء على المنتخب الغيني في دور الـ 16 قبل أن يطيح في طريقه للنهائي ببطلين سابقين لأفريقيا هما المنتخب الإيفواري عبر ركلات الترجيح في دور الثمانية، ثم المنتخب النيجيري في المربع الذهبي.

كما برهن المنتخب الجزائري على تفوقه الواضح في هذه النسخة، حيث ترجم تألقه في الملعب إلى 12 هدفًا في المباريات الست، بينما اهتزت شباكه مرتين فقط، ولم تخل أي مباراة للفريق في النسخة الحالية من هز شباك المنافس، وهو ما يسعى محاربو الصحراء إلى مواصلته في مباراة اليوم لانتزاع الفوز لقب البطولة.

في المقابل -بخلاف المباراة التي قدمها المنتخب السنغالي، أمام الخضر في الدور الأول والتي خسر فيها بهدف نظيف- تزايدت ترشيحات فوز أسود التيرانجا باللقب، مع العروض الجيدة التي قدمها الفريق خلال مشواره بالبطولة.

وكان أسود التيرانجا، قد فازوا في جميع المباريات الخمس الأخرى التي خاضوها بالبطولة، حيث تغلبوا على تنزانيا، وكينيا في دور المجموعات بالدور الأول، ثم على منتخبي أوغندا في دور الستة عشر، وبنين في دور الثمانية.

وفي الدور قبل النهائي ، قدم أسود التيرانجا عرضًا قويًا وحالفهم الحظ في تحقيق فوز صعب للغاية على المنتخب التونسي، ليكون الفوز الوحيد للفريق في هذه النسخة على أحد الأبطال السابقين، بينما كانت مبارياته الأخرى في البطولة أمام فرق أقل في المستوى والتاريخ والخبرة.

ورغم ترشيحات السنغال للفوز بلقب البطولة، ومع كل هذه الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الفريق، لم تكن نتائجه متناسبة مع هذه الإمكانيات، حيث انتهت المباريات الثلاث للفريق في الأدوار الإقصائية بالبطولة بهدف نظيف فقط،  وكان الفوز في المربع الذهبي على تونس بهدف من النيران الصديقة في الوقت الإضافي للمباراة.

التشكيل المتوقع

بالطبع سيسعى الفريقان تحت قيادة إدراتهما الفنية للظفر باللقب، من خلال تقديم أفضل ما يمكن تقديمه لنيل ود العروس السمراء، فمن جانب محاربي الصحراء، يمثل لاعبي الفريق جيلًا ذهبيًا جديدًا، مما سيجعلهم يقاتلون من أجل تأكيد هذا الأمر بإحراز اللقب، مثلما نجح جيل 1990 بقيادة الأسطورة رابح ماجر في الفوز باللقب الأفريقي.

وعلى الجانب الآخر يتطلع المنتخب السنغالي إلى استغلال الجيل الذهبي الجديد له، لإحراز لقب طال انتظاره حيث كان الفريق في العديد من نسخ البطولة الأفريقية مرشحًا باللقب لكن الحظ عانده أكثر من مرة خاصة في 2002.

ورغم الأجيال الذهبية التي يمتلكها الفريقين، إلا أن عادة تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث سيفتقد منتخب الجزائر لخدمات ظهيره يوسف عطال بسبب الإصابة في الكتف، كما أن منتخب السنغال يعاني من غياب حارسه إدواردو ميندي بسبب الإصابة، والمدافع كاليدو كوليبالي بسبب تراكم البطاقات.

ومع هذه الغيابات قد تكون التشكيلة المتوقعة التي سيدفع بها كلًا من جمال بلماضي المدير الفني لمنتخب الجزائر، وأليو سيسيه المدير الفني لمنتخب السنغال، للمباراة كتالي:

محاربو الصحراء

حراسة المرمى: رايس مبولحي

الدفاع: مهدي زفان – جمال بلعمري – عيسى ماندي – رامي بن سبعيني

الوسط: عدلان قديورة – إسماعيل بن ناصر – سفيان فيغولي

الهجوم: رياض محرز – يوسف بلايلي – بغداد بونجاح

أسود التيرانجا

حراسة المرمى: ألفريد جوميز

الدفاع: لامين جاساما – ساليف ساني – شيخو كوياتيه – يوسف سبالي

الوسط: هنري سافيه – ألفريد نداي – إدريسا جايي

الهجوم: ساديو ماني – كريبين دياتا (إسماعيلا سار) – مباي نيانج

ويدير اللقاء الحكم الكاميروني أليوم نيانت، والذي تم تعيينه بديلاً للجنوب أفريقي فيكتور جوميز.

محرز وماني.. صراع من نوع خاص

لم تكن المواجهة على نطاق الفريقين فقط من أجل انتزاع اللقب، ولكن قد تكون هناك مواجهة ثنائية خاصة تُسلط عليها جميع الأضواء تجمع  بين نجمي الدوري الانجليزي، السنغالي ساديو ماني جناح ليفربول، ونظيره بالسيتي، الجزائري رياض محرز.

وبالحديث عن نجمي اللقاء، نجد أن محرز يمتلك 3 أهداف في مشواره مع محاربي الصحراء في النسخة الجارية من الكان، حيث سجل في شباك كل من كينيا بالدور الأول، وغينيا بثمن النهائي ونيجيريا بلقاء نصف النهائي، حيث خاض اللاعب إجمالاً 51 مباراة دولية أحرز خلالهم 12 هدفًا ونجح في صناعة 28 هدفًا.

وكان محرز قد نال جائزة أفصل لاعب في قارة أفريقيا عن عام 2016 عقب تألقه مع فريقه السابق ليستر سيتي الانجليزي، كما حقق في الموسم ذاته 2015-2016 جائزة أفضل لاعب بالدوري الانجليزي، ونجح محرز في تحقيق لقب الدوري الانجليزي في موسمي 2015-2016 مع ليستر سيتي و 2018-2019 مع مانشيستر سيتي، فضلاً عن مشاكته مع محاربي الصحراء بمونديال 2014 بالبرازيل.

وعلى نطاق المباريات فإن محرز خاض 291 مباراة في مسيرته مع الأندية التي لعب لها، مسجلًا خلالهم 71 هدفًا وصنع 62 هدفًا لزملائه، وحصل على 15 بطاقة صفراء ولم يتحصل على البطاقة الحمراء قط.

ويشتد الصراع في المقابل، من جانب السنغالي ساديو ماني، حيث نجح هو الآخر في تسجيل 3 أهداف مع أسود التيرانجا في النسخة الجارية من الكان، بواقع هدفين في مرمى كينيا بالدور الأول، وهدف في شباك أوغندا.

كما قاد ماني منتخب بلاده لبلوغ ربع النهائي، في الوقت الذي أهدر خلاله اللاعب ركلتي جزاء في مواجهة  كل من أوغندا وكينيا.

أما على نطاق المباريات فقد لعب ماني 60 مباراة دولية مع السنغال من بينهم المشاركة في مونديال 2018 بروسيا، كما نجح في تسجيل 16 هدفًا دوليًا بقميص أسود التيرانجا وصناعة 14 هدفًا.

وعلى مستوى الأندية التي لعب لها ماني، فقد استطاع النجم السنغالي التتويج مع ليفربول بلقب تشامبيونزليج في نسخة 2018-2019، مشاركًا للنهائي الثاني على التوالي، علمًا بأنه كان صاحب هدف ليفربول الوحيد في نهائي 2017-2018 بشباك ريال مدريد.

وخاض -صاحب الـ 27 عامًا- 305 مباراة في مشواره مع جميع الأندية التي لعب لها، وسجل خلالهم 130 هدفًا وصنع 69 هدفًا، وحصل على البطاقة الصفراء في 52 مناسبة وأشهرت في وجه البطاقة الحمراء 7 مرات.

أرقام ما قبل نهائي “الكان”

للوصول إلى نهائي “الكان” في نسخته الحالية، كان المنتخب الجزائري قد أزاح نظيره النيجيري من الدور نصف النهائي، بينما أطاح المنتخب السنغالي بنظيره التونس من نفس الدور، لذلك قد حقق الفريقين بالوصول إلى المباراة النهائية عدة أرقام وحقائق في تاريخ المواجهات المباشرة بينهما وهي:

–  جمعت 21 مباراة بين الفريقين على المستوى الرسمي والودي.

–  حقق المنتخب الجزائري 11 انتصارًا، مقابل 4 لنظيره السنغالي.

–  حسم التعادل نتيجة 6 مباريات بين الطرفين.

–  لم يخسر المنتخب الجزائري في أخر 5 مباريات أمام نظيره السنغالي، حيق فاز في 4 وتعادل في واحدة.

–  فازت الجزائر 3 مرات وحسم التعادل نتيجة مباراة واحدة دون أي انتصار لأسود التيرانجا، خلال 4 مباريات جمعتهما في كأس أمم أفريقيا.

–  الفوز الأكبر في تاريخ مواجهات المنتخبين هو انتصار السنغال بثلاثية نظيفة بتصفيات مونديال 2002.

وبخلاف هذه الأرقام، يرغب محاربو الصحراء في تحقيق رقم جديد من خلال تحقيق أول تتويج بلقب البطولة منذ نسخة 1990 ليكون اللقب الثاني في تاريخهم، لكن الأرقام التاريخية لن تتوقف عند هذا الحد، إذ أن المنتخب الذي لم يخسر أي مباراة في النسخة الحالية من البطولة، محققًا 5 انتصارات وتعادل وحيد، سيكون -حال تتويجه باللقب- أول منتخب عربي يحقق اللقب في بلد عربي آخر، منذ 62 عامًا.

ربما يعجبك أيضا