بعد تضييق الخناق عليهم.. هل انتهى ربيع السوريين في تركيا؟

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، بالغضب على مدار الأيام القليلة الماضية، وذلك عقب قيام السلطات التركية، بترحيل لاجئين سوريين، من إسطنبول إلى إدلب شمال غرب سوريا، والتي تشهد قصفًا مستمرًا من قبل نظام الأسد وروسيا، وبدأ الخوف يلاحق السوريين في تركيا، خاصة بعد تداول صور وفيديوهات ترصد معاملة سيئة وإيقاف وترحيل للسوريين، حيث انتشر مقطع فيديو لطالب سوري، وهو يشكو ترحيله من مدينة إسطنبول إلى محافظة إدلب السورية، بسبب نسيانه البطاقة المؤقتة “الكملك” في منزل أقاربه، وقال “أمجد” في الفيديو: إن الشرطي التركي رفض إعطائه مهلة ربع ساعة حتى يأتي إليه مرة أخرى بالبطاقة، مضيفا أنه أجبر وهو وآخرين على التوقيع على إقرار بالعودة الطوعية في مخفر الشرطة، وتأتي قصة “أمجد” بعدما أصدرت الحكومة التركية إجراءات مشددة تقيد تواجد السوريين في إسطنبول وبقية المدن التركية.

في تركيا.. ربيع السوريين إلى زوال

“سنتخذ خطوات جديدة تجاه السوريين المقيمين في تركيا، تشجعهم على العودة إلى بلادهم”.. كانت تلك كلمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في آخر تصريحاته حول الوجود السوري في إسطنبول، وتأتي تصريحات أردوغان موائمة لتصريحات سياسيين أتراك، بينهم وزير الداخلية ووالي إسطنبول، ومفادها أن “ربيع السوريين في تركيا انتهى”.

هذه التصريحات، يربطها مراقبون بشكل وثيق، بهزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية الأخيرة، إذ خسر إسطنبول وأنقرة ومدناً أخرى لمصلحة غريمه “حزب الشعب الديمقراطي” والذي تمكن من استمالة الناخبين بالاعتماد على السياسة الصارمة التي سوف يتبعها ضد الوجود السوري، في تلك الدولة التي ثار فيها الشعب ضد اللاجئين السوريين قبل الحكومة.

ويوم السبت الماضي، قال مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، في كلمة ألقاها خلال ندوة نظمتها أكاديمية تواصل، خلال تعريضه بعداء الأحزاب التركية المعارضة للاجئين السوريين إن الحزب المعارض في كل دول العالم يعتبر حزباً يسارياً، ويكون دوماً مع حقوق اللاجئين، لكن في تركيا وقفت الأحزاب المعارضة ضد اللاجئين، وحرضوا الناس بطريقة شعبوية ضدهم.

مبررًا موقفه قائلًا: “في النهاية نحن دولة ديمقراطية تلتزم بآراء شعبها”، واعتبر أن عدد اللاجئين السوريين زاد في إسطنبول بشكل كبير، وممارسة أعمالهم بشكل عشوائي بات واضحا للشعب التركي، خاصة بعد زيادة نسبة البطالة بين الأتراك، ما جعلهم يوجهون اتهامات للاجئين السوريين”.

إجراءات صارمة 

يوجد على الأراضي التركية نحو أربعة ملايين لاجئ سوري يخضعون لقانون الحماية المؤقتة الصادر عن الحكومة التركية عام 2014، وهو شبيه بقانون اللجوء الدولي، ولكن بالنسبة للإجراءات الجديدة والتي تعد صارمة، فهي كالآتي: “ترحيل السوريين الذين لا يملكون بطاقة الحماية المؤقتة إلى سوريا – ترحيل السوريين الذين يملكون بطاقات الحماية في ولاية ما ويعيشون في ولاية أخرى إلى الولاية التي حصلوا على البطاقة منها – مكافحة العمالة غير النظامية وإلزام جميع السوريين بالحصول على إذن عمل – ترحيل فوري لمرتكبي الجرائم ومزوّري الوثائق إلى سوريا – فرض شروط إضافية على تجديد الإقامات السياحية تعود إلى استمرار الإقامة وجمع معلومات عن حاملها – تقاضي رسوم مقابل الخدمات الطبية بعدما كانت مجانية”.

وبالفعل قامت السلطات التركية بتنفيذ تلك الإجراءات، حيث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد عديدة، ترصد اللاجئين السوريين وهم مصفدين في حافلات الترحيل، عقب حملة أمنية بدأت منذ أيام قليلة في إسطنبول، تستهدف الأجانب الذين لا يحملون أوراق إقامة قانونية خاصة السوريين منهم والحاملين لتصاريح إقامة صادرة من ولايات أخرى لكنهم لا يقيمون فيها.

العنصرية تلاحقهم أيضًا

لم يتوقف الأمر على تلك الإجراءات الصارمة كالإيقاف والترحيل، بينما يعاني اللاجئون السوريون من العنصرية أيضًا في تركيا، ففي الشهر الماضي، وقعت إعتداءات متكررة، حيث تجمع آلاف المواطنين الأتراك في تظاهرات حاشدة مؤخراً، وهاجموا محال السوريين التجارية، وحطموها في منطقة “إكي تلي” على أطراف إسطنبول.

بينما يستمر التضييق على اللاجئين السوريين في تركيا، تغيب التغطية الإعلامية عن هذا التضييق تماماً، بخلاف ما تغطية قضايا اللاجئين في دول أخرى.

ربما يعجبك أيضا