نيويورك تايمز: مكالمة هاتفية تكشف التواطؤ القطري في تفجيرات الصومال

هالة عبدالرحمن

رؤية – هالة عبدالرحمن
على مدار العامين الماضيين، برزت الصومال كساحة قتال مركزية بعدما مزقتها الحرب، حيث تُقدم قطر وغيرها من الدول أسلحة وتدريبات عسكرية للفصائل التابعة لها، وتبادلت المزاعم حول رشوة المسؤولين المحليين، والتنافس على عقود لإدارة الموانئ أو استغلال الموارد الطبيعية.

عندما انفجرت سيارة صغيرة مفخخة خارج مبنى محكمة في مدينة بوساسو الساحلية في شمال الصومال، أفادت تقارير إخبارية محلية أن متشددين إسلاميين قاموا بالرد على غارات جوية أمريكية. جُرح ما لا يقل عن ثمانية أشخاص، وأعلنت إحدى الشركات المحلية التابعة للدولة الإسلامية مسؤوليتها، وقد يكون الهجوم أيضًا جزء من نزاع مختلف تمامًا، صراع من أجل السيطرة على القرن الإفريقي.

وفي تسجيل صوتي حصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” كشف النقاب عن مكالمة هاتفية مع السفير القطري في الصومال، أكد رجل أعمال مقرب من أمير قطر أن المسلحين نفذوا التفجير في بوساسو لتعزيز مصالح قطر حتى يتم طرد منافسيها على الأراضي الصومالية.

ورصد تسجيل صوتي مكالمة هاتفية للسفير مع رجل الأعمال القطري، كايد المهندي، تضمنت كلاما لا يقبل التأويل، بشأن دور الدوحة في تفجيرات إرهابية.

ويقول المهندي: إن مسلحين نفذوا تفجيرات في ميناء بوساسو لتعزيز مصالح قطر، وذلك بحسب التسجيل الذي حصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز”.

ويعد صراع السلطة في الصومال والقرن الأفريقي امتدادًا للحرب الباردة التي اندلعت عبر المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي منذ أكثر من ثماني سنوات، فيما تدعم قطر وتركيا الانتفاضات والأحزاب السياسية الإسلامية التي نهضت معها، بينما وقفت أمامها دول الخليج بسبب دورهما في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.

يذكر أن الصومال بلد فقير، لكن خطه الساحلي الطويل يتيح الوصول إلى أسواق المنطقة سريعة النمو وتأثيره استراتيجي على خطوط الشحن الحيوية بامتداد الخليج العربي.

 

ونوهت الصحيفة إلى أن السفير القطري لم ينف التسجيل الصوتي، ولم يعرب عن استيائه لتنفيذ تلك التفجيرات لصالح بلده، وكذلك لم يبد أي امتعاض من إشراف قطريين عليها.

ولدى الاتصال به لم ينف المهندي المكالمة الهاتفية، وقال إنه كان يتحدث مع السفير القطري كمواطنين وليس كمسؤولين رسميين، وأشار المهندي إلى أنه كان مجرد “صديق دراسة، أنا رجل متقاعد وتاجر، ولا أمثل أي حكومة”.

وقالت وزارة الخارجية القطرية -ردًا على التسجيل الصوتي في بيان لصحيفة “نيويورك تايمز”- ” أي شخص يفعل ذلك لا يتصرف نيابة عن حكومتنا، ونحن لا نتدخل في شؤون الدول ذات السيادة”.

وأشارت الحكومة القطرية إلى أنها “طلبت التسجيلات من صحيفة نيويورك تايمز لدعم التحقيق الذي تجريه في المزاعم”، إلا أن “نيويورك تايمز” رفضت.

ومن المعروف أن المهندي مقرب من حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني، وتوجد صور شخصية لهما معًا، ووفقًا للتقارير الإخبارية والرسائل النصية التي قدمتها وكالة الاستخبارات، كثيراً ما يسافر السيد المهندي مع الأمير.

في مقابلة هاتفية قصيرة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، نفى السفير معرفته بالسيد المهندي وأغلق الهاتف سريعا.

ومما يؤكد سياسة “الوجهين” القطرية، تصريح مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، أنه من غير المفاجئ أن تلعب قطر دورا مزدوجا يظهر مساندة الحكومة، ويدعم الجماعات الإرهابية.

وكانت تقارير أمنية أمريكية قد أكدت -في قت سابق- أن قطر ضالعة في تمويل حركة الشباب الإرهابية في الصومال.

ولعب ممولون معروفون للإرهاب، يعيشون في قطر بحرية، دورا محوريا في تمويل الحركة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، بشكل مباشر وغير مباشر.

وعلى رأس هؤلاء القطري عبدالرحمن بن عمير النعيمي، الذي تربطه حسب تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب حسن عويس.

لمشاهدة الرابط الأصلي اضغط هنا
 

ربما يعجبك أيضا