عزلة إلكترونية.. قيود طهران تلاحق الناشطة “مسيح نجاد”

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

عقوبة تصل إلى السجن لـ10 سنوات لمن يتواصل معها فقط في إيران.. الناشطة “مسيح علي نجاد” تثير الجدل مجددًا، بعد أن أعلن رئيس محكمة طهران الثورية “موسى غضنفر” اليوم الإثنين، قوله: إن اللواتي يصورن أنفسهن أو غيرهن أثناء عدم ارتداء الحجاب ويرسلن الصور إلى هذه المرأة سيتم الحكم عليهن 10 سنوات سجنًا”، مضيفًا أن “التواصل مع مسيح علي نجاد جريمة يحاسب عليها القانون، وفقًا للمادة 508 من قانون العقوبات الإسلامي”، فمن تلك المرأة التي تثير غضب النظام الإيراني؟

مسيح علي نجاد اسمها الحقيقي “معصومة”، ولدت في 11 سبمتمبر عام 1976، أي قبل الثورة الإسلامية بثلاث سنوات، نشأت مسيح في في قرية “جوميكولا” الصغيرة شمال إيران، كان والدها من مشاة الشوارع، وأمها ممن لا يستطيعون القراءة أو الكتابة وكانت أسرتها من 6 أطفال تقيم في منزل بغرفة واحدة، ساعدتها نشأتها على إدراك أن وضع حقوق الإنسان برمته في إيران مظلم وأنه يجب على النساء أن يفتحن أعينهن على أوسع نطاق ممكن.

اتخذت نجاد مجال “المناضلة من أجل حقوق المرأة” طريقًا لها، وأصبحت ناشطة إيرانية معروفة، منذ أن تعرضت للاعتقال في التاسعة من عمرها، على يد الشرطة الأخلاقية، بسبب نشاطها المناهض للحكومة، وتم احتجازها في السجن بدون تهمة، وفي النهاية أخبرها قاضٍ أنه كان لديه أدلة كافية لإعدامها، بعدها تم الإفراج عنها، ولكنها دفعت الثمن غاليًا لجرأتها، حيث إنها غادرت إيران في عام 2009، ومنعت من دخولها، عقب احتجاجات قادتها المعارضة الإصلاحية ضد النظام وتعرضت الناشطة لمضايقات واعتقالات، وهو ما دفعها للهروب من موطنها وحرمانها من عائلتها مدى الحياة.

تعمل نجاد حاليًا كمقدمة ومنتجة في صوت أمريكا شبكة الأخبار الفارسية، وهي مراسلة لإذاعة فاردا، وإحدى المساهمات المتكررين في تلفزيون مانوتو ومحررة مساهمة في موقع إيرانواير، وقد فازت بعدة جوائز، بما في ذلك جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من مؤتمر قمة جنيف لعام 2015، وجائزة أوميد للصحافة من مؤسسة مهدي سمسار، وجائزة الامتياز الإعلامي رفيع المستوى من آيه آي بي.

في عام 2014 أسست نجاد مدونة على الإنترنت أطلقت عليها اسم “my stealthy freedom” لمواجهة قمع السلطة الإيرانية، وتهدف المدونة إلى منح المرأة حق الاختيار إذا كانت تريد ارتداء الحجاب أم لا،  وفي 2017 دشنت حملة “أيام الأربعاء الأبيض” وتقوم الحملة على حث النساء الإيرانيات ارتداء ملابس بيضاء يوم الأربعاء احتجاجًا على الزي النسائي الصارم في البلاد، كما نشرت كتاب “الريح في شعري” شرحت فيه أن الفتيات في بلادها تربت على إبقاء رؤسهن منخفضة وأن يكن غير مزعجات قدر الإمكان، وأن يكن ودودات ولا يمكنهن الاختلاف ولا الاعتراض.

وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية، فإن السلطات الإيرانية تستخدم الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، والحبس الانفرادي لفترات طويلة، والتهديدات ضد أفراد الأسرة، من أجل اعترافات قسرية مصورة من المدافعات عن حقوق المرأة المحتجزات بسبب حملاتهن ضد قوانين الحجاب الإلزامي التمييزية في البلاد، وقد رصدت المنظمة ما لا يقل عن ست حالات، وقعت منذ أبريل 2019، وفي إحدى هذه الحالات، تعرضت مدافعة عن حقوق المرأة للاختفاء القسري في الفترة من 2 إلى 13 يوليو.

وشرعت السلطات الإيرانية منذ فترة في عرض فيديوهات الاعترافات القسرية لهؤلاء الناشطات عبر وسائل الإعلام الرسمية مثل شبكة التليفزيون الإيراني الرسمية IRIB، ويأمر مسؤولو الاستخبارات والأمن، الذين ينظمون إنتاج هذه الفيديوهات، المدافعات عن حقوق المرأة بالتراجع عن معارضتهن لارتداء الحجاب الإلزامي، وأن يقوموا بإدانة حملة “الأربعاء الأبيض”، والتعبير عن “الأسف” لأن يتم “تحريضهن” من قبل “عملاء المعارضة المناهضة للثورة”، خارج البلاد.

ربما يعجبك أيضا