آخرهم “عليان”.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل اختطاف الأطفال من أحضان أمهاتهم

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

جنود يأسرهم الخوف، وصغير مقاوم رجمهم بحجر، هذ هو المشهد الذي جسده استدعاء الاحتلال الإسرائيلي للطفل القاصر محمد ربيع عليان، 4 أعوام ونصف من بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، إلى مركزٍ تابعٍ لشرطة وحرس حدود الاحتلال في شارع صلاح الدين قُبالة سور القدس التاريخي من جهة باب الساهرة.

الطفل القاصر يعلم أنه ليس الوحيد الذي اقتلع من حضن أمه الدافئ إلى زنازين السجان الإسرائيلي التي يقبع خلفها أكثر من 300 طفل فلسطيني، مشهد جسد اغتيال الاحتلال لأحلام الطفولة الفلسطينية.

يعود الأطفال من مدارسهم إلى بيوتهم لكن في فلسطين قد يقطع المحتل عليهم الطريق ليملأ الخوف في حقائب أعمارهم، وليلطخ صفحات أيامهم بانتهاكاته، ضارباً بالقوانين الدولية والاتفاقيات عرض الحائط.

في كل مشهد من مشاهد الاعتقال، ترى قبضتان تتصارعان، واحدة نحو عنق الطفل والأخرى قبضة الأطفال أنفسهم من أجل التمسك بالحياة والحرية.

11 ألف طفل فلسطيني اعتقل منذ عام 2000، سنويا تعتقل إسرائيل نحو 700 طفل فلسطيني، فالتعدي على الطفولة الفلسطينية، ممارسة إسرائيلية يومية، وما خفي في السجون من أشد وأدهى من ضرب وسحل وشتم، وإهمال طبي وإرهاب نفسي.

صرخات يطلقها الأطفال في وجه جنود الاحتلال عند اعتقالهم، تزيدهم صلابة وكأنهم يريدون أن يقولون لوالديهم لا تحزنوا إن الله مع فلسطين يسمع ويرى محتل لا يفرق في الاعتقال بين ذكر وأنثى.

أحمد مناصرة

عالقة في أذهان العالم وفي ذاكرة الوجع الفلسطيني، مشاهد اعتقال الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة، حيث تعمدت أجهزة الاحتلال الإسرائيلية نشر فيديو خاص لتحقيق مع الطفل أحمد مناصرة (13 عاما) من بيت حنينا بالقدس المحتلة عبر وسائل الإعلام العربية والمحلية خاصة ووسائل التواصل الاجتماعي.

كشفت مشاهد التحقيق مع المناصرة عن الألم النفسي نتيجة القسوة والعنف في الكلام الذي تعرض له من قبل المحققين الذين كانوا يصرخون في وجهه ويهددونه ويصفونه بألفاظ نابية، وكذلك سوء المعاملة التي تلقاها أثناء مكوثه في المستشفى للعلاج بعد أن قام مستوطن بدهسه.

وتضامنا مع الطفل الفلسطيني “مناصرة”، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 14 عاما وحكم عليه بالسجن 12 عاما،انتشر وقتها هاشتاج ‘مش متذكر’ و’أنا مش متذكر’.

وحظيت أحدث صورة نشرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للطفل الفلسطيني المعتقل أحمد مناصرة، بتفاعل كبير بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، والذين طالبوا بالإفراج الفوري عنه.

وكشفت الصورة الحديثة التحول العمري الذي مرّ به مناصرة من “الطفولة” وصولا إلى “الشباب”، الأمر الذي دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الدول العربية للتعاطف معه، ومطالبة القوات الإسرائيلية بالافراج عنه، حسب ما ذكرت وكالة “معا” الإخبارية.

أحمد جوابرة

وكذلك التلميذ أحمد جوابرة الذي وضعه المحتل قبل يوم من امتحانه أمام خيارين، فغلب واجبه تجاه القضية الفلسطينية على الاختبار الدراسي، وعلم الأجيال معنى الصمود.

جوابرة الذي صرخ في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي يتوسل إليهم باكياً بكلمات تدمي القلوب خلال اعتقاله: “ارجوك لا تعتقلني الان لدي امتحان في المدرسة …. يوم غد يمكنك اعتقالي بعد الانتهاء من الامتحان” .

فوزي الجنيدي

وما بين الأحمدين تحضر صورة الطفل فوزي الجنيدي الذي انقض أكثر من 23 جنديا مدججين بالسلاح على الطفل فوزي الجنيدي (16 عاما)، واقتادته معصوب العينين إلى أقبية سجونها، التي أعدمت فيها طفولة الآلاف من الأطفال الفلسطينيين.

صورة الطفل الجنيدي أعزل يعتقله 23 جندياً “إسرائيليا”، ويقتادونه معصب العينين ومقيد اليدين، وينهالون عليه بشتى أنواع الضرب والتعذيب والإهانة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، ووكالات الأنباء العالمية، ونالت اهتمام الرسامين العالميين والمؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية لفضح سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي سلبت الطفل فوزي طفولته، في مشهد يعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية المتعطشة للدماء وعذاب الأطفال الفلسطينيين، لكسر إرادتهم، وانتمائهم للقدس والوطن.


ربما يعجبك أيضا