“مؤتمر الشباب المصري”.. السيسي والحكومة يكشفون كواليس الإصلاح

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – كشفت الجلسة الأولى لنموذج محاكاة الدولة المصرية ضمن فعاليات المؤتمر الوطني السابع للشباب في مصر، عن كواليس تنفيذ برنامج “الإصلاح الاقتصادي”، وخوف الحكومة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من رد فعل الشعب المصري عليها، والاستعداد لإقامة انتخابات رئاسية مبكرة حال رفضها.

“اعتزاز وعرفان”

الرئيس المصري، بدأ كلمته بتوجيه التحية والتقدير إلى الشعب المصري على تحمله إجراءات الإصلاح الاقتصادي على مدار السنوات الخمس الماضية، قائلا: “إن كان مقبول أقول عرفان مني باللي انتوا عملتوه وبتعملوه وهتعملوه خلال السنين اللى جايه عشان يبقى فيه أمل كبير ومستقبل كبير لبلدنا ممكن تبقى كده.. مرة تانية كل الاعتزاز والعرفان والتقدير والاحترام والمحبة ليكم يا شعب مصر شعب بلادي”.

وشهدت الجلسة الأولى لنموذج محاكاة الدولة المصرية، لافتة طبية من الرئيس المصري، لاقت استحسان الموجودين، عندما قالت هديل ماجد، الشهيرة بأم كلثوم خريجة كلية الآداب قسم فلسفة، أنها تجيد الغناء، مطالبة الرئيس بسماعها، ليرد السيسي: “ده انا نفسى أسمع صوتك اتفضلى”، وعندما بدأت هديل فى الغناء، بدأت الحضور في التصفيق الكبير، حتى صفق لها الرئيس السيسي، ثم توجه إلى المسرح ليصافحها.

وشهدت الجلسة سرد العديد من الشباب قصة كفاحهم، حيث شرح شريف العبد ثاني مصري يتسلق قمة إيفرست، قصة نجاحه، والتحديات التي واجهته، كما كشفت لاعبة منتخب مصر للريشة الطائرة، هادية حسني السعيد قصة كفاحها حتى مثلت المنتخب المصري.

وعرض المؤتمر الوطني للشباب، فيلماً وثائقياً، بعنوان “بطل كل يوم”، يحكي قصصاً لعدد من النماذج الناجحة، من بين قصص النجاح: “بدأت بقصة مريم عادل عزب فارسة حاصلة على الميدالية الذهبية في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبو ظبي 2019، وقصة هيثم السيد مدرس وصاحب فكرة “عربية الحواديت” لتثقيف أطفال الريف المصري، وقصة زينب رمضان مهندسة اختبارات بأكبر محطة طاقة شمسية في العالم بأسوان، وقصة منال مصطفى (دهب) حاصلة على بكالوريوس تجارة خارجية وصاحبة مشروع عربية طعام (أم دهب)، فرح الديباني أول مغنية مصرية وعربية في أوبرا باريس، وقصة محمد كيلاني بطل ماراثون لذوي القدرات الخاصة ومهندس نظم معلومات”.

“الإصلاح الاقتصادي”

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أوضح خلال كلمته بالجلسة، قال إن المواطن يشعر بثمار التحسن الاقتصادي، مستدلا بعدم انقطاع التيار الكهربائي، وتوافر أسطوانات البوتاجاز، بالإضافة إلى حل مشكلة الإسكان، منوها بأن شعور المواطن بأن هناك أملا هو ما يجعله يتحمل، حيث إنه عند سؤال المواطن عن الوضع يؤكد أن الوضع يتحسن.

وذكر أن تعميق التصنيع المحلي وقطاع الصناعة بشكل عام كان من أول توجيهات الرئيس السيسي للحكومة، لافتا إلى أن الحكومة توجهت لإنشاء تجمعات صناعية بهدف توفير فرص عمل للشباب الصغير، والذي بدوره سيوفر فرص عمل وعملة أجنبية، وأنهم يعملون على توفير أراضٍ صناعية بسعر موحد للمستثمرين مما سيساهم في انتعاش الوضع الصناعي.

ولفت إلى أن تمكن الدولة من السيطرة على الوضع عند تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، وأن معدل الفقر لم يرتفع سوى 4 %، وأن هذا يعد إنجازًا هائلًا، مشيرا إلى أنه كان لا بد من القيام بإجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر، حتى تصل إلى مستوى الدول الصناعية الكبرى مثل كوريا والصين وماليزيا.

وأردف: “الدراسات كانت بتقول إن معدل الفقر من الممكن أن يتجاوز 10%، لكن لولا برامج الحماية الاجتماعية، كل الزيادة اللي حصلت كانت 4% وده إنجاز هائل إن الدولة تستطيع السيطرة على الإصلاح الاقتصادي وتحقيق النمو”.

“الخوف من الشعب”

السيسي كشف، عن التخوفات التي صاحبت إعلان برنامج الإصلاح الاقتصادي، موضحا أنه اتخذ قرار الإصلاح رغم تحفظات البعض في الحكومة إلا أنه تحمل هذه المسؤولية، مردفا: “أنا قلت للحكومة: استعدوا وإذا رفض الشعب، تتقدم الحكومة باستقالتها، ثم إذا رفض أيضًا سأدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، ليتولى أحد غيري المسؤولية.. يا نبني بلد مظبوط، يا نسيبها ونمشي”، متابعا: “تحملكم لي شرف كبير”، مؤكدًا أن النتائج ” كانت إيجابية بفضل الإخلاص”.

وأشار السيسي، إلى أنه في كل مرة يجد فيها الفرصة للحديث للشعب المصري يفعل ذلك، معلقا على مجموعة من اللقطات “الكوميكس” التي أذاعتها حكومة المحاكاة: “لازم ناخد بالنا إن من قام بنشر الـ(كومكيس)، لكي يسخر من الحالة والظروف، هو أيضا يتحمل هذه الظروف، والحكومة لابد أن تقدر رد الفعل، ولكن أحيانا تقدير رد الفعل من الممكن أن يدفع لعدم الإصلاح”.

وأضاف الرئيس المصري، أن الأجهزة الأمنية دائما في صف الرأى العام، وتؤكد على أن أي إجراءات يجب أخذ إجراء مقابل له لكي يخفف من التبعات، موضحا أن لجنة الأزمات بالدولة تتعامل مع أي أزمة وحلها، مردفا: “على سبيل المثال تكلمنا على خطة الدولة لرفع معدلات الاستفادة من المياه المتواجدة في مصر.. تم عمل خطة خلال السنتين الماضيتين تضمنت محطات المعالجة وإعادة استخدامها لزيادة حجم الاستفادة منها ومعالجتها معالجة ثلاثية متطورة”.

وأكمل: “عندما حدث موضوع بناء سد النهضة كان لا بد من الدولة المصرية أن تكون على أتم الاستعداد للتفاوض عن الحد الذي من الممكن قبول فترة ملء الخزان، ولا بد من الاتفاق فيها مع الأشقاء في إثيوبيا لتحمل الأضرار خلال فترة ملء الخزان لعدد من السنين ولابد من تقدير حجم المياه التي  من الممكن الموافقة عليها إلى أن يتم ملء الخزان”.

ربما يعجبك أيضا