عنوانها “سكريبال” وهدفها “2020”.. عقوبات أمريكية جديدة تضرب موسكو

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

كشفت واشنطن اليوم السبت، عن حزمة جديدة من العقوبات تستهدف روسيا، على خلفية  قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري البريطانية، في خطوة يرى الكثيرون أنها أكثر من تأكيد أمريكي على الجدية في التعاطي مع قضية الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية، وأنها لا تنفصل عن استعدادات إدارة ترامب لانتخابات 2020.

تعود قضية سكريبال إلى صيف 2018، عندما استخدم غاز الأعصاب “نوفيتشوك” لتسميم الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، في قلب مدينة سالزبري، وعلى الرغم من أن الجاسوس السابق نجا من الهجوم هو وابنته، إلا أنه أثار ردود فعل قوية، كونه الأول من نوعه -باستخدام أسلحة كيميائية- منذ الحرب العالمية الثانية.

وتقول لندن: إن الحادثة وقعت بعلم القيادة الروسية وتدبير من الاستخبارات الروسية، في حين تنفي موسكو أي صلة بالأمر، لكن هذا لم يقنع واشنطن والأوروبيين، فقاموا بطرد المئات من الدبلوماسيين الروس، ومطلع العام الجاري فرضت بروكسل عقوبات على مسؤولين روس من بينهم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي.

جولة جديدة من العقوبات
وفرضت واشنطن في 2018 حزمة عقوبات أولى ضد موسكو، بموجب قانون أمريكي يعود لعام 1991 ويتعلق بالقضاء على الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وينص هذا القانون على عدم إمكانية رفع العقوبات، إلا في حال ثبت أن موسكو لن تستخدم أسلحة كيميائية في المستقبل تحت مراقبة مفتشين دوليين، وإذا دفعت تعويضات لضحايا الاعتداء.

صباح اليوم كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس عن تفاصيل الحزمة الثانية من العقوبات، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ قرب 19 الشهر الجاري وستظل سارية لمدة 12 شهرا على الأقل، وقالت أورتاغوس: إنّ واشنطن ستُعارض تقديم أي قرض أو مساعدة تقنية إلى روسيا من جانب المؤسسات المالية الدولية، وستفرض قيوداً تمنع المصارف الأمريكية من تمويل الديون السيادية الروسية، كما سيكون هناك قيود على تصدير السلع والتكنولوجيا إلى روسيا التي يمكن استخدامها في برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

 وأوضحت، أن هذه التدابير يمكن أن تمنع روسيا من الوصول إلى مليارات الدولارات من الأنشطة التجارية الثنائية مع بلادها، هنا تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ فى 2018 نحو 25 مليار دولار.

ردود الفعل
مساء الخميس ذكرت تقارير إعلامية، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد وقّع أمرا تنفيذيا بفرض جولة جديدة من العقوبات على موسكو، في الصباح، تسبب ذلك في هزة للعملة الروسية “الروبل”، إذ انخفضت بنحو 1%، ليصعد الدولار الأمريكي إلى مستوى 65 روبل للمرة الأولى منذ 7 أسابيع، في مؤشر يرى المحللون أنه يعزى جزئيا إلى خطوة العقوبات.

تعليقا على قرار العقوبات، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف -في تصريح لـ”آر تي في”- أعتقد أن هذا مرتبط بشكل أساسي بالسياسة الداخلية للولايات المتحدة -في إشارة إلى سباق انتخابات الرئاسة 2020- ونأسف لأننا نرى أن العلاقات الأمريكية الروسية التي توترت بالفعل بسبب الخلافات حول كل شيء من سوريا إلى أوكرانيا، أصبحت مثل “الكرة” في السياسة الأمريكية.

وأكد، أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها، ضد أي عواقب سلبية ناجمة عن القيود الجديدة.

من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، أن محاولة إجبار روسيا على تغيير سياستها الخارجية والداخلية، والتخلي عن مصالحها الخاصة لصالح إرضاء مطالبات أمريكا بالسيطرة على العالم، قد فشلت فشلا ذريعا.. واشنطن في كل مرة تعرض حالة عجزها.

وأضافت زاخاروفا، أن واشنطن تواصل استخدام حادثة التسمم في المملكة المتحدة لعميل “بريطاني” سابق وابنته لتأزيم العلاقات مع روسيا، وهو أمر مؤسف.

ترامب في عيون الروس، رئيس يفتقر إلى حيز المناورة السياسية، بسبب الضغط عليه من قبل الكونجرس والمنافسين السياسيين ليبدو متشددًا في العلاقات مع موسكو، على خلفية فضيحة التدخل الروسي في انتخابات 2016، وهو ما تنفيه روسيا وترامب أيضا، وبحسب تقرير المحقق الخاص الأمريكي روبرت مولر حاول ترامب عرقلة سير القضاء في هذه الفضيحة مرارا، ما جعل أكثر من 100 نائب ديمقراطي يؤيدون فتح إجراءات تهدف لإقالته، لذا يرى كثيرون أن جولة العقوبات الجديدة لا يمكن فهمها خارج إطار الاستعداد لسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020، حتى وإن كان المبرر المعلن لها أن روسيا لم تقدم تعهدات كافية بشأن عدم استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في هجمات مماثلة لـ”سالزبري”.

ربما يعجبك أيضا