الروس يحتجون.. موجة اعتقالات عقب تظاهرات واسعة ومطالب بانتخابات حرة

عاطف عبداللطيف

عاطف عبداللطيف

مواجهات قوية شهدتها “أرض الجليد” خلال الساعات الأخيرة، بين محتجين والشرطة الروسية احتجاجًا على إبعاد بعض مرشحي المعارضة من الانتخابات المحلية والمقررة في 8 سبتمبر المقبل، والمطالبة بإجراء انتخابات حرة، واعتقلت الشرطة، أمس السبت، أكثر من 800 شخص من المشاركين في احتجاج بالعاصمة موسكو، بينهم الناشطة البارزة ليوبوف سوبول؛ حيث عللت الشرطة الروسية الاعتقالات بأن الاحتجاجات تمت دون تصريح بمكانها وتوقيتها.

وقال النشطاء: إن “الدستور الروسي يكفل لهم حق الاحتجاج”. كما قالت جماعة (أو.في.دي-إنفو)، وهي منظمة مراقبة مستقلة، إن الشرطة اعتقلت 828 شخصًا وضربت بعضهم بعد أن طرحتهم أرضًا، واعتقال العشرات بينهم صحفيون بحسب رويترز.

بوتين لص

السبب الرئيسي لغضب المحتجين هو منع عدد من المرشحين من أصحاب الفكر المعارض، من خوض انتخابات المجلس التشريعي لمدينة موسكو التي تجري الشهر المقبل، وهتف بعض المحتجين قائلين “بوتين لص”.

وقالت الشرطة الروسية إنها احتجزت 600 من بين 1500 شخص شاركوا في الاحتجاج. المظاهرات التي خرجت في عدة مناطق من موسكو شهدت مشاركة أكبر مما ذكرته الشرطة، ونشرت المعارضة لاحقًا صورًا على شبكة الإنترنت من تقارير للشرطة تشير إلى أن نحو عشرة آلاف شاركوا.

إدانات

واعتقلت الشرطة أكثر من 1300 شخص في احتجاج مماثل قبل أسبوع خلال واحدة من كبرى العمليات الأمنية في السنوات القليلة الماضية، مما أثار انتقادات دولية، وقطعت السلطات في موسكو خدمات الإنترنت في بعض المناطق وطوقت الشرطة مساحات من وسط العاصمة لمنع الناس من التجمع.

وفي سياق متصل، أعلن القضاء الروسي، اليوم السبت، فتح تحقيق بـ”تبييض الأموال” بحق المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني. وبحسب المحققين، تلقى أشخاص مرتبطون بصندوق مكافحة الفساد المرتبط بنافالني مبالغ تصل قيمتها إلى مليار روبل (13,8 مليون يورو) بطريقة غير شرعية. وقاموا بعد ذلك بـ”تبييض” تلك الأموال عبر العديد من الحسابات المصرفية قبل تحويلها على حسابات المنظمة.

وقال أكثر من 6 آلاف شخص -على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- إنهم سيشاركون في مسيرة اليوم على “بولفار رينج” في موسكو من أجل “استعادة حق (خوض) الانتخابات”. وبين هؤلاء المرشحين عدد من حلفاء المعارض البارز أليكسي نافالني الذين يتهمون رئيس البلدية الموالي للكرملين سيرجي سوبيانين بالسعي إلى خنق المعارضة.

كما قال عدد كبير من سكان موسكو: إن تواقيعهم المؤيدة للمعارضة، رفضت من دون إعطاء السبب، وتأمل المعارضة أن تتمكن في الانتخابات أن تنهي احتكار الموالين للكرملين في برلمان العاصمة الروسية. ويقول نافالني وقادة آخرون في حركة الاحتجاج: إن الفساد مستشر في موسكو.

بداعي “انتهاك لوائح المظاهرات في الشوارع”، أعلنت الشرطة الروسية اعتقال واحتجاز المئات من المحتجين في موسكو، في أحد أكبر الحملات الأمنية ضد الاحتجاجات خلال سنوات، وعلى الرغم من الاعتقالات الأخيرة وفرض حظر على المزيد من التجمعات، كان هناك توقعات بخروج المتظاهرين إلى شوارع موسكو مرة أخرى اليوم السبت.

فهل يذوب الجليد الروسي ويرضخ لهتافات المتظاهرين وحرارة المطالب بإجراء انتخابات محلية حرة وعودة المستبعدين من الترشح، أم تنتصر القبضة الأمنية الحديدية وتسير القافلة؟

ربما يعجبك أيضا