انفجار معهد الأورام.. فاجعة جديدة تدمي قلوب المصريين قبل عيد الأضحى

حسام السبكي

حسام السبكي

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، على غرار المناسبات السعيدة التي ينتظرها المصريون في كل عام، جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن، على وقع حادث أليم ضرب منطقة المنيل، وتحديدًا “معهد الأورام”، ليقول المصريون المقولة الشهيرة: “بأي حالٍ عدت يا عيد!”.

فمع حلول، مساء أمس الأحد، ضرب حادث أليم منطقة المنيل، في العاصمة المصرية القاهرة، وتحديدًا بالقرب من معهد الأورام، حيث استهدفت سيارة بطريق الخطأ، ثلاث سيارات تصادف وجودهم في موقع الحادث، ليقع انفجار مدوي، هز أرجاء المنطقة، وتسبب في حريق هائل، نجم عنه تضرر عدد من الأبنية، وفي مقدمتها معهد الأورام، فضلًا عن سقوط 19 حالة وفاة وإصابة 30 آخرين، وفق آخر إحصاءات وزارة الصحة المصرية.

تفاصيل الحادث

في ساعة متأخرة، من مساء أمس الأحد، ومع الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، وقع حادث مأساوى أمام محيط معهد الأورام بمنطقة المنيل، نتيجة اصطدام سيارة كانت تسير عكس الاتجاه بشارع كورنيش النيل بـ3 سيارات، متسببًا في حالة من الهلع والخوف بالمنطقة المحيطة بالمعهد، نتيجة الصوت والأثر اللذين تسبب فيهما الحادث، حيث أسفر الحادث عن مصرع 19 مواطنا وإصابة 32 أخرين.

خلال لحظات قليلة عقب الحادث، اندلعت حرائق مشتعلة بالسيارات ومعهد الأورام نتيجة للانفجار الناجم عن الاصطدام.

وقد هرعت سيارات الدفاع المدني إلى موقع الحادث للسيطرة على الحريق، تبعه دفع وزارة الصحة والسكان المصرية بـ42 سيارة إسعاف لنقل المصابين إلى مستشفيات معهد ناصر، المنيرة، والقصر العيني.

وقد أعلنت حالة الطوارئ، واستدعيت الأطقم الطبية لرعاية مرضى المعهد، كما تم إخلاء المعهد من المرضى والعاملين، فيما شكلت غرفة طوارئ وعمليات برئاسة رئيس جامعة القاهرة لمتابعة آخر التطورات.

على المستوى الأمني، سارعت القيادات الأمنية للانتقال إلى موقع  الحادث، وبدأ مرور القاهرة عمليات الاستعلام عن لوحات وأرقام السيارة المتسببة في الحادث، كما قام رجال المباحث بقسم شرطة السيدة زينب، بالاستماع لشهود العيان والمصابين في المستشفيات للوقوف على ملابسات الحادث.

أعقب ذلك، انتقال خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة محيط الحادث، فيما أمر رئيس جامعة القاهرة بتشكيل لجان فنية لمعاينة منشآت المعهد، والتأكد من عدم تضررها.

وتم تفريغ كاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط معهد الأورام، وكاميرات المحلات والعقارات المجاورة للمعهد لكشف ملابسات الحادث، تبعه وصول فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع الحادث.

وقام رجال المرور بإعادة فتح الطريق أمام حركة السيارات بعد السيطرة على الحريق، وعودة الأجواء بمحيط معهد الأورام بالمنيل إلى طبيعتها.

أما على المستوى الشعبي، وكعادة المصريين في مثل تلك الأزمات والمحن، توجه العشرات من المواطنين لمستشفى القصر العيني للتبرع بالدم لصالح ” المصابين”.

وعقب إعلان وزارة الصحة عن حجم الضحايا في الحادث الأليم، صرحت الوزيرة “هالة زايد”، في إفادة إعلامية، أن “5 حالات حرجة في الرعاية المركزة، وباقي المصابين حالتهم بين متوسطة إلى خفيفة”.

وأضافت الوزيرة، أن البحث لا يزال جاريا عن ضحايا جراء الانفجار، في مياه النيل المقابلة للمعهد، في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين.

في هذا السياق، أكد مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة، أن قوات الإنقاذ النهري بدأت عمليات البحث والتمشيط في المجرى المائي المقابل لمعهد الأورام بحثا عن جثث ضحايا في المياه، والتأكد من وجود جثث من عدمه.

وأضاف المصدر وفقًا لصحيفة “الوطن” المصرية أن قوات الحماية المدنية تقوم الآن بمعاينة مبنى معهد الأورام بالتنسيق مع لجنة هندسية للتأكد من سلامة المبنى من عدمه.

وقدمت وزيرة الصحة، العزاء لأهالي المتوفين في حادث معهد الأورام، متمنية الشفاء العاجل لباقي المصابين، مشيرة إلى أنه تم تحويل 34 حالة من معهد الأورام لإخلاء المعهد، ونقلهم لمعهد ناصر والمنيرة ومستشفى دار السلام للأورام.

كانت معلومات قد أفادت، عقب لحظات من وقوع الحادث، عن عن وقوع انفجار أنبوب أكسجين داخل معهد الأورام، فيما نفى رئيس جامعة القاهرة الدكتور “محمد عثمان الخشت” ذلك، وقال: إن المعلومات تشير إلى أن الانفجار وقع خارج المعهد نتيجة تصادم سيارة تسير عكس الاتجاه بمجموعة من السيارات.

وتأكيدًا على ما ذكره، رئيس جامعة القاهرة، قال الدكتور “حاتم أبوالقاسم”، مدير معهد الأورام، أنه لا صحة لانفجار أسطوانة أكسجين “داخل المعهد”، مؤكدًا أن الانفجار حدث خارج المعهد، والمعلومات المبدئية تؤكد أنه حدث إثر حادث تصادم لسيارة كانت تسير عكس الاتجاه.

وأضاف أبوالقاسم بحسب صحيفة “اليوم السابع” المصرية، أن جميع المصابين من المارة، نافيًا وجود إصابات بين عمال المعهد، مشيرًا إلى أنه لم يعلم أحد حتى الآن إذا كان ذلك انفجارًا عن عمد أم مجرد حادث.

ردود أفعال واسعة

حالة من الحزن والألم، سيطرت على مشاعر المشاهير والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في أعقاب الحادث الأليم، ليتصدر هاشتاجي #المنيل و #معهد_الاورام موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، فيما جاءت ردود الأفعال على النحو التالي:


ربما يعجبك أيضا