شبهات فساد.. الأمم المتحدة في مرمى النيران باليمن

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

عاد الحديث من جديد عن اتهامات للأمم المتحدة بالفساد ومخالفات وانتهاكات أخرى في اليمن، بعد تقارير دولية ومحلية خاصة التي كشف عنها وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية منذ أيام قليلة.

كشفت الوثائق الجديدة، التي نشرتها الوكالة الأمريكية، أن أكثر من 10 موظفين يعملون في قسم الإغاثة متهمون بالفساد، وكذلك فقدان أطنان من الأغذية والأدوية والوقود المتبرع بها دوليا، وتوظيف غير مؤهلين برواتب مرتفعة، وتشمل الاتهامات الكسب غير المشروع والمحسوبية، وكذلك السماح لشخص بارز من جماعة أنصار الله بالوصول إلى سيارة تابعة للأمم المتحدة.

بالإضافة إلى ذلك، حصلت وكالة ” أسوشيتيد برس” أيضًا على تقرير سري للأمم المتحدة يقول إن جماعة أنصار الله غالباً ما تضغط على وكالات المعونة والمنظمات الدولية الإغاثية لتوظيف الموالين لها، والسعي للسيطرة على تحركاتهم عن طريق التهديد بإلغاء تأشيراتهم، يأتي ذلك بعد شهور من اتهامات الحكومة اليمنية لمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بالوقوف إلى جانب أنصار الله بشأن إنسحاب القوات من مدينة الحديدة الساحلية .

وكشف التقرير أن برنامج الغذاء العالمي يحقق حاليا في تعيين أشخاص غير مؤهلين لمناصب ذات رواتب عالية وتحويل مئات آلاف الدولارات إلى حساباتهم المصرفية الشخصية والمصادقة على إبرام عشرات العقود المشبوهة دون وثائق مطلوبة، في الوقت نفسه، تجري منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تحقيقا موازيا مع موظفها المدعو خورام جاويد الذي سمح لقيادي حوثي باستخدام سيارات المنظمة.

وذكر ثلاثة أشخاص مطلعين للوكالة أن تحقيق برنامج الغذاء الدولي يركز على الطبيب الإيطالي نيفيو زاغاريا الذي ترأس مكتب البرنامج في صنعاء منذ 2016 حتى سبتمبر/ أيلول 2018، وأكد المتحدث باسم البرنامج طارق جاسارفيتش أن التحقيق جار مع هذا المسؤول الذي سبق أن استقال.

وقال أربعة مسؤولين أمميين حاليين وسابقين: إن مكتب البرنامج في صنعاء شهد في عهد زاغاريا ارتفاعا حادا في الفساد والمسحوبية، إذ عين الطبيب الإيطالي موظفين غير مؤهلين سبق أن عملوا معه في الفلبين في مناصب ذات رواتب عالية، واقتصر دور اثنين منهم على التجوال مع كلبه.

وصادق الطبيب الإيطالي -خلال هذه الفترة- على تحويل مبالغ تقدر قيمتها الإجمالية بمليون دولار إلى حسابات بعض الموظفين، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء لا يخالف معايير البرنامج، إلا أنه من غير الواضح في كثير من الأحوال إلى أين ذهبت هذه الأموال لاحقا.

وين الفلوس.. حملة شعبية ضد الأمم المتحدة

بعد تقرير “الأسوشيتد برس”، عاودت حملة “وين الفلوس”، مطالبة الأمم المتحدة بالتحقيق في اتهامات الفساد، وأضاف بيان صادر عن الحملة أن نتائج هذا التحقيق الذي أجرته الوكالة الأمريكية، يعيدنا إلى التأكيد على المطالب التي من أجلها قامت الحملة، مشيراً إلى عدم تجاوب الكثير من المنظمات العاملة في اليمن مع الحملة وتواصل للكشف عن تقاريرها السنوية، والذي لم يرقى “إلى أدنى درجات الشفافية المعمول بها في كل دول العالم”.

وطالب بيان الحملة الأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في اليمن بالتحقيق الجاد في كل الاتهامات والمعطيات التي أوردتها الوكالة الأمريكية، سيما مع تلك المنظمات التي ورد اسمها في ذلك التحقيق، ومحاسبة كل المتورطين في قضايا الفساد، وجددت مطالبتها بكشف التقارير السنوية التفصيلية للمنظمات العاملة في اليمن”والتي تسلمت أموال المانحين الدوليين، ومعرفة أوجه إنفاقها”.

كما طالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، برفع السرية عن هذه التحقيقات ومراجعة أداء الأمم المتحدة ووكالاتها في اليمن خلال السنوات الماضية وإعلان النتائج بشفافية للشعب اليمني، والكشف عن مصير مئات ملايين الدولارات من الإمدادات الغذائية والأدوية والمساعدات التي سرقتها الميليشيات الحوثية من أفواه الجوعى والنازحين.

‏كما طالب وزير الإعلام اليمني الأمم المتحدة بإجراء تحقيق شامل في عمليات الفساد المالي والإداري لوكالاتها في اليمن، مؤكدا أن غض الطرف عن نهب الميليشيات الحوثية لبرامج المساعدات الإنسانية، يسيء لسمعة المنظمة الدولية ومصداقيتها ويضر بالجهود الدولية لإغاثة المتضررين وتخفيف معاناتهم.

ربما يعجبك أيضا