قضية كشمير.. حرب تلوح في الأفق بشبه القارة الهندية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

استمرت تداعيات إلغاء الهند، الحكم الذاتي لولاية “جامو وكشمير” (الشطر الهندي من الإقليم)، ويأتي قرار نيودلهي في ظل حدوث مناوشات على الحدود الفاصلة بين شطري الإقليم، عقب حشد عسكري هندي في الجزء الخاضع لها، وتعليمات بإخلاء السياح و”الحجيج الهندوس” من المنطقة بدعوى وجود “تهديد أمني”.

ويطالب سكان جامو وكشمير بالاستقلال عن الهند، والانضمام إلى باكستان، منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة.

وقد رأى رئيس تحرير وكالة برايم نيوز الباكستانية للأنباء علي مهر بأن: “الهند في ظل حكومة حزب الحاكم المتطرف لا يهمّها الجانب الإنساني، بل أصبحت تسعى، على نمط إسرائيل، إلى تغيير الوضع الديموغرافي للمسلمين في كشمير وتُشجّع الهندوس على الانتقال إلى الإقليم”.

حرب محتملة

وقد حذر رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الثلاثاء، من احتمالية اندلاع حرب بين بلاده والهند، على خلفية إلغاء الأخيرة مادة دستورية تغير من الوضع الخاص الذي يتمتع به سكان إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.

وقال خان في كلمة أمام البرلمان، إنه يخشى أن يقوم الكشميريون الغاضبون من قرار الهند، بشن هجوم على قوات الأمن الهندية وتُحّمل نيودلهي باكستان المسؤولية عنه.

وأضاف أنه إذا ردّت الهند على ذلك بتنفيذ ضربة عسكرية داخل بلاده، فإن ذلك يفتح المجال أمام إمكانية اندلاع حرب.

وهدد عمران خان، باللجوء للمحكمة الجنائية الدولية، بسبب تحرك الهند لتجريد سكان الشطر الخاضع لها بإقليم كشمير، من وضعهم الخاص، الذي يمنحهم “حكما ذاتيا”.

كما طالب القوات المسلحة في بلاده بـ “مواصلة التأهب”.

وفي فبراير/ شباط الماضي، وقع هجوم بالشطر الخاضع للهند من كشمير وأسفر عن مقتل 40 جنديا هنديا، وردت الهند بتنفيذ ضربة عسكرية داخل باكستان، حيث حمّلت جماعة باكستانية المسؤولية عن ذلك.

فيما ردت باكستان بدورها بإسقاط طائرتين هنديتين.

الموقف الباكستاني

باكستان قررت، طرد السفير الهندي لديها واستدعاء سفيرها لدى نيودلهي، في إطار تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الهند وتعليق الاتفاقات التجارية الثنائية معها.

جاء ذلك عقب اجتماع للجنة الأمن القومي الباكستانية انعقد لمناقشة تبعات قرار الهند إلغاء الوضع الخاص لإقليم كشمير المتنازع عليه.

كما طالبت باكستان الأمم المتحدة بتدخل فوري إزاء إلغاء الهند الحكم الذاتي لولاية “جامو وكشمير”.

جاء ذلك في خطاب موجه من وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

القيادي الإسلامي الباكستاني البارز عبد الغفار عزيز قال إن: “إلغاء الهند للبند٣٧٠ من الدستور تحد سافر، وانتهاك صارخ للقرارات الأممية التي تنص على أن كشمير ليست جزء من الأراضي الهندية وأن سكانها يجب أن يمنحوا حق تقرير المصير، وقيام الهند بزج مزيد من الجنود، علاوة على ٨٠٠ ألف من القوات، دليل على إنه احتلال يرفضه الشعب”.

زعماء الشعب الكشميري

من جهته قال زعيم الشعب الكشميري السيد علي شاه الجيلاني: لو فرشت الهند كامل ثرواتها تحت أقدامنا، ولو حولت شوارعنا ذهبا فإن ذلك لن يفي حق شهيد واحد من مئات الألوف من شهدائنا.

وأضاف في تغريدة: “يجب أن تؤخذ هذه التغريدة كرسالة SOS (أنقذوا أرواحنا)، لجميع المسلمين الذين يعيشون على هذا الكوكب. إذا متنا جميعًا وبقيتم أنتم فستكونون مسؤولين أمام الله العظيم. الهنود على وشك إطلاق أكبر إبادة جماعية في تاريخ البشرية. اللهم احفظنا واحمنا”.

أما الزعيم الكشميري مير واعظ عمر فاروق فقال: “لقد ناضل وقاوم الشعب الكشميري دائمًا ضد كل أنواع المواقف، وحتى الآن، إن شاء الله، بتأييد من الله، سوف يحارب الوضع الحالي بشجاعة. ولكن علينا الحفاظ على الروح المعنوية والمثابرة بدلا من الذعر. وإظهار الوحدة من خلال الثقة في الله”.

التعاون الإسلامي

فيما دعت منظمة التعاون الإسلامي، إلى تسوية تفاوضية لأزمة إقليم “كشمير” المتنازع عليه بين باكستان والهند، على أسس قرارات أممية وإسلامية.

جاء ذلك خلال اجتماع عاجل لفريق الاتصال التابع للمنظمة بشأن كشمير، على مستوى الممثلين الدائمين، في جدة، وترأس الاجتماع السفير سمير بكر دياب، الأمين العام المساعد للمنظمة، وشارك فيه وزير خارجية باكستان، مخدوم شاه محمود قريشي، والممثلون الدائمون لكل من تركيا، والسعودية، وأذربيجان، والنيجر.

وأعربت المنظمة في البيان، عن قلقها العميق إزاء الوضع الحرج في “جامو وكشمير” التي تحتلها الهند، وأدانت “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان” هناك.

وحثت الأطراف على التوصل إلى “تسوية تفاوضية على أساس القرارات ذي الصلة التي اعتمدها مجلس الأمن ومؤتمر القمة الإسلامية ومؤتمرات وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي”.

وحسب البيان، أطلع وزير الخارجية الباكستاني مخدوم شاه محمود قريشي، الاجتماع على الوضع المتدهور في جامو وكشمير
 

ربما يعجبك أيضا