الصين تواصل استعداء تايوان.. “أحفاد التنين” يزهدون في جوائز “الحصان الذهبي”

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

تشهد العلاقات بين الصين وتايوان توترًا شديدًا منذ أن توليت “تساي إينغ وين” رئاسة جزيرة تايوان  في 2016 وهي السيدة التي ترفض مبدأ الوحدة بين الصين وتايوان، الذي تصر عليه بكين، ولم يقف الأمر عند فرض إجراءات عقابية كقطع الاتصالات الرسمية، والضغوط الاقتصادية بل قامت الصين بمنع أفلامها ونجومها من المشاركة في جوائز الحصان الذهبي في تايوان الأمر الذي آثار سخط الكثير.

الحصان الذهبي

قالت إدارة السينما في الصين إنها ستمنع صناعة السينما في البر الرئيسي من المشاركة في جوائز الحصان الذهبي في تايوان وذلك دون أن تعلن سببا، في أحدث إشارة على تصاعد التوتر بين بكين والجزيرة.

وأعلنت مجلة أخبار السينما الصينية، التي تصدر عن إدارة السينما في الصين، الخبر عبر حسابها الرسمي.

وجاء في المنشور أن إدارة السينما “تقول إنها ستعلق مشاركة أفلام البر الرئيسي والعاملين فيها من المشاركة في الدورة السادسة والخمسين من حفل جوائز الحصان الذهبي لعام 2019”.

تأتي هذه الخطوة بعدما أصبح الحدث السنوي الذي يعد بمثابة النسخة المقابلة لجوائز الأوسكار في أوساط الناطقين بالصينية محور تساؤلات بشأن استقلال تايوان، مما أشعل جدلا بين نجوم تايوان والبر الرئيسي ومستخدمي الإنترنت.

وقالت إدارة مهرجان الحصان الذهبي السينمائي في تايوان في بيان ”سنشعر قطعا بالأسف إذا صح ذلك“، وأضافت أن الفعاليات ذات الصلة ستستمر دون تغيير.

وجاء في بيان لمجلس شؤون البر الرئيسي في تايوان ”تظهر الواقعة أن بر الصين الرئيسي يستغل السياسة للتدخل في التبادل الثقافي“.

تأسست جوائز الحصان الذهبي عام 1962 وتعد أحد الجوائز السينمائية المرموقة في صناعة السينما الناطقة بالصينية إذ أن معظم الأفلام المشاركة من بر الصين الرئيسي وهونج كونج وتايوان.

ليست المرة الأولى 

أصبحت جوائز الحصان الذهبي نقطة جذب للقضايا المتعلقة باستقلال تايوان ففي العام الماضي دعت مخرجة الأفلام الوثائقية “فو يو” إلى الاعتراف بتايوان “كيانا مستقلا” مما أثار سجالا على الهواء مباشرة بين نجوم الصين ونجوم تايوان خلال مراسم توزيع الجوائز.

وعندما وقف الممثل الصيني “تو من” على المسرح لتقديم جائزة وصف تايوان بأنها تايوان الصينية.

وأضاف: “نتمنى أن يظل الفن فنا وألا تتدخل الأمور السياسية فيه لأن الفن يتحلى بالنقاء”.

توتر مستمر

الشهر الماضي أعلنت الصين أنها ستعلق منح تأشيرات مرور للسياح الأفراد في الصين الراغبين في زيارة تايوان، في ما قد يشكل ضربة اقتصادية قاسية للجزيرة.

أتاح برنامج لمواطنين صينيين في 47 مدينة في البر الصيني طلب الحصول على أذون لزيارة تايوان بشكل منفرد وليس ضمن مجموعات سياحية.

لكن وزارة الثقافة والسياحة الصينية قالت في بيان متقضب إنه سيتم تعليق منح الأذون “بسبب العلاقات الحالية على جانبي المضيق”.

جزيرة تايوان

تحظى تايوان بالحكم الذاتي ولها قيادة منتخبة ديمقراطيا لكن الصين تصف الجزيرة بأنها إقليم منشق عنها ولم تستبعد استعمال القوة لضمان توحيد الشطرين، وقضية استقلال تايوان أحد أكثر المخاوف السياسية حساسية بالنسبة لبكين،وتصاعد التوتر بين الصين وتايوان منذ تولي الرئيسة الداعمة للاستقلال “تساي إينج وين” السلطة عام 2016.

وأدلت “تساي” نفسها بدلوها في الجدل حول القضية في وقت سابقا  قائلة إن تايوان لن تقبل أبدا بوصفها بتايوان الصينية.

وكتبت الرئيسة على موقع فيسبوك تقول “لا يمكن أن نقبل بهذا الوصف،ايوان هي تايوان ببساطة” مضيفة أنها “فخورة” بحفل الجوائز الذي “سلط الضوء على أن تايوان مختلفة عن الصين”.

ربما يعجبك أيضا