مشاركة “إسرائيل” في التحالف البحري .. الهدف “جر رجل” إيران إلى الحرب

يوسف بنده

رؤية

حذرت طهران من تداعيات كارثية لمشاركة إسرائيل في تحالف بحري تعمل واشنطن على تأسيسه في المنطقة، وتؤكد عبر وزير دفاعها أمير حاتمي أنها ستتعامل بقوة مع أي وجود إسرائيلي في مياه الخليج.

وكانت الولايات المتحدة قد دعت المجتمع الدولي إلى تشكيل تحالف عسكري من أجل أمن الملاحة في الخليج، فقد ودعت واشنطن 60 دولة في العالم للانضمام إلى التحالف الدولي، الذي سيكون تحت قيادتها، لضمان أمن الملاحة في الخليج.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد قال سابقًا إن بلاده ستكون جزءًا من التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لأمن الملاحة والتجارة في الخليج.

وأضاف أن هدف التعاون العسكري مع واشنطن والدول الأخرى، يأتي في إطار “مواجهة النفوذ الإيراني، ومتابعة المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية، وكذلك تعزيز التعاون مع دول المنطقة”.

وبالتوازي تجري إسرائيل ما قالت إنها أهم مناورات بحرية دولية تقودها بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا واليونان، نافية أن تكون لها أي أهداف دفاعية.

كما استجابت بريطانيا أيضًا لطلب الولايات المتحدة بالانضمام إلى التحالف. وفي المقابل، رفضت ألمانيا، وفرنسا، واليابان، الانضمام إلى هذا التحالف.

اتصال وزير الدفاع الإيراني

في اتصالات هاتفیة مع نظرائه الکویتي والقطري والعماني، أکد وزیر الدفاع العمید الإيراني، أمیر حاتمي أن التحالف العسکري البحري الذي تسعى أمريکا لإنشائه بحجة توفیر أمن الملاحة البحریة من شأنه زعزعة الأمن في المنطقة.

وقال حاتمی: إننا نعتبر أنفسنا مسؤولین تجاه أمن المنطقة خاصة الخلیج. وأن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لن تتوانى عن اتخاذ أي خطوة فی مسار الحفاظ على أمن الملاحة البحریة في الخلیج ومضیق هرمز وبحر عمان وأن أمن المنطقة هو عمل مشترك بین إیران وسائر دول الجوار في الخلیج لذا فإننا نرى بأن الأمن یجب توفیره من قبل دول المنطقة التي علیها أن تدخل في محادثات بناءة بهذا الصدد.

وفي لغة تعبر عن محاولة رمي الكرة في ملعب الدول الخليجية، اعتبر حاتمي أن تطویر العلاقات مع الجیران من المبادئ الأساسیة للسیاسة الخارجیة والدفاعیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقال: إننا وفي هذا الإطار نؤکد دوما على حفظ العلاقات مع أشقائنا في الخلیج رغم أن بعض الجهات الخارجیة سعت على مدى العقود الأربعة الماضیة لإیجاد شرخ بین الجیران.

وأشار حاتمي إلى الأنباء الواردة التي تکشف دعوة ورغبة إسرائيل للانضمام إلى التحالف العسکري الأمیرکي في المنطقة وقال: إن مثل هذه الخطوة المحتملة استفزازیة جدا ویمکنها أن تعود بتداعیات کارثیة للمنطقة.

الخارجية الإيرانية

كما اعتبرَ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أمس الجمعة، أن وجود إسرائيل في التحالف العسكري الأميركي في الخليج ومضيق هرمز يعتبر “تهديدًا سافرًا لأمن وسيادة وسلامة أراضي إيران، وسببا لإثارة الأزمات وزعزعة الاستقرار في منطقة الخليج”. وأضاف موسوي أن الجمهورية الإسلامية “من حقها مواجهة هذا التهديد والدفاع عن نفسها”.

كما قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس الجمعة، إن وجود قوات غير إقليمية في الخليج يُعدُّ بحد ذاته مصدرًا لانعدام الأمن.

وتابع ظريف أن “الخليج شريان حيوي، ولهذا السبب كان بالنسبة لإيران، التي عملت منذ القدم على ضمان أمنه البحري، من أولويات الأمن القومي الرئيسية”.

الهدف: “جر رجل إيران”

ظهور إسرائيل في مشهد الدول التي ترغب في تشكيل تحالف لتأمين مياه الخليج يثير غضب إيران إلى درجة الإنذار بالحرب. فقد تساءلت صحيفة سياست روز الإيرانية، في افتتاحيتها اليوم السبت “ما الذي سيحدث إذا ما انضمت “إسرائيل” للتحالف الأمريكي ضد إيران؟” قائلة: الكيان الصهيوني ينتظر منذ عقود الدخول في مواجهة مع إيران ولكن ليس لوحده أبداً إذ يسعى لدفع أمريكا لشن حرب على إيران، وأضافت الصحيفة:

“هذا الكيان وجد ضالته مؤخراً في التحالف البحري الأمريكي بمضيق هرمز لتحقيق هدفه إعلانه للانضمام إلى هذا التحالف يستهدف جر رجل أمريكا المترددة تمامًا لدخول مواجهة مع إيران”.

وخلصت الصحيفة للقول إن أي تواجد وحضور عسكري صهيوني في الخليج سيزيد بشكل خطير احتمال اندلاع حرب بالمنطقة ومثل هذه الحرب ستكون أم الحروب بكل معنى الكلمة وسيكون الكيان الصهيوني على رأس أهداف صواريخ إيران البالستية.

ومن جانب آخر، كتبت صحيفة آفتاب يزد الإصلاحية في افتتاحيتها، أنه “تدخل مرفوض”. وتساءلت الصحيفة قائلة: ما الذي يسعى هذا الكيان إليه من وراء انضمامه لهذا التحالف؟ وجاء في الصحيفة:

“ليس لهذا الكيان أية سفن تجارية في مسار الخليج، وهذا يعني أن الصهاينة يريدون من وراء الانضمام لهذا التحالف إقحام أنفسهم في لعبة بالغة الخطورة”.

وأضافت آفتاب يزد المسألة هنا هي أن الصهاينة يدركون جيداً أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي وربما هذا هو هدفهم لجر رجل أمريكا المترددة والبلدان الأوروبية المتحفظة إلى دخول مواجهة مع إيران. وبعبارة أخرى يسعى الصهاينة لتفجير الأوضاع في الخليج الفارسي على حساب أمن واستقرار بلدان المنطقة.

مؤتمر في البحرين

وقد وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس الماضي، المؤتمر الأمني الدولي في البحرين بأنه “معادٍ لإيران، ومشبوه”.

وقد جاء تصريح موسوي بالتزامن مع تأكيد المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، على الحاجة إلى تشكيل تحالف من أجل الأمن البحري في الخليج.

ومن المقرر عقد مؤتمر حول “الأمن البحري والجوي” في العاصمة البحرينية، المنامة، يومي 21 و22 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وكان رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميركية، براين هوك، قد أعلن في وقت سابق، عن هذا المؤتمر، قائلا إنه يتماشى مع برنامج مجموعات عمل قمة وارسو.

ربما يعجبك أيضا