على وقع انتهاكات الشرطة.. هونج كونج “تغلي” والاقتصاد في خطر

محمد عبدالله
رؤية – محمد عبدالله

تتواصل الاحتجاجات بهونج كونج للأسبوع العاشر على التوالي للمطالبة بإلغاء قانون يتيح تسليم مشتبه بهم للصين لمحاكمتهم، غير أن الساعات الأخيرة شهدت تطورات خطيرة بعدما احتل ناشطون يرتدون اللون الأسود وهو اللون الرمزي للحركة الداعمة للديمقراطية باحات الوصول في مطار العاصمة الدولي تسبب في إلغاء الرحلات الجوية من وإلى المطار.

الشرطة والشعب.. أساليب جديدة في المواجهة

رغم الوجود الأمني المكثف وموقف الصين الصارم فإن الحركة الاحتجاجية، التي بدأت قبل شهرين، لا تزال تحظى على ما يبدو بدعم واسع في المدينة التي يقطنها أكثر من سبعة ملايين نسمة.
وفي تحول جديد لأساليب المواجهة اشتبكت الشرطة مع المحتجين في مواجهات كر وفر في أنحاء المدينة حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات في وسط المدينة الملتهب، وفي أحياء الطبقة العاملة.‭‭‭‭‭ ‬‬‬
ورد المتظاهرون بقنبلتين حارقتين، متبعين استراتيجية التجمع المفاجئ لفترة وجيزة ثم التفرق سريعا عند الضغط عليهم وإعادة الظهور في مكان آخر.
بكين وبريطانيا.. اتهامات متبادلة
الاحتجاجات التي تزداد عنفا بالمستعمرة البريطانية السابقة زجت بها إلى أسوأ أزمة سياسية تشهدها منذ عقود كما تمثل أحد أكبر التحديات للرئيس الصيني شي جين بينج منذ وصوله إلى السلطة في العام 2012.
وتقول بكين: إن مجرمين ومحرضين يحرضون على العنف بتشجيع من قوى خارجية منها بريطانيا، فيما يؤكد المتظاهرون أنهم يحتجون اعتراضا على‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬تقويض مبدأ “دولة واحدة ونظامان” وهو الترتيب الذي كفل بعض الحكم الذاتي للمستعمرة البريطانية السابقة عندما استعادتها الصين من بريطانيا في العام 1997.
الاقتصاد يترنح
التوترات السياسية في هونج كونج ألقت بظلالها على القطاع الاقتصادي الذي يستند في المقام الأول إلى السياحة، إذ تشهد تراجعاً قاسياً بعد أكثر من شهرين من التظاهرات المؤيدة للديمقراطية التي يبدو أنها لن تتراجع، فغرف الفنادق فارغة والمحال التجارية تواجه صعوبات، وحتى الحشود التي تقصد ديزني لاند تراجعت.
وصرح رئيس مجلس صناعة السياحة في هونج كونج جايسون وونج: “أعتقد أن الوضع يزداد سوءاً”، وأضاف أن “الوضع حمل وكالات السفر على أن تبدأ درس مشروع إعطاء الموظفين إجازة غير مدفوعة الأجر لمواجهة ما يحصل”.
ويؤكد الخبراء أن الأزمة تؤدي إلى تفاقم التباطؤ الاقتصادي الذي تعانيه هونج كونج نتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكان متعذراً تحسن الوضع الاقتصادي للمدينة، حتى قبل بدء الاحتجاجات، إذ تراجع النمو من 4.6% إلى 0.6% على أساس سنوي في الفصل الأول، وهذا أسوأ أداء فصلي منذ عقد.
فيما اتهمت رئيسة السلطة التنفيذية “كاري لام”، المتظاهرين  بتعريض اقتصاد المنطقة للخطر، وحذرت من أن العواقب قد تكون أسوأ من تلك التي نجمت عن السارس (المتلازمة التنفسية الحادة) في 2003 والأزمة المالية في 2008، مشيرة إلى أن الانتعاش الاقتصادي سيستغرق وقتاً طويلاً للغاية.

ربما يعجبك أيضا