في وجه عنصرية الاحتلال.. “طليب” ترفض الإذلال وجدتها “ربي يهد ترامب”

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

أثارت مسألة زيارة نائبتي الكونجرس الأمريكي رشيدة طليب وإلهان عمر إلى “إسرائيل”، جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية، في الأوساط العالمية والعربية، بعد أن أجابت “طليب” بالرفض على العرض الذي قدمته لها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بالسماح لها بزيارة جدتها المسنة في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أن الشروط التي فرضها الاحتلال على الزيارة جائرة.

وتعود أصول رشيدة طليب إلى قرية بيت عور الفوقا في الضفة الغربية، بينما أصول إلهان عمر النائبة الأمريكية المسلمة صومالية، إذ ترفض كل منهما سياسات الاحتلال، وتدعمان حركة “BDS”، وهي الحركة التي بدأت في فلسطين وسرعان ما أصبحت دولية تدعو لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وكانت إسرائيل قد رضخت، يوم الخميس الماضي، لضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لا يتمتع بعلاقات جيدة مع النائبتين، ومنعت زيارتهما بعد أن وافقت في بادئ الأمر، حيث كتب ترامب في تغريدة قائلًا: “إذا سمحت إسرائيل بزيارة النائبة إلهان عمر، والنائبة رشيدة طليب، فسيكون هذا مظهر ضعف كبير من جانبها”، مضيفًا: “إنهما تكرهان إسرائيل، وجميع الشعب اليهودي، ولا يمكن قول أي شيء أو فعل أي شيء يغير رأيهما، إنهما عار”.

وتابع ترامب في تغريداته: “النائبة رشيدة  طليب كتبت رسالة للمسؤولين الإسرائيليين عبرت فيها عن رغبتها الشديدة في زيارة جدتها، تم منحها تصريح بذلك على وجه السرعة، لكن طليب ردت الموافقة بشكل بغيض، الفائز الوحيد بحق هنا هو جدة طليب، هي لن تضطر لرؤيتها الآن”.

وفي اليوم التالي، قالت إسرائيل إنها ستسمح لرشيدة بزيارة أسرتها بالضفة الغربية لاعتبارات إنسانية، لكن رشيدة رفضت العرض قائلة: إن إسرائيل فرضت قيودا تستهدف إذلالها، معلقة على الأمر بتغريدة فيها: “لقد قررت أن زيارة جدتي في ظل هذه الشروط الجائرة تتعارض وكل ما أؤمن به، أي محاربة العنصرية والجور والظلم”.

فيما انتقدت عائلة طليب -في الضفة الغربية- السماح المشروط بزيارة ابنتهم النائبة الأمريكية رشيدة طليب، إذ سخرت جدتها مفتية مما فعله ترامب مع حفيدتها مؤخرا وتدعو عليه قائلة: “الله يهد ترامب”، وأيدت الجدة، قرار حفيدتها، بإلغاء الزيارة، احتجاجا على الشروط الإسرائيلية، قائلة: “عندما علمنا بزيارة رشيدة، بدأت الاستعدادات لاستقبالها، كنت أخطط لذبح خروف، وإقامة حفل لرشيدة”، وقال خال رشيدة بسام طليب: إن العائلة ترفض أي شروط تضعها إسرائيل لإتمام الزيارة، مضيفًا: “من حقها زيارة بلدتها وعائلتها، لكن هذا هو الاحتلال، لا يريد أن يسمع صوتا يناهضه ويناصر الحقوق الفلسطينية”.

وفي عام 2017، أصدرت إسرائيل قانونا يحظر دخول الأجانب الذين يدعمون مقاطعتها، وصدر القانون ردا على حركة مقاطعة إسرائيل كوسيلة للضغط عليها بسبب معاملتها للفلسطينيين، ولم تكن رشيدة طليب هي أول من أثارت الجدل حول ذلك الموضوع، ومنعها من دخول إسرائيل والضفة الغربية، ولكن سبقها، منع فريق بيتلز الموسيقي عام 1966، وكذلك تم منع الفيلسوف الأمريكي، وعالم الإدراكي والمنطق نعوم تشومسكي، من أن يلقي محاضرة في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية في عام 2010.

وكذلك تم منع يوسف إسلام، المغني والكاتب البريطاني السابق، قبل اعتناقه الإسلام، واتهمته السلطات الإسرائيلية بنقل أموال لمنظمة حماس، ووضعت اسمه على قوائم الممنوعين من دخول البلاد، وبائت كل محاولات إسلام دخول إسرائيل أو الضفة بالفشل منذ ذلك الحين. وكانت آخر هذه المحاولات عام 2008.

عند منع نعوم تشومسكي من دخول الضفة الغربية عام 2010، قال نورمان فينكلستاين، لوسائل إعلام إسرائيلية: إن إسرائيل “تجاوزت الحد”، وإن هذا التصرف غير مفاجئ بالنسبة له، كونه مر بنفس التجربة قبل عامين.

وفي عام 2008، خضع فينكلستاين لساعات من الاستجواب في مطار بن جوريون قبل ترحيله ومنعه من دخول إسرائيل لمدة عشر سنوات، حيث كان في زيارة صديق.

ربما يعجبك أيضا