تبعات لعنة ناقلة النفط الإيرانية.. أمريكا تهدد اليونان ومؤاني البحر المتوسط

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

عقب تحريرها من جبل طارق، أبحرت ناقلة النفط الإيراني متوجهة إلى البحر المتوسط دون أية تصريحات بشأن وجهتها، وذلك بعدما غيرت اسمها لآخر مغاير ورفع العلم الإيراني بدلا من علم بنما، وشددت السلطات الإيرانية أن الناقلة ستبحر إلى وجهتها، وأنها مستعدة لإرسال سفن حربية لحمايتها في طريقها، ومن جهتها تهدد واشنطن باستقبال الناقلة بموانئ البحر المتوسط، تماشيًا مع العقوبات المفروضة على طهران.  توعّد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بأن تتخذ واشنطن كلّ ما في وسعها لمنع ناقلة النفط الإيرانية “أدريان دريا” من تسليم النفط إلى سوريا؛ لأنّ ذلك انتهاك للعقوبات الأمريكية.

وقال بومبيو للصحفيين، أمس: “أوضحنا أنّ أيّة جهة تتعامل مع (هذه الناقلة) أو تساعدها أو تسمح لها بالرسوّ، معرضة لخطر العقوبات من الولايات المتحدة”، وفق ما نقلت “رويترز”.

وأضاف: “إذا توجهت السفينة مرة أخرى إلى سوريا، سنتخذ كلّ الإجراءات الممكنة تماشياً مع تلك العقوبات لمنعها من ذلك”.

وبعد ورود تقارير مفادها؛ أنّ الناقلة الإيرانية قد اتجهت بعد مغادرتها جبل طارق، مساء الأحد الماضي، إلى ميناء كالاماتا اليوناني، حذرت واشنطن اليونان وجميع الموانئ في البحر المتوسط من مغبة تقديم التسهيلات للسفينة، مشددة على أنّ أيّة جهود لمساعدتها قد ينظر لها على أنها دعم للحرس الثوري الإيراني الذي تدرجه الولايات المتحدة على قائمتها للمنظمات الإرهابية.

وفي وقت سابق؛ أصدر القضاء الأمريكي مذكرة احتجاز الناقلة الإيرانية وشحنة النفط التي تحملها، وذلك بعد أن رفضت سلطات جبل طارق طلباً أمريكياً بمواصلة توقيفها، معللة موقفها بأنّ القوانين الأوروبية لا تسمح بذلك.

نفي يوناني

نفت اليونان، أمس، تلقّيها أيّ طلب برسو “أدريان دريا-1” في موانئها، في حين تمتنع طهران عن كشف وجهة السفينة، مكتفية بالقول: إنّها “تواصل مسيرها في المتوسط وستقوم بتنفيذ المهمة الموكلة لها”.

هذا وقد دعا بومبيو المجتمع الدولي إلى الحفاظ على حظر توريد الأسلحة إلى إيران، متهماً إياها بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار بومبيو، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، أمس، إلى أنّ سريان بعض القيود المفروضة على طهران ينتهي عام 2020، بما في ذلك الحظر الأممي على توريد الأسلحة إلى إيران، مضيفاً: “ما يزال هناك متسع من الوقت أمام المجتمع الدولي كي يرى كم بقي حتى تتخلص إيران من قيودها لإشعال فوضى جديدة، وليحدّد ماذا يجب أن يفعل لمنع حدوث ذلك”. 

اتهم بومبيو إيران؛ بأنّها “تواصل دعم الإرهاب وعدم الاستقرار في العراق ولبنان وسوريا واليمن، الأمر الذي له عواقب إنسانية وخيمة”.

كما اتهم الوزير الأمريكي الجمهورية الإسلامية بانتهاك بنود الاتفاق حول برنامجها النووي وتوسيع الأنشطة النووية، وزعزعة الاستقرار في منطقة الخليج.

ودعا بومبيو المجتمع الدولي لدعم ما أسماه بـ “عملية وارسو”، في إشارة إلى المؤتمر الدولي الذي انعقد في العاصمة البولندية، في أيلول (سبتمبر) الماضي، لمناقشة مواجهة إيران.

تطبيق العقوبات

تشهد منطقة الخليج مجددًا وتحديدًا مضيق هرمز حالة من التصاعد المتبادل بين إيران وبريطانيا على خلفية أزمة ناقلات النفط، حتى باتت المنطقة على شفا حرب جديدة.

ناقلات مشتعلة فى الخليج، وسفن حربية أمريكية تستجيب لنداءات الاستغاثة، واحتجاز بريطاني إيراني لناقلات نفطية، وخطاب عدائي يثير مخاوف اندلاع صراع أوسع في المنطقة، عادت مجددًا “حرب الناقلات” التي عُرفت في الثمانينيات من القرن الماضي.

تتجدد “لعبة المضايق المائية”، حيث تتلاطم فيها الأمواج دومًا بحثًا عن النفوذ والتأثير، لاسيما المشهد في الخليج العربي، الذي شهد مؤخرًا تصعيدًا وصل إلى احتجاز إيران ناقلة نفط، في 14 من يوليو الجاري، بعد أيام من احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق.

وفي مايو الماضي، تعرضت أربع سفن لعمليات تخريبية قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز، ويتعلق الأمر بناقلتي نفط سعوديتين، وناقلة نفط نرويجية، وسفينة شحن إماراتية، كما تعرضت ناقلتا نفط لاعتداء، في يونيو الماضي، بالقرب من مضيق هرمز أثناء عبورهما بحر عمان.

ربما يعجبك أيضا