الطائرات المسيرة.. سلاح الضعفاء الذي يهدد عرش الاحتلال الإسرائيلي

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

شهدت الأيام الأخيرة استخداما متزايداً للطائرات المسيرة، أو ما يطلق عليها أيضًا “طائرات دون طيار”.

استخدام الطائرات المسيرة وخصوصا في المجال العسكري أحدث تطورا لافتًا، ووصل إلى حد الدخول في مرحلة المنافسة بين دول عدة لتطويرها والاستفادة منها.

وكان الاحتلال قد بدأ خلال الأسابيع الأخيرة نشاطه المحموم في إطلاق الطائرات المسيرة نحو دول تربطها علاقات قوية بإيران، فضربت طائرات “درونز” الإسرائيلية أهدافا، قالت إنها تابعة للحرس الثوري ومليشيات تابعة له في العراق، فكانت هجمات بطائرات مسيرة على قاعدة “بلد” العراقية شمال بغداد، ومعسكر قائم على الحدود العراقية السورية، وهجمات أخرى في مواقع مختلفة، ثم جاء سقوط طائرتين إسرائيليتين مسيرتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الذي هدد بالرد في سماء لبنان.

رعب إسرائيلي 

وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن حالة الرعب والقلق التي باتت تؤثر على المنظومة الأمنية في الكيان الإسرائيلي بفعل انتشار الطائرات دون طيار في أيدي الفصائل الفلسطينية وكذلك حزب الله وفصائل المعارضة في سوريا والعراق، إلى جانب الطائرات الأخطر لدى إيران.

ليست حرب الطائرات المسيرة جديدة، بل أصبحت تشن حروبا نيابة عن الجيوش التقليدية في الشرق الأوسط، فكلما ازداد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، يزداد استخدام هذه الطائرات القادرة على إحداث توتر كبير وشن حروب في المنطقة.

هذا الرأي أكدته صحيفة واشنطن بوست التي ترى أن الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف بثلاث دول حليفة لإيران -هي لبنان وسوريا والعراق- تزيد حدة التوتر في الشرق الأوسط وتنذر باندلاع صراع أوسع بالمنطقة.

مخاطر الطائرات المسيرة

ورغم التقدم الذي يظهره الاحتلال الإسرائيلي في استخدام وامتلاك هذا النوع من الطائرات إلا أنه، وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن “إسرائيل” تواجه صعوبات في إيجاد حل لهذا التهديد مع الانتشار الكبير للطائرات بدون طيار والتي أصبحت أي منظمة أو جهة تستطيع امتلاك واستخدام أعدادًا كبيرة منها بسهولة لاختراق الاجواء الإسرائيلية، وهو ما يفسر تزايد مثل هذه العمليات منذ العام الماضي.

اللافت أن بعض هذه الطائرات المسيرة يمكن إضافة متفجرات لها، وكذلك يمكن شراءها من الأسواق الخاصة بآلاف الدولارات.

لا تكمن خطورة هذه الطائرات في انتشارها وسهولة استخدامها فقط، بل في تسريب معلومات حساسة بسبب مشاكل التشفير في هذه الطائرات (بعد بيعها)، فإلى جانب إمكانية شراء هذه الطائرات بسعر رخيص، فإنه يمكن كذلك تطويرها وتحويلها لسلاح مهم لتصوير أغراض استخبارية، أو لاستخدامها في عمليات تفجيرية.

حدث دراماتيكي

هذه المخاوف دفعت الجنرال موشيه كابلنسكي نائب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، خلال مؤتمر أمني عقد مؤخراً، إلى الدعوة بأنه يجب أن يكون هناك استعداد للقتال ضد المنظمات التي تملك مثل هذا السلاح، مشيرا إلى أن إطلاق سرب من هذه الطائرات باتجاه “إسرائيل” من الجنوب اللبناني أو من غزة سيكون حدثًا دراماتيكيًا.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن حزب الله اشترى عددا كبيرا من الطائرات لأغراض المراقبة والهجوم، ولكنه في الآونة الأخيرة بات يعتمد طائرات إيرانية عالية الجودة ومحسنة، وأثناء القتال في سوريا استخدمها مقاتلوه وأظهر الحزب تحديًا كبيرًا في قدراته على استخدامها.

ومنذ مارس 2018 عبرت 10 طائرات مسيرة تحمل متفجرات ومواد محترقة، إلى الأراضي المحتلة، كان آخرها الشهر الماضي ثم عادت للقطاع، الأمر الذي يشير إلى الصعوبات التي يواجهها جيش الاحتلال في توفير الاستجابة العملياتية لهذا التهديد.

أشكالها واستخداماتها 

ومن حيث الشكل، تصنف هذه الطائرات إلى ثلاثة، ذات أجنحة ثابتة، وطائرة مروحية، وأشكال خداعية، ويمكن التحكم فيها إما عبر موجات الراديو إذا كانت تطير لمسافات قريبة، أو عبر الأقمار الصناعية للمسافات البعيدة.

وتختلف استخدامات الطائرات المسيرة وفقا لما تحمله من معدات بين الرصد والتعقب والتجسس وكذلك إلقاء المتفجرات وغيرها من المهام.

ورغم كل هذا التطور على صعيد استخدام الطائرات المسيرة، فإنها لا تزال تواجه عددا من المشكلات التقنية والفنية، أفضت إلى كثير من الأخطاء والحوادث، من بينها تلك المتعلقة بالأخطاء البشرية، أو في حال مجابهتها للأحوال الجوية السيئة وغيرها.

كيفية المواجهة 

وقدمت بعض شركات التكنولوجيا حلول ومقترحات للتغلب على هذا النوع من الطائرات، ومنها الاستعانة بالأسلحة النارية لإسقاط الطائرات بدون طيار، أو إطلاق شبكة خاصة من بندقية، أو “درون” أخرى تتولى مهمة إسقاط الطائرات المشبوهة.

كما دربت الشرطة الهولندية نسورا على ملاحقة الطائرات بدون طيار، فضلا عن عمليات التشويش باستخدام موجات الراديو، وأخيرا الاختطاف.
 

ربما يعجبك أيضا