مؤتمر الطاقة العالمي بأبوظبي.. منصة حيوية للقادة وصانعي القرار

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

تحت رعاية رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان انطلقت، اليوم الإثنين، فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين، في العاصمة الإمارانية أبوظبي، بمشاركة 72 وزيرا و500 رئيس تنفيذي.

ويشكل المؤتمر الذي ينظم خلال الفترة ما بين 9 و12 سبتمبر الجاري، منصة مثالية لمحادثات أكبر وأكثر تنوعا بمجال الطاقة، في ضوء التطور الكبير الذي تشهده صناعة الطاقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

حضر المؤتمر الذي تنظمه اللجنة التنظيمية لمؤتمر الطاقة العالمي السيد ديفيد كيم رئيس مجلس الطاقة العالمي وعدد من الوزراء والمسؤولين والسفراء المعتمدين لدى دولة الإمارات، والرؤساء التنفيذيين وممثلي الشركات والاقتصاديين من دول العالم.

مســــتقبل قطاع الطاقـــــة

مؤتمر الطاقة العالمي والمنعقد تحت شعار “الطاقة من أجل الازدهار” يستعرض خلال أكثر من 80 جلسة حوارية، قضايا الطاقة والتطورات التي يشهدها القطاع في مختلف دول العالم.

كما يبحث المشاركون بالمؤتمر قضايا النفط والغاز والكهرباء، إضافة إلى تطوير مصادر الفحم النظيف والطاقة المتجددة والنووية والنقل وكفاءة الطاقة والتمويل والاستثمار والاستشارات، وغير ذلك من القطاعات التي تؤثر وتتأثر بقطاع الطاقة.

وباتت دولة الإمارات على أهبة الاستعداد لإطلاق شراكات تجارية استراتيجية مع الحكومات ورواد الصناعة والمبتكرين في قطاع الطاقة بأكمله في سبيل تحقيق الفائدة لجميع الأطراف.

افتتاح مؤتمر الطاقة 2019

الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، افتتح المؤتمر المقام بمركز أبوظبي الوطني للمعارض للمرة الأولى في مدينة شرق أوسطية، ليؤكد المكانة الرائدة لأبوظبي في قطاع الطاقة على مستوى العالم ودورها في إيجاد حلول لتحديات استدامة إمدادات الطاقة وتنويع مصادرها.

هزاع بن زايد أكد أن استضافة المؤتمر تعكس الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص بالطاقة ومستقبل هذا القطاع الحيوي، وتأثيره المباشر على التنمية المستدامة.

وأضاف أن مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي يجمع خيرة العقول والخبرات العالمية لتناقش مستجدات هذا القطاع الحيوي، وتبحث التحديات وتضع الحلول المبتكرة وتستكشف الفرص والشراكات، وهو ما ينعكس إيجابا على المجتمعات في سعيها لتنمية مستدامة ورؤى مستنيرة لمستقبل الطاقة.

التعرف على تـجارب الدول

وزير الطاقة الإماراتي قال أيضا: “نتعرف خلال المؤتمر على تجارب الدول المختلفة في مشروعات ربط الطاقة المتجددة ومصادر الطاقة الأخرى، ونقوم أيضا بنقل خبرات دولة الإمارات وتجاربها في هذا المجال خاصة مع استراتيجيتنا للطاقة 2050 والتي تعطي الأولوية لاستخدام الطاقة الصديقة للبيئة وخفض الاعتماد على مصادر الوقود الأخرى في العقود القادمة والاستفادة من تقنيات البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي في قطاع النفط والغاز لتقليل تكلفته وتحسين كفاءته وزيادة عوائده”.

برنامج الشركات الناشــــئة

بدوره قال ديفيد كيم، رئيس مجلس الطاقة العالمي: “نحن جميعًا، قادة العالم في قطاع الطاقة، ندرك تمامًا الحاجة الملحة إلى إحداث التغيير للتأكد من أن التطور الذي يشهده قطاع الطاقة يحدث بطريقة مستدامة من حيث العرض والطلب لصالح الجميع”.

وأضاف “في مؤتمر الطاقة العالمي، أدركنا الحاجة الماسة إلى الجمع ما بين استخدام التقنيات الموجودة حاليًا والمبتكرة مع التفكير الإبداعي في وضع السياسات والاعتماد على الابتكار في الأعمال”.

وأوضح رئيس مجلس الطاقة العالمي أنه من خلال برنامج الشركات الناشئة، فإن المؤتمر يقدم الدعم لرواد الأعمال والتقنيين في مشروعات الطاقة الناشئة للمساعدة في تسهيل التحولات التي يشهدها قطاع الطاقة ومكافحة تغير المناخ”.

من جهته أشار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” ومجموعة شركاتها، إلى أنه مع استضافة هذه الوفود القادمة من أكثر من 150 دولة، فإن أبوظبي توفر منصة بالغة الأهمية للقادة وصانعي القرار في مجال الطاقة من أجل التواصل وتبادل الخبرات في أبرز القضايا التي تصوغ مشهد قطاع الطاقة المتغير.

البدائل النظيـــفة والمتجددة

رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، المهندس عويضه مرشد المرر، قال إن استضافة مؤتمر الطاقة العالمي يؤكد مكانة إمارة أبوظبي المميزة كإحدى أبرز العواصم العالمية للطاقة.

وأوضح أن العالم يشهد في الوقت الراهن تغيرا غير مسبوق في قطاع الطاقة مدفوعا بمزيج من الابتكارات التكنولوجية، مضيفا “نحن اليوم على مفترق طرق حقيقي يدفعنا لقيادة قطاع الطاقة نحو البدائل النظيفة والمتجددة”.

وأكد رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي أن استضافة أبوظبي لهذا المؤتمر تشكل إضافة نوعية لمسيرة الإمارة وتأكيدا لمكانتها المميزة كإحدى أبرز العواصم العالمية للطاقة.

طـاقة من أجل الازدهـــــار

وأضاف المهندس عويضه المرر أن “هذا الحدث الذي يستقطب أبرز صانعي القرار، وينظم تحت شعار طاقة من أجل الازدهار  يشكل دفعة قوية لنا في دائرة الطاقة لمواصلة مسيرتنا في إدارة توجهات أبوظبي لتحقيق التحول نحو عصر جديد للطاقة، مبني على أسس الكفاءة والاستدامة والمسؤولية البيئية”.

وأوضح أن هذه الفعالية العالمية “ستتيح استعراض المستجدات التي شهدها قطاع الطاقة المحلي على اختلاف محاوره، وأبرزها إعلان استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة، التي تهدف إلى تخفيض استهلاك الكهرباء بنسبة 22 بالمئة، والمياه بنسبة 32 بالمئة بحلول العام 2030”.

وختم تصريحاته قائلا “المؤتمر فرصة لاطلاع المشاركين على طائفة من مشاريعنا ومبادراتنا، مثل إطلاقنا لمحطة براكة للطاقة النووية، ومحطة نور أبوظبي للطاقة الكهروضوئية، ومحطة الطويلة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، وإنشاء شركة مصدر للطاقة النظيفة وغيرها من المشاريع التي تعد من الأفضل على مستوى العالم”.

شراكات استراتيجية متجددة

وزير الطاقة والصناعة الإماراتي، رئيس مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين، سهيل المزروعي، قال إن انعقاد المؤتمر على أرض دولة الإمارات يؤكد التزامها الراسخ باستكمال دورها في إيجاد حلول جذرية تقوم على الحوار والنقاش مع جميع الدول بشأن التحديات التي تواجه الطاقة.

ولفت إلى أن دولة الإمارات عقدت العديد من الشراكات الاستراتيجية في قطاع الطاقة مع شركائها حول العالم، وحالياً تسير على النهج نفسه وتتشارك مع الجميع فيما يتعلق بالطاقة المتجددة محلياً وعالمياً لتحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لقطاع الطاقة العالمي.

وأشار إلى أن اختيار شعار “الطاقة من أجل الازدهار” دليل على التركيز على الإنسان وتلبيةً لتطلعاته نحو غدٍ أفضل، فالإنسان هو الأساس لكل مشروع حضاري وهو الاستثمار الحقيقي لوضع العلم والتكنولوجيا والابتكار في سبيل خدمة الإنسانية وتقدمها.

ربما يعجبك أيضا