هزات فساد “نظام غصن” تتوالى.. “نيسان” ضحية للتربح والاحتيال

حسام عيد – محلل اقتصادي

يبدو أن لعنة الفساد التي تسبب بها قطب صناعة السيارات الأبرز بالعالم كارلوس غصن بعد تورطه في جرائم تهرب ضريبي، ستطارد “نيسان”.

ففي الوقت الذي تعاني فيه المجموعة اليابانية من مشاكل بعد اعتقال وإقالة مديرها السابق كارلوس غصن، أعلن رئيس مجلس إدارة نيسان ليابانية لصناعة السيارات، أن المدير التنفيذي للمجموعة هيروتو سايكاوا سيغادر منصبه الأسبوع المقبل، وسط اتهامه بارتكاب مخالفات مالية خلال فترة إدارة المدير السابق “غصن”، في ضوء اعترافه بتلقيه مدفوعات زائدة في إطار توزيعات الأرباح من الأسهم بالمخالفة للوائح الداخلية.

وسيتولى رئيس العمليات الحالي ياسوشيرو ياماوشي منصب الرئيس التنفيذي بالانابة في 16 سبتمبر وهو موعد مغادرة سايكوا منصبه.

وهو الأمر الذي سيمثل هزة جديدة بشأن الحوكمة في شركة صناعة السيارات اليابانية المتعثرة.

مخالفات مالية لخليفة غصن

خلص تحقيق داخلي في المجموعة اليابانية “نيسان” إلى أن هيروتو سايكاوا تلقى عشرات الملايين من اليوان (مئات الآلاف من الدولارات) بصورة غير قانونية.

وكان سايكاوا قد استبق الأمور واعترف علنا في الأسبوع الأخير من أغسطس 2019 بأنه استفاد في السابق من مكافأة تتجاوز المبالغ التي يحق له الحصول عليها، عبر هذه الإجراءات التحفيزية. وقد اعتذر باقتضاب “على الاضطراب الذي سببه” وأكد أنه ينوي إعادة المبالغ التي تلقاها من دون حق.

وحاول سايكاوا تبرير حصوله على هذه المكافأة، بإلقاء اللوم على “النظام الذي أقيم في إدارة غصن” واستفاد منه رغمًا عنه، على حد تعبيره.

وكان كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة “رينو”، وكذلك رئيس تحالف “نيسان ميتسوبيشي رينو” قد أُوقف في نوفمبر الماضي، في اليابان، ثم اتُّهم في قضايا مالية، بعدما كشف هيروتو سايكاوا أن بعضاً من مدراء شركة نيسان جمعوا أدلة ضد غصن وسلموها إلى السلطات اليابانية مع هدف واحد، وهو تقويض أي احتمال اندماج كامل لـ”رينو” و”نيسان” وهو ما يخشون من أن غصن كان يدفع لتحقيقه، وتخوف المتمردون في “نيسان” من وقوع شركتهم اليابانية في قبضة الفرنسيين.

ودعّم اعتراف سايكاوا شكوكًا قديمة في شأن سبب الانقلاب المفاجئ لـ”نيسان” ضد غصن، مهندس التحالف وقطب صناعة السيارات.

تضخيم غير قانوني للمكافآت

سايكاوا تعمد تأجيل موعد تنفيذ نظام “حقوق تقييم الأسهم” في مايو 2013، بعد ارتفاع سعر سهم “نيسان” بنسبة 10%، والذي يعد مخالفة مالية، ما ضمن له الحصول على أموال إضافية تقدر بنحو 47 مليون ين (حوالي 440 ألف دولار).

ويواجه سايكاوا (65 عاما) وضعًا صعبًا منذ أشهر، فالمساهمون في “نيسان” يطالبون برحيله بسبب ارتباطه الوثيق بغصن الذي تمتع بحمايته لفترة طويلة ويدين له بتعيينه مديرًا عاما للمجموعة في 2017.

وكان قد وعد في يونيو بالاستعداد لمغادرة منصبه في أسرع وقت ممكن.

نتائج مالية مخيبة

سايكاوا جاء مدفوعًا بتزايد الشكوك في قدرته على قيادة شركة صناعة السيارات إلى التعافي، في ضوء الهبوط الأخير لأرباح نيسان وكذلك مدفوعات الأجر.

ففي الفصل الأول من 2019، عكست نتائج مجموعة نيسان اليابانية المالية، تراجعًا كبيرًا، وبدأت عملية إعادة هيكلة عميقة لأداتها الصناعية تشمل إلغاء 12 ألفًا و500 وظيفة في العالم.

وتسعى “رينو” و”نيسان” أيضا إلى إعادة تعزيز التحالف بينهما الذي اهتز منذ إقالة كارلوس غصن الذي كان عماده.

وهناك فرضيات للعمل على تطوير المساهمات المشتركة في المجموعتين، لكن “لم يتم تفعيل” شيء بعد.

وتملك رينو التي يعود 15% من رأسمالها إلى الدولة الفرنسية، 43% من “نيسان”، بينما تملك المجموعة اليابانية 15% من حليفتها الفرنسية.
 

ربما يعجبك أيضا