استعدادًا للحلم.. محطة الضبعة النووية تستعد لدخول حيز التنفيذ الفعلي

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تستعد الحكومة المصرية لدخول مشروع محطة الضبعة النووي حيز التنفيذ الفعلي، إذ يتم حاليًا العمل بشكل مكثف من أجل إنهاء المرحلة التحضيرية من المشروع، تمهيدا للحصول على إذن الإنشاء من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة النووية.

“آخر المستجدات”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اطلع في اجتماع مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمد شاكر على آخر المستجدات الخاصة بتنفيذ مشروع المحطة النووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بالمشاركة مع الجانب الروسي، حيث أوضح شاكر أنه جاري العمل في المرحلة التحضيرية لما قبل الإنشاء، والتي تتضمن تجهيز الموقع، والأعمال والأنشطة الخاصة بالتصميم، واستكمال مرافق البنية التحتية، وإعداد التجهيزات اللازمة للبدء في إنشاء المحطة.

وطالب السيسي، بمواصلة العمل لاستكمال كافة الإجراءات الفنية والقانونية اللازمة تمهيداً لدخول مشروع محطة الضبعة حيز التنفيذ الفعلي، مشدداً على ضمان توافر أعلى معايير السلامة والأمان النووي في جميع مراحل إنشاء المحطة، لافتا إلى أهمية الطاقة النووية كمجال مستقبلي للمساهمة في توليد الكهرباء في مصر على نحو يدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة والاحتياجات الحالية والمستقبلية للمواطنين ويفي بمتطلبات الصناعة، فضلاً عن تنويع مزيج الطاقة الذي تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء.

 وذكرت وزارة الكهرباء المصري أن هيئة المحطات النووية في انتظار إصدار إذن الإنشاء الخاص بالضبعة، موضحا أن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية هي المسؤولة عن إصدار هذا الإذن والموافقات البيئية والأمان النووية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة النووية.

“إذن الإنشاء”

وزارة الكهرباء المصرية، أكدت أنه من المتوقع أن تصدر هيئة الرقابة النووية والإشعاعية إذن الإنشاء منتصف العام المقبل، وأن الأعمال التحضيرية للمشروع أوشكت على الانتهاء، لافتة إلى أن التكنولوجيا المستخدمة لمحطة الضبعة النووية تنتمي إلى تكنولوجيات مفاعلات الجيل الثالث المطور (Gen 3)، والتي تتميز بأعلى مستويات الأمان النووي، وأن المحطة لها مبنى احتواء مزدوج يستطيع تحمل اصطدام طائرة تزن 400 طن محملة بالوقود وتطير بسرعة 150 مترًا على الثانية.

وأكدت الوزارة أن التكنولوجيا المتطورة تستطيع تحمل تسونامي حتى ارتفاع 14 مترًا وتتحمل الزلازل حتي عجلة زلزالية 0.3  والأعاصير والرياح، مكملا: “يتميز تصميم المفاعل الروسي أنه مزود بماسك أو مصيدة لقلب المفاعل (core catcher) لاحتواء قلب المفاعل والمواد عالية المستوى الإشعاعى بداخله”.

وأشارت هيئة الطاقة النووية المصرية أن المحطة تمتلك القدرة على الإطفاء كأمن تلقائي دون تدخل العنصر البشري ومزودة بمصيدة قلب المفاعل حال انصهاره، ووسائل أمان تكرارية وغيرها من وسائل الأمان المختلفة.

وشددت وزارة الكهرباء، أنه سيتم وضع أول خرسانة لأول مفاعل نووي بالضبعة منتصف العام المقبل، وأنه سيتم إنشاء باقي المفاعلات تباعًا حتى 2026، منوهة بأن المشروع سيغير خريطة الاستثمارات في مصر، وخصوصا محافظة مطروح، كما أنه سيوفر الكثير من فرص العمل لأبناء المحافظة من مختلف التخصصات.

“تفاصيل المشروع”

مشروع الضبعة النووي بدأت مرحلته الأولى في نهاية عام 2017، من خلال الأعمال التحضيرية – والتي ما زالت مستمرة – استعدادا لانطلاق الإنشاءات، وتتضمن إلى جانب ذلك الأنشطة والأعمال الخاصة بالتصميم واستصدار الأذون والتراخيص واستكمال مرافق البنية التحتية وإعداد التجهيزات اللازمة للبدء فى إنشاء المحطة، وتشمل عقد الاجتماعات الفنية بين فريقي المشروع من الجانبين المصري والروسي، وتبادل الوثائق الفنية وتنفيذ التزامات التعاقد وفق الجدول الزمني المتفق عليه، ومتابعة إجراءات الحصول على التراخيص والموافقات الأمنية للخبراء والأجهزة والمعدات اللازمة لأعمال المسح الهندسي، وعمل بصمة كاملة للموقع وصورا لقاع البحر وقياس الزلازل.

وتشمل المرحلة الثانية -التي تستمر على مدار خمس سنوات ونصف – مرحلة الإنشاء وتشمل جميع الأعمال الخاصة بالإنشاءات والتركيبات والتدريب والتجهيز لبدء اختبارات التشغيل، ليدخل المشروع إلى مرحلة الاختبارات وتبدأ بعد الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل وحتى التسليم الابتدائي للوحدة والحصول على ترخيص تشغيل المحطة ومدتها عام تقريبا.

ربما يعجبك أيضا