في سوريا.. عجلات فوروملا 1 لن تمحو آثار “محرقة صيدنايا”

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي 

على مدار الأعوام الثمانية الماضية، عانت سوريا من حرب أهلية مريرة، أسفرت عن مقتل أكثر من 400.000 شخص وأدت إلى تشريد 11.7 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

وفي صيدنايا، شمال العاصمة السورية دمشق، وعلى بعد بضع كيلومترات “عن موقع أعدم فيه 13 ألف شخص”، يقوم نادي السيارات السوري بتطوير وتعزيز إجراءات ووسائل حماية لسباقات الفورملا 1.

كشفت صحيفة “تليجراف” البريطانية، أن النادي السوري للسيارات (SAC) مُنح تمويلًا لسباق جديد لتدريب جيل جديد من السائقين للتنافس في مسابقات محلية، رغم ما تعيشه البلاد من حرب طاحنة، في ظل نظام دكتاتوري، و رغم التقارير الأممية والدولية بحجم جرائم الأسد.

وتشير الصحيفة إلى تورط سباقات “فورمولا 1” العالمية بتمويل المضمار بالقرب من سجن “صيدنايا” التابع للنظام السوري، والذي يعتقد أنه شهد تعذيب وإعدام الآلاف، وأوضحت أن الجهاز المنظم، والمعروف باسم الاتحاد الدولي للسيارات، قدم أموالا لـ”نادي السيارات السوري”.

وفي عام 2017 قالت منظمة العفو الدولية: إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أعدم نحو 13 ألف سجين في سجن صيدنايا، ويقع سجن صيدنايا بالقرب من الموقع المعتزم لمضمار السباق.

تشير تقارير وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) التي تديرها الدولة إلى أن الهيئة قامت بترتيب العديد من السباقات التي ترعاها وزارة السياحة التي تسيطر عليها الحكومة.

يتم دعم النادي السوري من قبل النظام الذي يشن هجمات مستمرة على الشعب السوري، ومن خلال خطة المنح التي تقدمها الاتحاد الدولي للسيارات والتي تم تزويدها بالمال من قبل منظمة فورملا1، لا تملك الأخيرة أي سيطرة على كيفية قيام  الاتحاد الدولي للسيارات باستثمار الأموال، وليس هناك ما يشير إلى أن المشروعات التي تتلقى التمويل غير شرعية أو أنه قد تم كسر أي عقوبات.

ومع ذلك، يقول كريس دويل مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي – البريطاني المعروف بكابو (CAABU)، يجب تحقيق توازن دقيق بين عدم دعم نظام يواصل ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت لا يعاقب الشعب السوري الذي يجب أن يكون قادرًا على الحياة، لا تزال سوريا عضوًا في الاتحاد الأوليمبي الدولي والفيفا وغيرها من الهيئات الرياضية”.

ويضيف “قد يكون دعم الأنشطة الرياضية الشعبية يساعد السوريين على التعافي من صدمة الحرب والقمع، لكن في الوقت نفسه، يجب بذل كل الجهود لمنع النظام السوري من إساءة استخدام ذلك لتلميع صورته”.

منذ إطلاق المشروع في عام 2014 ، تسلم النادي السوري، والذي يدعمه الأسد نحو 250 ألف يورو، من أصل حزمة مجموعها 14.1 مليون يورو، فيما رفضت منظمة الفورملا 1 التعليق، وقال الاتحاد الدولي للسيارات في بيان: “جميع المنح تخضع للتدقيق الداخلي وسنواصل قيادة الطريق”.

إعدامات جماعية

في الفترة الممتدة بين 2011 و2015، نفذت السلطات السورية، إعدامات جماعية سرية شنقا بحق 13 ألف معتقل في سجن “صيدنايا”، غالبيتهم من المدنيين المعارضين.

وقالت العفو الدولية: “سجن “صيدنايا” هو المكان الذي يقوم فيه النظام السوري بذبح شعبه بهدوء، موثقة إخضاع السجناء لمحاكمات عشوائية وضربهم ثم شنقهم “في سرية تامة”، وقُتل آخرون داخل غرف مكتظة لا تصلها أشعة الشمس جراء التعذيب والحرمان من الطعام والشراب والرعاية الطبية.

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن الإعدامات في سجن صيدنايا “تصل إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بتفويض من الحكومة السورية على أعلى المستويات”.

ربما يعجبك أيضا