بعد إدانتها بـ”تخريب أرامكو”.. إيران تنتظر ردًا قاسيًا من السعودية وأمريكا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أصبح النظام الإيراني في أزمة كبيرة ويعاني حرجًا واسعًا بعدما عرض المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد الركن تركي المالكي، مساء أمس الأربعاء، الأسلحة التي استخدمت في الهجمات الإرهابية على معملي أرامكو في خريص وبقيق السبت الماضي، والتي تؤكد تورط إيران في الاعتداءات. وفي مؤتمر صحفي بالرياض، قال المالكي إن الهجوم الذي استهدف منشآت شركة “أرامكو” لم ينطلق من اليمن، رغم الانطباع الذي أشاعته إيران.

وبحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء أمس الأربعاء، في قصر السلام بجدة “الحاجة إلى أن يتحد المجتمع الدولي للتصدي لتهديد النظام الإيراني”، واتفقا على “ضرورة محاسبة النظام الإيراني عن سلوكه العدواني والمتهور والتهديدي”. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد وصل مساء أمس إلى جدة لبحث الرد على الهجوم على معملي أرامكو.

واتفق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة محاسبة “النظام الإيراني”، على خلفية الهجوم الذي استهدف منشأتين تابعتين لشركة أرامكو النفطية السعودية مطلع الأسبوع الجاري.

الهجمات الإرهابية علي النفط السعودي ستؤدي لأزمة مالية عالمية بلا شك وتسببت في ارتفاع الأسعار النفطية عالميًا، ونجحت السعودية في تقديم أدلة قوية تؤكد تورط النظام الإيراني في الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملي شركة “أرامكو” شرقي المملكة وباتت نقطة تفوق كبيرة تصب في صالح الغرب خلال صراعه المحتدم مع طهران خلال الآونة الأخيرة.

تحقيقات مشتركة

وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية أن “الهجوم على بقيق وخريص هو امتداد لهجمات سابقة تقف خلفها طهران، ويظهر أن النظام الإيراني يستهدف المدنيين والبنى التحتية، ولدينا أدلة على تورطه في أعمال تخريب بالمنطقة عبر وكلائها”. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية إلى أن “طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز (دلتا – ونج) شاركت في الهجوم، وكانت تحلق من الشمال للجنوب”.

وتابع قائلًا: “تم استخدام 25 طائرة مسيرة وصاروخ كروز في الهجوم”، مبينًا أن “3 صواريخ كروز لم تصب أهدافها في الهجوم، كانت متوجهة من الشمال إلى الجنوب”. وأفاد العقيد المالكي بأن السعودية شاركت نتائج التحقيقات في الهجوم مع حلفائها، يتزامن هذا مع غضب عالمي وأمريكي على وجه الخصوص.

خطأ إيراني

ويرى الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي، أن حجم هذه الهجمات والنتائج المترتبة عليها كان خطأً كبيرًا في الحسابات الإيرانية كون أن هذه الهجمات مست وبشكل مباشر المصالح الأمريكية والغربية بل ومصالح العالم كله فأرامكو ليست مجرد شركة نفط عادية يمكن أن يصاحب استهدافها تأثيرًا محدودًا على البلد المالك لها ولكنها شركة عالمية كبيرة تنتج للعالم نحو عشر احتياجاته اليومية ومن ثم فإن ما يصيبها يصيب العالم الذي سارع وبلا تردد في أن يبدي استعداده للوقوف بجانب السعودية.

وقال الهتيمي في تصريحات خاصة لـ”رؤية” لا شك أن هذه التطورات تصب في دعم الموقف الأمريكي الذي يسعى بكل ما يملك من أجل إجبار القيادة الإيرانية على الرضوخ لإملاءاته بشأن إعادة إيران إلى بيت الطاعة الأمريكي غير أن هذا يتوقف على الموقف الدولي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص من هذه الهجمات وهل سيتم تمريرها دون رد حاسم وصارم حيث الاقتصار على بيانات الشجب والإدانة وإطلاق التهديدات أم أنه سيكون ثمة موقف آخر يبعث برسالة شديدة اللهجة إلى إيران بأن ما قامت به سواءً بشكل مباشر أو عبر أحد وكلائها لا يمكن أن يمر مرور الكرام.

وبالتالي يكون من غير المستبعد توجيه ضربة عسكرية ولو محدودة لبعض الأهداف الإيرانية إذ أنه في الحالة الأولى ستصبح هذه الهجمات بالفعل ورقة قوية بيد إيران سيدفعها إلى تكرار أفعال مشابهة فمن أمن العقاب أساء الأدب لتكون النتيجة النهائية في صالح إيران بطبيعة الحال وأما في الحالة الثانية فتعدد السيناريوهات المحتملة فإما أن تقبل إيران بالضربة العسكرية لتمتص غضب العالم وتمرر الموقف وإما – وهو الراجح في حال حصلت الضربة – أن تعتبر إيران أن مثل هذه الضربة بمثابة إعلان الحرب فلا تتعاطى معها باعبتارها ردًا محدودًا على فعلها لتشعلها حربًا شاملة توظف فيها كل أدواتها وأذرعها في المنطقة فتستحيل المنطقة برمتها إلى جحيم وهو ما تسعى البلدان العربية قبل غيرها لتفاديه.

ورجح الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني أن لا تقبل أمريكا على أية خطوات عسكرية من شأنها استثارة الغضب الإيراني واندلاع حرب لا يرغب ترامب نفسه في اندلاعها ولو في الوقت الحالي وأن تتركز الخطوات المقبلة على استهداف أذرع إيران في بعض المناطق فيتم تكثيف الهجمات على الحوثيين في اليمن والذين أعلنوا صراحة مسؤوليتهم عن هذه الهجمات وأن تدفع المملكة من جديد لدعم بعض الفصائل في سوريا لشن هجمات على القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا أو أن تستهدفهم السعودية بشكل مباشر وغير ذلك مما يؤلم إيران.

وإشار أسامة الهتيمي إلى أن الموقف الإيراني فسيظل ثابتًا على نفي علاقته بهذه الهجمات فالاعتراف في حد ذاته يمنح توجيه أية ضربة شرعية قانونية وسياسية وهو ما لا تريده إيران لتظل أمام المجتمع الدولي وكأنها ضحية افتراءات أمريكية وسعودية وهو ما تنبهت إليه ربما السعودية منذ البداية الأمر الذي دفع ولي العهد السعودي إلى أن يطالب بتشكيل لجنة دولية تشارك فيها العديد من الأطراف للتحقيق في هذه الهجمات وتحديد المسئول عنها ما يقلل من فرص إيران للتنصل والهروب.

أزمة عالمية

وقال أبوبكر الديب، الخبير الاقتصادي، إن الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية السعودية، قد تؤدي إلى أزمة مالية عالمية، وستؤدي إلى هزة عنيفة في أسواق النفط والمال بأغلب دول العالم، بعد أن أصبحت معظم البورصات العالمية، تحت ضغط المخاطر، أو التوجه بالمنطقة نحو صدام عسكري.

وأضاف الديب بحسب قناة العربية، أن الهجمات على منشآت نفط سعودية، أدى إلى تحول الاهتمام من الأسهم إلى الملاذات الآمنة، وخاصة الذهب ما أدى إلى رفع سعره، كما تسبب الهجوم على المنشآت السعودية، والذي أوقف 5%، من إنتاج النفط الخام العالمي في ارتفاع أسعار النفط بأكبر وتيرة منذ عام 1991، بعدما اتهم مسؤولون أمريكيون إيران بتنفيذ الهجوم، وقال الرئيس دونالد ترمب إن بلاده “مستعدة” للرد.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن الهجوم يستهدف الاقتصاد العالمي وضرب معدلات التنمية في دول العالم، وهو أمر بالغ الخطورة، فقد تسبب في توقف ضخ 5,7 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل قرابة 5% من إمدادات الخام العالمية ونحو 50% من إنتاج المملكة العربية السعودية.

ربما يعجبك أيضا