مناشدات الأهالي بـ”عرض الحائط” .. إضراب المعلمين الأردنيين يدخل أسبوعه الثالث‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – لم تفلح مناشدات الأهالي وأولياء أمور طلبة المدارس في الأردن، بإقناع نقابة المعلمين وقف إضرابها الذي يدخل أسبوعه الثالث يوم غد الأحد، كما لم تستجب الحكومة لكل نداءات حل الأزمة وعودة الدوام الدراسي لطبيعته.

ويقابل إصرار النقابة التي يزيد عدد منتسبيها إلى نحو 120 ألف معلم ومعلمة، تعنت حكومي في عدم تلبية مطالب الأولى المتمثلة بعلاوة تقول النقابة إنها لن ترضى بها أقل من نسبة 50%.

ومساء اليوم السبت، خرج نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة، على وقع ترقب الأهالي والرأي العام، معلنًا استمرار الإضراب عن العمل، ومطمئنًا في الوقت عينه الطلبة بتعويض ما فاتهم طوال أيام الإضراب.

وحمّل النواصرة حكومة رئيس الوزراء عمر الرزاز، المسؤولية عن تعطل دوام طلبة المدارس غداً الأحد، بعد توجيهها دعوات لإلزامهم بالدوام.

وطالب النواصرة الحكومة بالاعتذار وإدراج العلاوة على موازنة العام 2020 لنزع فتيل الأزمة.

الرزاز يرأس اجتماع الأزمة

من جانبه، ترأس رئيس الوزراء عمر الرزاز، اليوم السبت، اجتماعاً للفريق الوزاري المعني بمتابعة ملف إضراب المعلمين، لمناقشة آخر المستجدات بعد دخول الإضراب أسبوعه الثالث.

واستمع رئيس الوزراء، خلال الاجتماع الذي عقد في وزارة التربية والتعليم، إلى إيجاز قدمه مدراء مديريات التربية حول الوضع الميداني وواقع الحال في جميع مدارس المملكة، التي شهدت انقطاعاً للدراسة تضرر جراءه الطلبة وتعطلت نتيجته العملية التعليمية.

وعرض مدراء مديريات التربية للشكاوى التي تلقتها مختلف المدارس الحكومية ومديريات التربية من الأهالي والطلبة على حد سواء جراء تضرر حقوق الطلبة في التعليم، وانقطاعهم عن تلقي الدروس نتيجة الإضراب، الذي كسرته بعض المدارس.

وأكد رئيس الوزراء، على ضرورة متابعة مختلف التطورات الميدانية في المدارس، وتركيز العمل على خدمة الطلبة وتسهيل وصولهم للمدارس، “فهم أساس وهدف العملية التعليمية”.

الحكومة تقترح حلًا “مرفوض”

الحكومة قدمت مقترحاً يوم الخميس إلى نقابة المعلمين، في مبادرة تقوم أهدافها على الارتقاء بالوضع المعيشي للمعلمين وتطوير العملية التربوية ومخرجاتها.

وشددت المتحدثة باسم الحكومة وزيرة الإعلام جمانة غنيمات، في ردها على سؤال صحفي حول المبادرة الحكومية، “أن المقترح ليس مبهماً، بل وفّر مساحة كبيرة لنقابة المعلمين للخوض والحوار حول عديد القضايا، التي تهم المعلم”.

 وأكدت “أن العرض الحكومي سخي، بمعنى أنه يفتح الباب للحوار حول كل ما تريد النقابة النقاش حوله”.

وجددت غنيمات التأكيد أن الحكومة منفتحة على الحوار وأن قنواته لا تزال مفتوحة، كونه السبيل للوصول إلى توافق حول المطالب التي تطرحها نقابة المعلمين.

وقالت: “ما يهمنا في هذه اللحظة هو تعليق الإضراب وعودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، وأن الحكومة منفتحة على الحوار والجلوس مع نقابة المعلمين لمناقشة مختلف التفاصيل، وصولاً إلى علاقة صحية بين الحكومة ونقابة المعلمين”.

تعميم تحت طائلة المسؤولية

من جانبها، دعت عدد من مديريات التربية في مختلف المملكة، أولياء أمور الطلبة في المدارس الحكومية، لإرسال أبنائهم الى المدارس يوم غد الأحد، فيما عممت وزارة التربية والتعليم على المدارس تسجيل أسماء المعلمين غير الملتزمين بالدوام المدرسي.

ومنذ الخميس الماضي، بذلت فعاليات ومؤسسات مجتمعية وأحزاب ونقابات، جهودًا مضنية لحلحلة الأزمة وإنهاء الإضراب، غير أن إصرار النقابة على مطالبها ورفض الحكومة لها أفشل كل تلك الجهود.

وطالبت فعاليات رسمية وشعبية في مختلف محافظات الأردن، نقابة المعلمين تغليب لغة الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات من أجل استئناف الدراسة والتحاق الطلبة بمدارسهم.

ولوحظ طوال الأيام الماضية، تحريك الحكومة وسائل إعلامها الرسمية في محاولة إقناع الرأي العام بوجوب إنهاء نقابة المعلمين إضرابها والتحذير من مغبة استمرار الوضع الراهن.

وطالب أولياء أمور الطلبة نقلت وكالة الأنباء الرسمية أقوالهم، المعلمين باستئناف العملية التعليمية مراعاة لمصلحة الطلبة، داعين إلى مواصلة الحوار للوصول إلى توافق يرضي الجميع ويراعي بالدرجة الأولى مصلحة الطلبة وحقهم في التعليم.

ومع استمرار الإضراب، فإن نحو 1.5 مليون طالب خارج أسوار التعليم المدرسي، وفي ظل استمراره فإن الأمر سيمتد وسط توقعات بإنهاء الفصل الدراسي.

وليس لدى الحكومة الأردنية، خطة واضحة للآن تواجه بها الأزمة، كما ليس لديها حل سحري لإنهاء إضراب المعلمين المصرين على الإضراب حتى تحقيق المطالب ووصولًا لتحسين أحوالهم المعيشية.

ومطالب المعلمين الحالية، ليست وليدة العهد، فمنذ العام 2014 نفذت النقابة إضرابًا مفتوحًا استمر نحو 10 أيام، لكنه توقف عقب وعود حكومية بتحسين أوضاع المعلمين لكن ذلك لم يحصل.

ويبدو أن نقابة المعلمين، تعلمت من الدرس، ولن توقف إضرابها مقابل الوعود هذه المرة، ويبدو أنها استعدت جيدًا لهذه المرحلة من خلال تحضيرها وتجييش منتسبيها لدعم حراكها.

إخوان الأردن تنفي دعم المعلمين وإعلامها يؤازر

وفيما تنفي جماعة الإخوان المسلمين تدخلها من قريب أو بعيد في حراك المعلمين، يلاحظ مؤازرة وسائل الإعلام التابعة لها للإضراب.

وبحسب معاينة “مراسل رؤية” المواقع الإخبارية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، ومن بينها صحيفة السبيل وموقع البوصلة الإخباري، شجعت عناوينها وأخبارها من حراك المعلمين، وقدمت وجهة نظر النقابة على موقف الحكومة الرسمي في أحيان كثيرة.

واكتفت الجماعة التي ينتمي إليها عشرات آلاف المعلمين، ومن ضمنهم نائب نقيب المعلمين الذي يقود حراك النقابة، بالقول إنها تتابع الأزمة الراهنة بين المعلمين والحكومة باهتمام بالغ، شأنها شأن كافة أطياف المجتمع الأردني.

واعتبرت -في بيان لها حصلت “رؤية” على نسخة منه- أن “حراك المعلمين حراك نقابي مطلبي المعلمون هم صانعوه ومنظموه والقائمون عليه وأما المحاولات المتكررة من قبل بعض الأطراف لتسييس الحدث المتعلق بالمعلمين وإقحام جماعة الإخوان المسلمين فيه محاولة بائسة”.

ربما يعجبك أيضا