رؤية 2030.. بمشاريع ومخططات طموحة السياحة السعودية تشق طريقها نحو العالمية

حسام السبكي

حسام السبكي

بمشاريع طموحة ومخططات ضخمة، تستعد المملكة العربية السعودية، عبر رؤية 2030، إلى الدخول ضمن أكبر 5 دول سياحية في العالم، وذلك عبر عدة تعديلات من شأنها تيسير دخول السائحين، وتنمية وتطوير المواقع التاريخية المميزة في المملكة، علاوة على إبرام العديد من مذكرات التعاون مع مختلف المنظمات الدولية المتقدمة في هذا القطاع.

إرادة سياسية

ضمن مساعٍ حثيثة، تسعى المملكة العربية السعودية لتنفيذ خطة رؤية 2030 في دعم السياحة وترسيخ مكانتها على خريطة السياحة العالمية مع التعديلات الجديدة على نظام التأشيرات قبل نهاية العام الجاري.

في هذا الإطار، أعلنت هيئة السياحة والتراث السعودي عن التعاون مع منظمة السياحة العالمية في إعداد استراتيجية لتطوير رأس المال البشري في السياحة، وإنشاء أكاديمية للسياحة.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس لجنة موسم الطائف، “أحمد الخطيب”: إن المملكة قادمة وبقوة، ومن المأمول أن تصبح واحدة من ضمن أكبر 5 دول سياحية في العالم، مستشهدا في ذلك بما ذكره ولي العهد في أكثر من مكان، لافتًا إلى أن المملكة تستهدف الوصول إلى عدد 100 مليون سائح.

وبشكلٍ عملي، وتنفيذا لخطة رؤية المملكة 2030 اتخذت الهئية العديد من الإجراءات كما أطلقت عددا من المبادرات التي تدعم السياحة في السعودية ومنها تسهيل منح التاشيرات السياحية أمام 50 دولة في العالم.

وإجمالًا، تؤكد الرؤية على أهمية إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها دوليا، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدا حيا على إرث السعودية العريق، وعلى دورها الفاعل، وموقعها البارز على خريطة الحضارة الإنسانية.

مشاريع طموحة

لا يكاد يمر شهر، حتى نسمع عن مشاريع سعودية جديدة، تستهدف وضع المملكة العربية السعودية، في مكانة مميزة، على خارطة السياحة العالمية.

ومن بين أبرز تلك المخططات الضخمة، مشروع القديّة، وهو يشير إلى أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم، من المقرر إقامتها بالقرب من العاصمة الرياض، على أن تكون المدينة هي عاصمة الترفيه السعودية في المستقبل.

ومن بين المشاريع الطموحة أيضًا، مشروع البحر الأحمر، وهو مشروع سياحي عالمي يستهدف الاستفادة بأحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعًا في العالم، حيث تتيح هذه الواجهة الجديدة فرصة استكشاف طبيعة المملكة من جزر وسواحل وبراكين، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية والآثار القديمة.

وعلاوة على ذلك، تخطط المملكة، لإنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم، حيث تستهدف بلاد الحرمين لجعل هذا المتحف محطة رئيسية للسعوديين وضيوف المملكة للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق.

ونظرًا لما تزخر بها المملكة من طبيعة ساحلية مميزة، حددت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 75 جزيرة، بهدف استغلالها سياحيا، فيما سُمي بـ “سياحة الجزر”، وكذلك سياحة المحميات الطبيعية.

اليونسكو

شهدت المملكة العربية السعودية، خلال السنوات الأخيرة، دخول العديد من المواقع قائمة التراث العالمي، التابعة لمنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اختصارًا بـ “اليونسكو”.

ومن بين تلك المواقع، مدائن الصالح، وهو أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي بعد أن ضمتها اليونسكو إلى معالم التاريخ العالميّة في 2008، وتضم هذه المنطقة التاريخية 153 واجهة صخرية منحوتة.

الدرعية، والتي تمثل عاصمة الدولة السعودية الأولى، وهي تضم عددًا من الأحياء التاريخية من ضمنها حي طريف الذي يعد ثاني موقع سعودي ينضم إلى قائمة التراث العمراني العالمي في العام 2010، وحي البجيري، وحي سمحان الذي يتميز بالبيوت الطينية التاريخية.

وفي 2014، انضمت مدينة جدة التاريخية، إلى قائمة التراث العالمي، وهي منطقة تضم عددا من المعالم والمباني الأثرية المهمة، أبرزها المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد، مثل مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، إضافة إلى سورها التاريخي، وأسواقها التي تتميز بطابعها الخاص كسوق العلوي، وسوق قابل.

ومن بين قائمة الفخر والشرف السعودية أيضًا، الرسوم الصخرية في حائل، والتي تنتشر في مواقع عدة بمنطقة حائل، وهي رسوم منفذة على الواجهات الصخرية بالحز والحفر الغائر، ومن أبرزها النقوش الأثرية في موقعي جبة والشويمس المسجلين في قائمة التراث العالمي باليونيسكو.

ولا يتوقف سعي المملكة العربية السعودية عند هذا الحد، حيث تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي على زيادة الجهود في مجال تسجيل المواقع الأثرية الموجودة في المملكة لدى منظمة اليونسكو، ليرتفع العدد من 4 مواقع إلى 14 موقعا قبل حلول عام 2030، منها: الفنون الصخرية في بئر حمي، قرية الفاوي في منطقة الرياض، واحة الأحساء، طريق الحج المصري بالإضافة إلى عدد القرى والبلديات، منها: قرية ذي عين في منطقة الباحة، قرية رجال ألمع في منطقة عسير، بلدة العلا التاريخية في منطقة المدينة المنورة، مشروع وسط الرياض التاريخي.

ربما يعجبك أيضا