لاستمرار البشرية.. المشاهير يتحولون إلى شرطي في خدمة البيئة

أماني ربيع

رؤية

العالم بين أيدينا

لم تعد النجومية الآن في إطلالة أنيقة على السجادة الحمراء أو فيلما يتصدر الإيرادات في شباك التذاكر، ولا حتى صورة جميلة على غلاف مجلة شهيرة، فالفن والشهرة الآن خرجا من إطار النجاح الفردي الذي لا يطال إلا الفنان أو الشخص الشهير ليتحول إلى نوع من المسؤولية الاجتماعية، وهو المفهوم الذي تبناه معظم نجوم ومشاهير العالم.

ونرى معظم النجوم يستغلون شهرتهم كمنبر يروجون فيه لقضايا معينة بيئية واجتماعية وأحيانا سياسية، كما يتبارون في سباق العمل الخيري وجمع التبرعات ومنحها، ومن أبرز القضايا التي تتصدر أولويات الكثير من المشاهير هي قضايا البيئة، والتغيرات المناخية التي لم تعد تأثيراتها بعيدة كما نتصور، وأصبحت ويلاتها كارثية على جميع الدول الغنية منها والفقيرة.

وتحول عدد من المشاهير إلى محاربين من أجل التوعية بقضايا المناخ التي تحتاج إلى تغيرات في سلوكيات البشر اليومية، وفي التقرير التالي نستعرض أبرزهم.

ليوناردو دي كابريو

يُعرف النجم الوسيم باهتماماته بقضايا البيئة وهو الأمر الذي لم ينسه حتى عند فوزه بجائزة الأوسكار عام 2017 عندما تحدث في خطاب الفوز عن قضايا البيئة وأهمية التوعية بها، وفي عام 1998، أنشأ “مؤسسة ليوناردو ديكابريو” للمساعدة على استعادة توازن الأنظمة الإيكولوجية المهددة، وضمان الصحة والرفاهية المستدامة سكان الأرض.

وأنتج ديكابريو بنفسه وظهر في عدد من الفلام الوثائقية الخاصة بالتوعية البيئية، مثل ” Before the Flood” أ و” The 11th Hour”، وتبرع الشهر الماضي بمبلغ كبير للمساهمة في إطفاء حرائق الأمازون، وله خطاب عن البيئة في الأمم المتحدة.

الأمير هاري

يسعى الأمير هاري وزوجته دوقة ساسكس إلى تكريس شهرتهم للتوعية بقضايا البيئة المختلفة، وقال في وقت سابق إنه لن ينجب أكثر من طفلين للمساهمة في حماية البيئة ومكافحة الآثار المرعبة للتغير المناخي، وخلال جولته الأفريقية الأخيرة التي شملت أربع دول، أشرف على تدريبا لمكافحة الصيد الجائر شارك فيها حراس حدائق من مالاوي وجنود بريطانيون لحماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل الأفيال ووحيد القرن.

وفي مقال رأي نُشر بصحيفة “ديلي تلجراف” البريطانية، كتب هاري: “مع أني لست خبيراً في هذا المجال، فقد حظيت بفرصة عظيمة باعتلاء منصة، آمل أن أتمكن من استخدامها بحكمة”.

وقال: “اعتدنا الاعتقاد بأن الحفاظ على الطبيعة مجال خاص بالعلم، لكن الاهتمام به الآن من الجميع أصبح أمرا أساسيا لبقائنا، يحتاج البشر والحيوانات إلى التعايش وإلا فإنه في غضون السنوات العشر القادمة ستصبح المشكلات المترتبة على سلوكياتنا وخيمة.

بالأمس، تولي الأمير هاري اختيار الصور و”الهاشتاجات” وذلك في إطار إدارته لحساب “ناشيونال جيوغرافيك” كضيف شرف على موقع التواصل الاجتماعي الشهير”إنستجرام”.

وكانت أول مشاركة لدوق ساسكس عبر حساب NatGeo@، هي إحدى صوره الخاصة لشجرة التبلدي في حديقة ليوند الوطنية، في مالاوي، علق عليها أنه يريد تشجيع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على نشر صورهم الخاصة للأشجار في المجتمع المحلي “لزيادة الوعي بالدور الحيوي للأشجار في النظام البيئي للأرض” وتشجيع الأشخاص على “تقدير جمال البيئة المحيطة بنا”.

ناتالي بورتمان

أما النجمة ناتالي بورتمان فاستخدمت شهرتها للدفاع عن حقوق الحيوان، وفي عام 2017 أنتجت فيلما يتناول مساوئ صناعة اللحوم في أمريكا بعنوان “أكل الحيوانات”، الذي نال شهرة واسعة، وأصدرت مجموعتها الخاصة من الأحذية النباتية التي تذهب عائداتها لمنظمة ” Nature Conservancy”.

مارك روفالو

يستغل النجم مارك روفالو شهرته دائما في التوعية بأهمية التقليل من الاعتماد على الوقود البني، والتحول للطاقة الشمسية.

وشارك في تأسيس منظمة ” The Solutions Project” التي ترفع شعار الطاقة النظيفة للجميع، وتحاول تسريع عملية الانتقال للطاقة النظيفة بنسبة 10% وشارك في فيلم وثائقي عام 2017 بعنوان ” In This Climate”.

وعند اندلاع حريق الأمازون، نشر عبر حسابه على تويتر تغريدات يحفز بها متابعيه على التبرع للمساهمة في القضايا البيئية.

ويل سميث

أطلق النجم ويل سميث وابنه جادن عام 2015 ” Just water” وهي علامة تجارية للمياه المعدنية تستخدم زجاجات يمكن إعادة تدويرها بنسبة 100% ومصنوعة من الكرتون المشتق من النباتات، للحماية من التلوث البلاستيكي، عبر تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 74% مقارنة بزجاجات البلاستيك العادية.

وسيقدم سميث فيلما وثائقيا بعنوان ” One Strange Rock”، وأدار جادن مناقشة Summit LA18 حول التغيرات المناخية، وتهديدها وطرق مكافحتها.

باراك وميشيل أوباما

وكانت  التغيرات المناخية على رأس أولويات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وكان ملتزما بما يسمى بـ “خطة الطاقة النظيفة”، التي تلزم الولايات بخفض انبعاثات الكربون من محطات الكهرباء وفقا لاتفاقية باريس للمناخ عام 2015، كما صدر في عهده أمرا تنفيذيا يمنع تأجير أراض اتحادية للشركات من أجل استخراج الفحم، ووضع قواعد للحد من انبعاثات الميثان الناجمة عن إنتاج النفط والغاز، لكن بعد تولي الرئيس الحالي دونالد ترامب للرئاسة في أمريكا قامت إداراته بالإغاء معظم سياسات أوباما البيئية.

وكان أحد النقاط التي ارتكزت عليها حملة ترامب الانتخابية هي خفض القواعد التنظيمية البيئية بهدف إنعاش قطاعات التنقيب عن النفط والغاز وتعدين الفحم.

وهؤلاء ليسوا المشاهير الوحيدين الذين يشجعون الناس على مواجهة أزمة المناخ، فهناك حملة جديدة اسمها “العالم في أيدينا”، التي أطلقها بعض المشاهير بمجموعة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود يحملونف يها الكرة الأرضية البكر بين أيديهم، ويتم أقان كل صورة بأعمال يمكن أن يضيفها أي شخص لحياته اليومية، وتخدم البيئة، سواء السفر بطريقة مستدامة باستخدام طاقة أقل أو التشجيع على الطاقة النظيفة.

وقال مصور الحملة جوستين وو لموقع، ” NationSwell” إنهم اختاروا أشخاصا من كل المجالات ومختلف الأعمال والشعوب، وأشار إلى أنهم إذا كان بإمكانهم الاجتماع معاً من أجل رسالة واحدة موحدة … فهذا أمر رائع”.

وتم إطلاق الحملة في 18 سبتمبر ، وهي عبارة عن شراكة بين المصور “وو” وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركة التأثير الاجتماعي The Krim Group وشركة Accor .

وفي عهد أوباما أيضا تم وضع ألواح شمسية فوق مباني البيت الأبيض لاستخدام الطاقة الشمسية في التدفئة وتسخين المياه لساكني البيت، وحاول مع زوجته ميشيل وضع البيت الأبيض ضمن المنظومة الخضراء، حيث حولت ميشيل أوباما عام 2009 حديقة البيت الأبيض إلى بستان تزرع فيه الخضروات والفواكه عضويا بما يسمح بتلبية حاجة البيت الأبيض من هذه المنتجات ولتشجيع المواطنين الأمريكيين على التغذية السليمة.





ربما يعجبك أيضا