بعد انتشار الإيدز في قرية إيرانية .. المتظاهرون يحرقون مكتب ممثل المرشد

يوسف بنده

رؤية

شهد يوم الأربعاء الماضي، تظاهر عدد من المواطنين في قرية شنار محمودي، احتجاجًا على الإصابة الواسعة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

وبعد ذلك بفترة وجيزة، أعلن رئيس محکمة جهار محل وبختياري اعتقال أحد الأطباء بتهمة استخدام حقنة ملوثة بفيروس الإيدز.

وحسب تقرير وكالة فارس، فقد هاجمت مجموعة من المتظاهرين في لردغان، التابعة لمحافظة جهار محل وبختياري، وسط إيران، هاجموا قائمقامية المدينة، وأحرقوا المبنى، بعد انتشار خبر إصابة عدد من أهالي قرية “شنار محمودي”، بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

ووفقًا للتقارير، فقد أضرم المتظاهرون النار في مكتب مكتب المرشد خامنئي وإمام جمعة لردغان أمس السبت، فيما أفاد شهود العيان، بأن قوات الأمن أطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وطبقًا لما أظهرته الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أشعل المتظاهرون النار في شوارع لردغان.

تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المواطنين يحتجون على سياسات وزارة الصحة، ويحمّلون مستوصف شنار محمودي، مسؤولية إصابة أهالي القرية بهذا الفيروس.

يأتي هذا، بينما قال وزير الصحة، سعيد نمكي، على هامش مؤتمر تم عقده أمس السبت: “قبل بضعة أيام، ادعى مسؤول محلي في قرية شنار محمودي في لردغان، دون أي خبرة، أن حقنة ملوثة بالفيروس كانت سببًا في تفشي فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في القرية، ولکن مع الوثائق المفصلة التي نمتلکها نقول إن هذا لم يحدث أبدًا”.

وأضاف الوزير أن “المواطنين الأفاضل في المنطقة أصيبوا بالفيروس، دون سبب، أو من خلال طرق مختلفة، ولا ذنب لهم ولا تقصير”.

وتابع: “تم اتهام طبيب قرية شنار محمودي الکادح، وردنا هو أن الحقنة الملوثة ليست سبب شيوع هذا المرض”.

كان نمکي قد أكد، في وقت سابق، في رسالة إلى وزير العدل، أنه على علم بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في قرية شنار محمودي. ولكن من أجل “الحفاظ على كرامة سكان المنطقة، ظلت مسألة التتبع والتحقيق سرية”.

مؤامرة ضد النظام

وقد وصف عدد من المسؤولين الحكوميين، اليوم الأحد 6 أكتوبر، هذه الاحتجاجات بأنها “من فعل الملکیین وأعداء الثورة”.

وحسب تقرير إيران إنترنشنال، فقد وجه المسؤولون الحکومیون هذه التهمة إلی المحتجین، في وقت اندلعت فیه، أمس السبت، احتجاجات في عدد من المدن بما فیها مدینة أصفهان، حیث قام البختیاریون المقیمون في هذه المدینة بتنظیم مظاهرة احتجاجیة.

وفي هذه المظاهرة الاحتجاجیة، ردد البختیاریون المقیمون في أصفهان شعارات مثل “أیها المواطن الغیور، الدعم الدعم”، و”لا نرید وزیرًا عدیم الکفاءة”، و”یموت البختیاري ولا یقبل المهانة”.

وفي هذه المظاهرة، حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “قریتنا (تشنار) جمیعنا نطالب بحقوقك، لن تبقی لردغان وحیدة”.

وبالتزامن مع هذه الاحتجاجات، قال إقبال عباسي، حاکم محافظة جهار محال وبختیاري، تعليقًا علی الاحتجاجات: “هناك تیار صغیر ومعقد خرج من الاحتجاجات الشعبية ويسعى إلى تحقيق أهدافه، وکان أحد المعتقلين هو نجل أحد المعارضین البارزین للثورة”.

وقال عباسي إن الوضع في مدینة لردغان طبيعي، مضيفًا: “انعقد مجلس أمن محافظة جهار محال وبختياري في قائمقامیة لردغان، وأخذت السلطات المختصة تحقق في القضايا الأمنية والاجتماعية والصحية، وإن قوات إنفاذ القانون والقوات الشعبية تراقب الوضع من کثب”.

كما ذهب علي محمد أكبري، قائد قوات الحرس في جهار محال وبختياري، إلى قرية تشنار محمودي، مساء السبت، قائلاً إن “العمل غير اللائق الذي تم في لردغان لم يتم من قبل أهل تشنار محمودي ومدينة لردغان”.

ونسب قائد الحرس في جهار محال وبختياري الاحتجاجات إلى “الملکیین وأعداء الثورة”، وقال: “الأشخاص الذين غطوا وجوههم في احتجاجات السبت كانوا من الملكيين والمنافقين وأعداء الثورة”.

وقال أكبري في قرية تشنار محمودي، مخاطبًا أهالي القرية، إنه جاء إلى القرية كممثل ومبعوث لقائد الحرس الثوري، حسين سلامي، مضيفًا: “البعض یثیرون الأجواء ضد الجمهورية الإسلامية باسمکم، لكنكم ینبغي أن توجهوا صفعةً إلی أميرکا وإسرائیل وتقفوا إلى جانب الثورة والنظام كما كنتم من قبل”.

وفي الوقت نفسه، اعتبر أكبري نفسه ممثلاً لأهالي قرية تشنار محمودي، قائلاً: “كخادم من أفراد الحرس الثوري الإيراني، أنا مستاء من العالم أجمع، ومن أولئك الذين يريدون الإطاحة بالنظام، وأردد شعار الموت لأميرکا والموت لإسرائيل”.

ربما يعجبك أيضا