شرق الفرات.. حشود عسكرية تنتظر ساعة الصفر

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

التهديدات التركية المستمرة باجتياح شرق الفرات، تتصاعد على الأرض، حيث حشدت تركيا قواتها والآلاف من “الجيش الوطني السوري” لشن عملية عسكرية في شرق سوريا، فيما هددت وحدات الحماية الكردية بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي.

وكانت مواقع كردية، نشرت تسجيلات مصورة، تُظهر لحظة انسحاب القوات الأمريكية، من مدينة تل أبيض في الرقة، ورأس العين شمال الحسكة، التي تسيطرعليها “الوحدات الكردية” شمال سوريا، كذلك إخلاء القوات الأمريكية قاعدتها العسكرية في قرية تل أرقم بشكل كامل جنوب رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، وفق موقع “الخابور”.

وفي وقت سابق قال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدعم العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ولن تشارك فيها.

الجيش الوطني

وقد أصدر “الجيش الوطني السوري” التابع للمعارضة السورية، تعميماً موجهاً للأهالي في مناطق شرق الفرات بسوريا، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تشكل عمودها الفقري الوحدات الكردية، وذلك بالتزامن مع اقتراب العملية العسكرية التركية في تلك المناطق.

وذكّر البيان “السوريين على طول منطقة شرق الفرات من الكرد والعرب والآشوريين والتركمان والسريان والمسلمين والمسيحين” أن ميليشيا “قسد” صادرت “الممتلكات واغتالت الناشطين وعملت على إقامة مشروع انفصالي ومارست إرهابها تحت شعار الديمقراطية”.

وأبلغ البيان الأهالي في شرق الفرات أنه “سيتم المحافظة عليهم وعلى أموالهم وممتلكاتهم”، من قبل مكونات “الجيش الوطني”.

كما دعا البيان عناصر ميليشيا “قسد” لترك السلاح والانشقاق عن الميليشيا.

الفصائل

وفي السياق، قال زياد الخلف، رئيس المكتب السياسي في فصيل “أحرار الشرقية”، اليوم الثلاثاء، إن بعض الفصائل المقاتلة دخلت الأراضي التركية باتجاه المناطق المتاخمة لشرق الفرات، وذلك بالتزامن مع استعدادات القوات التركية لعملية عسكرية ثالثة وشيكة في سوريا، ضد ميليشيا “قسد” التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.

وأضاف رئيس المكتب السياسي في الفصيل، بتصريح لـ “أورينت نت”، أنه “تم رفع قوائم بالأسماء للدخول أيضاً”، مشيراً إلى أن “الأعداد كبيرة”، وفق قوله.

قسد

وقد علّقت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على إبلاغ مسؤول أمريكي خلال الساعات الماضية، على لسان المتحدث باسمها، مصطفى بالي: ” نحن لا نتوقع من الولايات المتحدة أن تحمي شمال شرق سوريا. لكن الناس هنا مدينون بتفسير فيما يتعلق بصفقة آلية الأمن، وتدمير التحصينات، وفشل الولايات المتحدة في الوفاء بالتزاماتها”.

بدوره قال مسؤول في ميليشيا “قسد”، إن “السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ربما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو لملء أي فراغ أمني إذا ما انسحبت القوات الأمريكية بالكامل من منطقة الحدود مع تركيا”، وفق ما نقلت رويترز.

وأفاد بيان للإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، بأن أي هجوم تركي على شمال سوريا سيخلف فوضى تسمح لداعش بالعودة.

المجلس السرياني

من جهته أفاد مواقع محلية، بانشقاق العشرات من “المجلس العسكري السرياني” التابع لـ”قسد”، وأوضحت أن 80 عنصراً من “المجلس العسكري السرياني” انشقوا عن “قسد” من موقع الحمة غربي الحسكة.

وأشارت إلى أن سبب الانشقاق يعود إلى محاولة “قسد” نقل عناصر “المجلس السرياني” إلى منطقة رأس العين على الحدود السورية التركية، وزجهم في المعركة المرتقبة.

مواقف دولية

فيما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، إن “الكرملين يأمل أن تلتزم تركيا في جميع الظروف بوحدة الأراضي السورية” وأكد بيسكوف، أن “بوتين لم يبحث مع أردوغان خطط تركيا للقيام بعملية عسكرية في سوريا، والكرملين يأمل التزام تركيا بمبدأ وحدة أراضي سوريا” وذلك بعد أيام قليلة من إعلان موسكو موفقها على لسان وزير الخاجية سيرغي لافروف حول العملية المرتقبة.

وردا على سؤال بشأن موقف الكرملين من خطط أنقرة للقيام بعملية عسكرية في سوريا، قال بيسكوف: “يدرك الكرملين التزام تركيا بالتمسك بوحدة سوريا الترابية والسياسية، وبأن وحدة أراضي سوريا هي نقطة الانطلاق في إطار الجهود المبذولة لإيجاد تسوية سورية، وفي جميع المسائل الأخرى. ونأمل أن يتمسك زملاؤنا الأتراك في جميع الظروف بالدرجة الأولى بهذه المسائل المسلمة”.

وتابع المتحدث الرئاسي الروسي قائلا: “نحن نعرف ونتفهم إجراءات تركيا لضمان أمنها، ونعني هنا مواجهة العناصر الإرهابية التي قد تختبئ في الأراضي السورية، لكنني أكرر مرة أخرى، نحن نقول أولا وقبل كل شيء، من الضروري الالتزام بوحدة سوريا الترابية والسياسية”.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أندرو موريسون، اليوم الثلاثاء 8 من تشرين الأول، “لقد كنا واضحين باستمرار مع تركيا، في أنه يجب تجنب العمل العسكري أحادي الجانب، لأنه سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة ويهدد الجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة الدائمة بداعش”.
 

ربما يعجبك أيضا