تنبأ للخديوي إسماعيل بحكم المحروسة.. “صالح أبوحديد” حكاية لص هداه الله

عاطف عبداللطيف

كتب – هدى إسماعيل وعاطف عبداللطيف

يعد مسجد صالح أبوحديد بمنطقة السيدة زينب التي تحتوي على عدد كبير من الآثار الإسلامية والمملوكية من أشهر وأكبر مساجد القاهرة التاريخية، أنشأه الخديوي إسماعيل سنة 1280هـ، لرجل يدعى صالح أبوحديد اشتهر بقوته البدنية الكبيرة وقدرته على تليين الحديد بيديه، ولكنه كان في بداية حياته لصًا وقاطعًا للطريق ثم هداه الله للتوبة.

إمام المسجد الشيخ إبراهيم عبدالفتاح، يروي سبب بناء الخديوي إسماعيل مسجدًا له، بقوله: “الخديوي إسماعيل قرر إنشاء مسجد للشيخ صالح، هدية له بعد التنبؤ للخديوي بتوليه حكم مصر، وبالفعل أمسك إسماعيل بزمام الأمور في المحروسة”.

ويضيف الشيخ إبراهيم، قائلًا: عاد الخديوي إسماعيل بعدها للشيخ صالح، وسأله ماذا تتمنى من هذه الدنيا؟ وذلك كنوع من المكأفاة له، فطلب الشيخ بناء مسجد على طراز معماري جيد، وظل ملازمًا للمسجد إلى أن وافته المنية.

الأبواب

مسجد صالح أبوحديد البيومي له ستة أبواب ثلاثة على الشارع بالجهة الغربية منقوش على أحدها في لوح رخام تاريخ سنة 1280هــ وآيات من القرآن الكريم وعلى آخر في لوح رخام أيضًا حديث: الوضوء سلاح المؤمن، وثلاثة بالجهة الشرقية الأول باب الميضأة والثاني موصل للحنفية والميضأة أيضًا، ومكتوب بأعلاه: قال عليه الصلاة والسلام: “من توضأ فأحسن وضوءه فقد استوجب رضوان الله”.

والثالث مكتوب في أعلاه: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وهو مشتمل على تسع أعمدة من الرخام، ومحرابه في زاويته القبلية، مكتوب بأعلاه في لوح رخام أسود: كلما دخل عليها زكريا المحراب، وبأعلى ذلك لوح زجاج دائرة سوداء.

المنبر والضريح

منبر المسجد ملتصق بجوار القبلة وهو من الخشب الجوز بصنعة دقيقة جدًا وبه كرسي من خشب الجوز أيضًا يجلس عليه قارئ سورة الكهف، ودكة للتبليغ لها كرانيش بالليقة الذهبية.

أما القبة الضريحية فتتكون من تركيبة من الرخام النفيس من داخل مقصورة من النحاس تعلوها قبة مربعة مكتوب عليها سورة تبارك، ومن وسطها سورة الإخلاص وأسماء عشرة من الصحابة رضي الله عنهم.

أبوحديد 

ويقول بعض الكتاب: إن الشيخ صالح أبوحديد -ومسقط رأسه (بيوم) في ميت غمر بمحافظة المنصورة في مصر، وهي نفس بلد علي نور الدين البيومي- كان يصنع القماش بنسج الخيط على نول النسيج، وكان يذكر مع كل شدة “لا إله إلا الله”، ويقول هكذا يكون العمل عبادة، وكان يساعد الفقراء، وكان فتوة في الحق ونصرة الضعفاء، أعطاه الله خاصية فل الحديد بيديه، فكان الحديد يلين بين يديه.

تعقد للشيخ حضرة كل ليلة (أربعاء) ومولد كل عام في شهر شعبان، ويذكر أن الخديوي إسماعيل استبشر بإشارته ذات مرة، وحصل ما فهم من إشارته فازداد حبه فيه، وحينما توفي صالح أبوحديد اعتنى به وأنشأ جامعًا باسمه وأوقف إسماعيل على الجامع ومدرسة بجواره 400 فدان في الجيزة وعدة دكاكين ومنازل ومقام بجوار الجامع، وجعل نظارة الوقف لديوان الأوقاف عام 1871م.

ربما يعجبك أيضا