تحذيرات وتطمينات.. 5 رسائل من السيسي للمصريين بشأن الشعب والجيش وسد النهضة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أثار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة المصرية الـ31 تزامنا مع الذكرى 46 لنصر أكتوبر عام 1973، عددا من القضايا الشائكة التي شغلت الرأي العام طوال الأشهر القليلة الماضية، لعل أبرزها العلاقة بين الجيش والشعب في مصر، خصوصا في ظل حملات التشكيك المستمرة عن دور الجيش، فضلا عن أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، وكيفية حل الأزمة ومواجهاتها، والأوضاع في سيناء، علاوة على توتر الأوضاع في المنطقة، وتأثيرها على الشأن الداخلي، والموقف السوري حاليا.

“الجيش والشعب”

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن انتصارات حرب أكتوبر المجيدة باتت علامة فارقة في تاريخ العلوم العسكرية، وأن من لا يملك جيشا وطنيا وسلاحا عصريا لا يملك أمنا، مشيرا إلى أن الجيش المصري تعرض لحملة تشويه وإساءة خلال الفترة الماضية، وتحديدًا في الشهرين أو الثلاثة الماضية.

وأضاف السيسي: “الجيش اللي احنا بنتكلم عليه كان الهدف كله خلال الشهرين تلاتة اللي فاتوا إزاي نسيء ليه ونشوه صورته ونقلل من قيمته ونشكك في قدراته”، مردفا: “الشعب المصري لم يفقد ثقته بنفسه؛ لأن الجيش نفسه هو جيش المصريين، لو فقدنا الثقة بأنفسنا يبقى بنفقد الثقة في الجيش وقدراته”.

وأوضح أن ما قام به الجيش خلال السنوات العشرة الماضية على الأقل من أجل مصر فوق الخيال حتى تخطو مصر للأمام، وأنه عندما ترشح للرئاسة طالب القوات المسلحة بالتعاون معه في العمل الشاق من أجل مصر، متابعا: “لما اتفقت معاهم –في إشارة إلى قيادات الجيش قبيل ترشحه للانتخابات عام 2014- وقالولي تترشح قولت مستعد أترشح، بس أنتم هتشتغلوا زي ما أنا عايز تحت رجلين المصريين، مقصدش تعبير سلبي بالكلمة دي لكن المقصود هتعملوا كل حاجة علشان خاطر مصر”.

وتابع: “الطبيعي يقولولي خليك معانا في الجيش ونجيب حد تاني يتولى الأمر، لكن كان كمان الشرط إن مصر تقدم أفضل ما عندها، والله العظيم اللي اتعمل بواسطة الجيش في مصر فوق الخيال ويتكتب في التاريخ إن فيه جيش قام ببلد مع الحكومة علشان تطلع للأمام، ضيعنا كتير أوي خلال السنين اللي فاتت وكنا متأخرين أوي، بس بسم الله ما شاء الله”.

“الوضع في سيناء”

وبشأن الوضع في سيناء، أوضح الرئيس المصري أن القوات المسلحة تخوض حرباً ضد الإرهاب، وأنها لم تطلب تبرعات من المصريين لتعزيز قدراتها في هذه الحرب، مضيفا: “الجيش المصري يخوض حرباً شرسة فى سيناء ضد الإرهاب، ويخوض معركة أخرى مع الدولة للبناء في كل منطقة في مصر من أجل تحقيق التقدم”.

ولفت إلى “أن القوات المسلحة لم تطلب تبرعات من المصريين لبناء قدراتها لخوض معركة القضاء على الإرهاب في سيناء منذ 6 سنوات، مثلما حدث بعد نكسة يونيو 1967” في مواجهة الجيش الإسرائيلي، مستطردا: “حجم السيطرة والاستقرار الأمني اتحسن، وده هيحتاج مننا وأهلنا في سيناء تعاون كبير”.

وأشار إلى أنه لم يتم تهجير أهالي سيناء، كما يردد البعض، مردفا: “إحنا مهجّرناش الناس من بيوتها، اللي عملناه في سيناء، إحنا أخلينا البيوت بمقابل، ده أمن قومي لـ100 مليون، ومش هنسمح يكون شوكة في ضهر البلد”.

“أزمات المنطقة”

السيسي، تحدث أيضا عن الوضع الراهن في المحيط الإقليمي، وتأثيره على مصر وأمنها، قائلا: “مصر دولة محورية في محيط مضطرب فلا أمن ولا استقرار لتلك المنطقة من دون مصر التي يرغب من يستهدفها في إسقاط منطقة بأكملها وليس دولة فحسب”، مردفا: “مصر دولة تحافظ على حدودها ومصالحها ولا تعتدي على أحد ولا تتدخل في شؤون الدول بالإضرار ولكن تسعى للحوار”.

وأكمل: “كان لابد للجيش من الحصول على معدات تمكنه وتجعله قادرا في ظل التطور الكبير الذي حدث خلال السنوات الأخيرة في العالم، وهو ما تحقق ولكن لم نعلن عنه.. جيشنا قادر وترتيبه متقدم بين جيوش العالم”، منوها بأن مصر والدول العربية لديها موقف واضح وإجماع على رفض التدخل التركي في سوريا، قائلا: “اللي تدخل في سوريا من الممكن أن يحدث في مصر ولكن في حال ضعفنا.. وفي ظل قدرة الجيش المصري لا يستطيع أحد أن يفكر بالاقتراب من مصر”.

وأردف: “من فعل هذا بسوريا هم أهلها لأن المطلوب كان فقط إشعال الموقف، وجاءت نتيجة حروب الجيل الرابع”، موضحا أن حروب الجيل الرابع تهدف لإشعال الموقف وتحرك الشعوب وعند تحركها تنتهي الدولة، وما يجب أن يصر عليه المواطنون هو عدم المساس بمؤسسات الدولة واللجوء للقانون.

“الأزمات الداخلية”

وكشف الرئيس المصري، أن الدولة المصرية تدرك شدة ما يتحمله المصريون من مصاعب اقتصادية، مؤكدا أن شعب مصر لم يتغير وقادر على مواصلة التضحية من أجل وطنه، نحن نمضي في طريقنا بنجاح وفق شهادات المؤسسات الدولية، داعيا المصريين إلى العمل معا من أجل تشييد دولة حديثة عصرية تمتلك مقومات التقدم والازدهار.

وأردف: “تطور الحضارة البشرية امتد لإبطال مفهوم الحرب الحديثة الذي بات يشمل أيضا الحروب غير المتماثلة والتي تتضمن حرب المعلومات وأساليب الدعاية الإعلامية التي أصبح الاجتزاء والتضليل وسيلة مهمة من وسائلها، وهو الأمر الذي يتعين علينا جميعا الانتباه له في ظاهرة يتجمل بالدعوة إلى مصلحة هذا الشعب أما باطنه فلا يضمر لمصر ولشعبها سوى الشر والسوء”.

وأكد أن الدولة تقوم بمشروعات في كافة أنحاء مصر سواء طرق أو مستشفيات أو مصانع أو قرى أو مدن جديدة أو مشروعات كهرباء أو تطوير قرى وغيرها من المشروعات.

“سد النهضة”

السيسي، علق على الأزمة التي تعاني منها مصر مؤخرا بشأن “سد النهضة الإثيوبي”، والشائعات بشأن قدرة مصر على مواجهة الأزمة، منوها بأنه لا يوجد تحدٍ أمام المصريين سوى وحدتهم لأن التحديات موجودة في كل عصر، مردفا: “لولا أحداث 2011 لكان هناك توافق قوي وسهل على بناء السد، وكان سيتم تنفيذ كافة الاشتراطات المطلوبة التي تحقق المصلحة لكل الأطراف، لكن عندما (كشفت البلد ظهرها) كان من السهل حدوث أي شيء”.

وعن دخول مصر مستوى “الفقر المائي”، قال السيسي إنه منذ 2014، تم التفاوض لتحقيق بنود الاتفاق بين مصر وإثيوبيا، لكن حجم المياه المُتاحة لمصر بالمعايير الدولية لا تكفي، وبناءً عليه تمت إعادة تدوير المياه من خلال محطات معالجة ثلاثية متطورة، لاستخدام المياه أكثر من مرة، بالإضافة لإنشاء محطات ضخمة لتحلية المياه، تكفي لتحلية مليون ونصف مليون لتر مياه يوميًا، مع التركيز على المدن المطلة على السواحل.

وأشار إلى أن الدولة تخطط للاكتفاء في الساحل الشمالي بمياه التحلية من البحار، وأنه تم الانتهاء من هذه الخطة بالكامل ونفذنا مشروعات ب200 مليار لهذا الهدف.

وكشف السيسي، أنه تم الاتفاق مع رئيس وزراء إثيوبيا على الالتقاء في موسكو للتباحث في الملف ووضع حلول له، مؤكدا أهمية أن يضع المصريون أمامهم الصمود والوحدة في كافة القضايا التي تهمهم. 

ربما يعجبك أيضا