300 مليار للحل.. الحكومة المصرية تبرر عجزها في أزمة الأمطار

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – بررت الحكومة المصرية عجزها عن التعامل مع هطول أمطار غزيرة وصلت إلى حد السيول في القاهرة وعدد من المحافظات، خلال اليومين الماضيين، بالتأكيد أن أجهزة الدولة قامت بدورها من خلال تطهير جميع شبكات الصرف وتواجد كميات من المعدات وسيارات شفط المياه بالمواقع المتأثرة، لافتة إلى أنه لا يوجد شبكة تصريف أمطار في المدن نظرا لأن البلاد جافة، وارتفاع تكلفة إنشاء شبكة منفصلة لتصريف الأمطار.

“بداية الأزمة”

بدأت الأزمة مع تعرض، القاهرة وعدد من المحافظات، ظهر، أمس؛ إلى سقوط أمطار غزيرة، أدت إلى تجميع كميات كبيرة من المياه في الشوارع والميادين والأنفاق والكباري، أدت إلى إغلاقها، وتزايد الوضع سواء مع توقف حركة المرور بشكل تام على مدار ساعات طويلة، وفشل إدارات المدن والأحياء في تصريف المياه عبر شبكات الصرف الصحي.

سقوط الأمطار، والذي استمر 90 دقيقة، أسفر لإحداث حالة من الشلل في عدد من شوارع القاهرة، علاوة على استمرار تواجد المياه في الشوارع، لتبدأ المحافظات في استدعاء المعدات اللازمة لشفط المياه، ومحاولة فتح الطرق والتي تواصلت حتى ظهر اليوم، وتزايد الوضع سواء مع وفاة حوالي 6 أشخاص بعضهم صعقا بالكهرباء نتيجة لمس أعمدة الإنارة الموجودة في الشوارع، علاوة على انقطاع التيار الكهرباء عن عدد من المدن والقرى، فضلا عن غرق عدد من المنازل بالقرى، وتحديدا في محافظة الغربية.

حالة الطقس السيئ، دفعت مجلس الوزراء المصري إلى إصدار قرار، بتعطيل الدراسة، اليوم؛ في المدارس والجامعات، حرصا على عدم تعرض الطلاب للخطر، إذ تعثر بعضهم عن الوصول إلى منازلهم لمدة تصل إلى 10 ساعات تقريبا في بعض المناطق بمصر الجديدة ومدينة نصر.

“براءة الحكومة”

مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماعه الأسبوعي، سعى إلى تبرير ساحته من الأزمة، مشيرا إلى أن الأجهزة التنفيذية اتخذت الإجراءات اللازمة، للتعامل مع التداعيات الناجمة عن حالة الطقس والأحوال الجوية التي شهدتها البلاد أمس، وما صاحب ذلك من هطول أمطار غزيرة، تصل إلي حد السيول، في بعض المناطق.

وأكد المجلس أن مسؤولي المحليات علي مستوي المحافظات قاموا قبل أيام بتطهير جميع شبكات الصرف بالشوارع، كما تواجدت كميات من المعدات وسيارات شفط المياه بالمواقع المتأثرة، وفي محافظة القاهرة على وجه الخصوص، التي تعرضت للنصيب الأكبر من الأمطار.

وأشار المجلس إلى تواجد جميع المسؤولين علي مدار اليوم في الشوارع، للتعامل الفوري مع تداعيات سقوط الأمطار الغزيرة، بداية من محافظ القاهرة، ومدير الأمن، ومدير المرور، إلى جانب مسؤولي الجهات المعنية، بهدف دفع العمل في المواقع المختلفة، وإزالة أي معوقات، واتخاذ الإجراءات للتخفيف من الآثار الناجمة والتعامل علي أرض الواقع.

وذكر المجلس أن حجم الأمطار التي شهدتها منطقة مدينة نصر ومصر الجديدة على وجه الخصوص غير مسبوق، حيث استمر هطول الأمطار، بإجمالي كمية مياه وصلت لنحو 650 ألف م3 في 90 دقيقة، نتيجة لوصول كثافة هذه المياه إلى 15 مللي، وأنه مع امتلاء شبكات الصرف الصحي بالمياه، تجمعت في مناطق ذات مناسيب منخفضة، ما أدى إلى حدوث تكدس في الحركة المرورية في شرق القاهرة بوجه عام، كان له أثر سلبي في إعاقة حركة سيارات شفط ونقل المياه.

ولفت المجلس، إلى أن وزارة الري نجح في التعامل مع السيول الموجودة بسيناء، حملت نحو 5 ملايين م3 من المياه، وتم توجيهها إلى مخرات السيول التي تم تجهيزها مسبقاً.

“تكلفة باهظة”

وقال المجلس أن المشكلة الرئيسية تأتي بسبب أن المدن المصرية المختلفة لا يوجد بها شبكة تصريف أمطار، نظراً لأن مصر من البلاد الجافة، وأن تكلفة إنشاء شبكة منفصلة لتصريف الأمطار تتكلف مليارات الجنيهات، متابعا: “إمكاناتنا المالية لم تكن تسمح بذلك، ومعظم الدول لا تنفذ هذه الشبكات باهظة التكاليف، خاصة عندما لا تتعرض لمثل هذه الظروف الجوية الصعبة إلا لفترات نادرة كل عام أو اثنين، ويتم التعامل الفوري مع حدوث مثل هذه الأزمات، بهدف التخفيف من الآثار الناجمة، وهو ما حدث بالفعل من الأجهزة المحلية”.

وقال متحدث مجلس الوزراء المصري المستشار نادر سعد: “لم نكن نتمنى مشهد أمس.. ولو تساقطت نفس كمية الأمطار التي شهدناها على مدار اليوم، ما حدثت مشكلة أمس، كون بالوعات الصرف الصحي كانت ستمتصها”، لافتا إلى أن تم اللجوء إلى سيارات شفط الأمطار.

وأردف سعد في تصريحات تلفزيونية: “نواجه مشكلة تاريخية وهي عدم وجود شبكات تصريف الأمطار التي تصل تكلفة إنشائها في محافظات القاهرة الكبري إلى ما بين 200 و300 مليار جنيه”، متسائلا: “هل الأزمة التي تحدث يوم أو يومين سنويا أو كل عامين تستحق إنفاق هذا المبلغ الكبير؟ ولو كانت تستحق هل سيكون المواطنون سعداء حينما يتعطل المرور لإنشاء شبكات تصريف الأمطار؟”.

وناشد المجلس في اجتماعه مواطني محافظات الدلتا بتفادي الخروج غير المبرر الجمعة المقبلة، كون هناك تحذيرات من أمطار غزيرة، منعا للتكدس المروري الذي قد يعيق الأجهزة التنفيذية من تصريف الأمطار”، مردفا: “مناشدة المواطنين بتفادي الخروج غير المبرر حال وجود تحذيرات من الأرصاد قد يكون جزء من حل الأزمة مستقبلا”.

ربما يعجبك أيضا