عودة المظاهرات في الأردن .. حراك عمّان يتغذى على زخم “احتجاجات بيروت”

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق
 
عمّان – عاد صوت الحراك في الشارع الأردن، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية والنهج الحكومي، مجددًا ويلاحظ هذه المرة أنه مشحون بزخم شعارات المظاهرات التي يشهدها لبنان وأتمت يومها السابع اليوم.
 
واليوم الخميس، دعا ناشطون وحراكيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتجمع بالقرب من منطقة الدوار الرابع في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك لتنفيذ وقفة احتجاجية ضد الأوضاع المعيشية الصعبة والمطالبة بتحسين النهج الحكومي.

وشارك في الوقفة الاحتجاجية العشرات من الشبان، مرددين هتافات كانت قريبة من تلك التي صدح بها اللبنانيون في مظاهراتهم التي أتمت أسبوعها الأول اليوم.
 
ونادى المعتصمون، بمحاسبة الفاسدين والعودة عن القرارات الاقتصادية الصعبة التي مست حياة الأردنيين المعيشية، إضافة إلى تحقيق العدالةِ المجتمعية وتكافؤ الفرص، وتخفيض مخصصات النواب والوزراء.
 
وتضمنت مطالب المعتصمين كذلك، معالجة الترهل الإداري في الدولة، والغاء الهيئات المستقلة وتعديل سلم الرواتب بزيادة الحد الأدنى وتحديد الحد الأعلى للأجور، إضافة لتأمين فرص عمل للمتعطلين.

كلن يعني كلن

وتسيد شعار “كلن يعني كلن” الذي بات أيقونة الاحتجاجات اللبنانية، هتافات المعتصمين في العاصمة عمّان، في دلالة على محاسبة جميع الفاسدين في الدولة دون استثناء.
 
وعبر تويتر، انتشر وسم “#الدوار_الرابع”، وتفاعل معه عشرات الناشطين، من أجل الخروج في وقفة الليلة وتشجيع المتابعين على الانضمام، فيما يرى مراقبون أن العزوف الشعبي عن المشاركة في الوقفة سيكون سيد الموقف.
 
وقال ناشط “بدك تنزل على #الدوار_الرابع أتبنى هاشتاق أو شعار يمثل هويتك مش مستورد لأنه نرجع ونقول لكل بلد خصوصيته وثقافته .. أتبنى شعار تنطلق منه من هويتك بكفي تقليد للغير احنا مع #عدوى_الوعي بس مش لدرجة تبني شعارات الغير بكفي”.

وكتب آخر “لن يكون هنالك أي تأثير لأي وقفة احتجاجية في محيط الدوار الرابع في الوقت الحالي والمستقبل القريب، لقد عملت الدولة العميقة على قتل روح الحراك منذ زمن”.
 
ورأى البعض في النزول للدوار الرابع “خطوة استباقية، لن يكون لها أي تأثير في الوقت الحالي.
 
فيما اعتبر البعض الآخر أن “هناك أزمة وطنية عامة، وأزمة لدى أدوات وأطر مواجهة الأزمة، مشيرين إلى أن وجهة نظرهم أن أساليب الاحتجاج والتعبير السياسي المجربة سابقا أثبتت عقمها وعدم فعاليتها”.
 
الرزاز متفائل
 
بالتزامن مع الدعوات للخروج إلى الدوار الرابع، حيث يقع مبنى رئاسة الوزراء، غرّد رئيس الحكومة عبر حسابه على تويتر متحدثًا عن منجز جديد لفريقه الاقتصادي.
 
وكتب الرزاز “اليوم قفز الأردن 29 مرتبة عالمية في مؤشر ممارسة الأعمال، منتقلاً من المرتبة 104 إلى المرتبة 75 ما سيؤدي إلى جذب الاستثمار وتوفير فرص عمل”.

ولفت أن هذه القفزة “بداية الطريق”.
 
ومن المقرر أن تطلق الحكومة الأردنية يوم الأحد المقبل، حزمة من الحوافز الاقتصادية أوعز بها الملك عبدالله الثاني خلال رئاسته جلسة لمجلس الوزراء يوم أمس الأربعاء.
 
وقال الرزاز إن هذه الإجراءات ستركز على خفض كلف الإنتاج وتشغيل الأردنيين وتحفيز الاستثمار.
 
دعوة النخب للخروج
 
واللافت في دعوة الحراك الأردني للخروج اليوم، غياب النخب الثقافية والنقابية ذات التأثر عن المشهد.
 
وكتب ناشط عبر حسابه على تويتر “إلى متى ستبقى النخب والأكاديميين ومن نعتبرهم بعيدا عن تصنيفات الدولة بل حسب تصنيفات الشارع رموز مُتخذين وضعية المحايد”.
 
وأضاف “ألا يعلموا أن الحياد خيانة عندما يكون على حساب الوطن متى نراهم يقودون الشارع” مشيرًا إلى أن “الشارع الأردني يتيم يتخبط يحتاج لقيادة وطنية”، على حد وصفه.
 
وفيما يرى البعض أن عدوى التظاهرات في المنطقة العربية ولبنان تحديدًا، قد تشجع الأردنيين على الخروج إلى الشارع، يستبعد مراقبون ذلك لعوامل عدة أبرزها التركيبة المجتمعية المختلفة كليًا بين البلدين ويقصد هنا بتعدد الطوائف والمرجعيات في لبنان. 

وقال ناشط “يبدو أن انتفاضة الشعب اللبناني أثرت في الأردنيين لدرجة انو تم عمل ايفينت على الفيسبوك يتم الدعوة فيه لمظاهرة على الدوار الرابع في عمّان”.
 
وأضاف “أنا مع التظاهر بس بتمنى يكون بمشاركة واسعة ومستمرة وبدون ملل. الوضع عنا مش سهل برضو. بس بصراحة أنا مش مع استخدام شعارات اللبنانيين لأنها لا تصلح في حالتنا الأردنية”.
 
بيد أن المشهد الشعبي في عمّان وبيروت متوحد، على رفض الغلاء المعيشي وراتفاع أسعار المحروقات والنظام الضريبي، ناهيك عن قضايا الفساد المتشابهة.
 
في المظاهرات التي شهدها الأردن، وزادت عن 25 يومًا بحزيران عام 2018، وأسفرت عن إسقاط حكومة هاني الملقي، تدافعت أقلام اللبنانيين في ذلك الحين للتساؤل عما إذا كانت احتجاجات الأردن ستنتقل مباشرة إلى لبنان.
 
وتوصلت الصحف اللبنانية، في حينها إلى أنه لا يوجد أي مبادرة لبنانية للاحتجاج رغم الظروف الضاغطة والمشكلات المتشابهة مع الأردن، ولكنها تمنت في النهاية أن “تنتقل العدوى الإحتجاجية الأردنية إلى لبنان!”.
 
واليوم وخلال جولة على الصحافة الأردنية، تجد أن أمنيات نقل العدوى الاحتجاجية اللبنانية إلى الأردن حاضرة لكن ليس هناك من يوفر مبادرة تشبه في زخمها ما يجري في لبنان في الوقت الحالي.

ربما يعجبك أيضا