“خلايا داعش النائمة”.. أفاع ما زالت تهدد أمن أوروبا والشرق الأوسط

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

في الوقت الذي اختلف فيه كثيرون على سلوكيات ومنهجية وأفكار تنظيم داعش وممارساته الفجة والباغية في الأراضي التي تمتع فيها بنفوذ وهيمنة لسنوات في العراق وسوريا على وجه الخصوص، وأججت الصدور على تابعي التنظيم المتطرف واستبشر الكثيرون بمقتل أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم بتشتت شمله وبعثرة أركانه وتابعيه إلى فرق وتنظيمات أصغر، يبقى خطر الخلايا النائمة والجيوب التنظيمية غير المكشوفة والمنتشرة في العديد من الدول قائمًا ولا زالت تشكل خطرًا داهمًا.

ونجد قيادات من الجماعة الإسلامية في مصر أدت صلاة الغائب على أسامة بن لادن بعد مقتله على يد القوات الأمريكية في العام 2011، وهي السلوكيات التي تفسر استمرار القاعدة كتنظيم إلى اليوم، فيما تتهاوى دولة داعش المزعومة ولم يبق لها من أملِ في التواجد إلا بصحوة الخلايا النائمة وجرائم الذئاب المنفردة التي تمرح في دول أوروبية وعربية وتنتظر الفرصة لارتكاب أفاعيل وجرائم معتادة مبنية على فكر داعش المنحرف.

نقطة دعم

الخلايا النائمة تعد من أخطر الأدوات الإرهابية التي تنتظر أوروبا والشرق الأوسط في المرحلة المقبلة، خاصة أنها غير مكشوفة أمنيًا في أغلب الأوقات ويصعب تعقبها لأنها كامنة ولا تظهر للمواجهة إلا وقت الاستهدافات والتنفيذ، وكشف مدير مركز مكافحة الإرهاب لرابطة الدول المستقلة، أندريه نوفيكوف، أن “تنظيم داعش الإرهابي يحاول إنشاء نقطة دعم في منطقة آسيا الوسطى، وتفعيل الخلايا النائمة”.

وأشار نوفيكوف، وفق موقع قناة السومرية نيوز، الشهر الماضي، إلى أن “داعش يحاول إنشاء مركز دعم جديد لما يسمى بـ”الخلافة ” في المنطقة، وتفعيل “الجماعات النائمة التي كونها”.

10 سنوات

ويرى الباحث في شؤون الحركات والجماعات، منير أديب، أن تنظيم داعش يعيد إنتاج نفسه من ذيله حتى بعدما بترت رأس التنظيم أبوبكر البغدادي.

وأضاف منير أديب في تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن خطر داعش في خلاياه النشطة والخاملة في عدد من العواصم العربية والأوروبية، ولذا لزمت مواجهة أفرع التنظيم بعد سقوط قادته وقياداته بحيث تستمر حتى يتم القضاء عليه بشكل كامل.

مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى 10 سنوات للقضاء على داعش بعد مقتل أبوبكر البغدادي، إذا كان التحالف الدولي قد استمر 6 سنوات حتى أسقط مملكة البغدادي؛ فلا أقل من عقد كامل أمام المجتمع الدولي للقضاء على أذرع التنظيم في إفريقيا وآسيا وتفكيك مقولاته وفق مواجهة فكرية فاعلة.

قسوة وانشقاقات

ويقول الباحث في شؤون الحركات والجماعات، صبرة القاسمي، أرى في الأفق تنظيم يتسم بشراسة ما بعدها شراسة وقسوة ما بعدها قسوة، وبالتأكيد مقتل أبوبكر البغدادي ضربة قوية ولكن ما يسمى بتنظيم الدولة مبني على العقيدة وليس الأفراد ولذا فإن خليفة البغدادي سيعلن وسيستمر التنظيم مع بعض الانشقاقات والانشطارات الخطيرة.

وذهب صبرة القاسمي في تصريحات خاصة لـ”رؤية” إلى أنه ما زال أمام العالم أيام بالغة الصعوبة ستتسبب بها الخلايا النائمة للتنظيم والموجودة في عدد كبير من الدول العربية والأوربية.

مضيفًا أن المشكلة الحقيقية في التحول الكبير والهائل الذي حدث في العقدين الأخيرين، والذى نتج عنه مجموعة كبيرة من الأفكار والجماعات والأيديولوجيات الخطيرة والتي يزعم فيها تنظيم الدولة أو ما يطلق عليه إعلاميًا داعش أعلى قمة الهرم من حيث العنف ولا أحد يستطيع القول بأن مقتل البغدادي سينهي التنظيم؛ وذلك لأسباب منها أن البغدادي سبقه ثلاث قادة قتلوا جميعًا واستمر التنظيم، كما تعرض التنظيم لضربات شديدة القسوة ولم يتأثر بمقتل العديد من قياداته نظرًا لقوة التسلسل القيادي وارتباطه بالعقيدة.

وحول عدد الخلايا النائمة وخطرها الداهم، أكد صبرة القاسمي أن هناك حصر لم ينتهي بعد ونتائج لم تعلن لمحاولة استكمالها، واعتقد أن خلايا تنظيم داعش العاملة بقوة تنتشر في ٥٤ دولة حول العالم وأن هناك ما يقرب من ٢٢ دولة مرشحة لنشاط ضدها من الخلايا النائمة وأن أعداد الخلايا الفاعلة في بعض الدولة كبيرة وقد يتراوح عدد عناصر الخلية الواحدة بين ٣ إلى ٧ أشخاص، وهناك دول من الدول الفاعلة للتنظيم قد يتجاوز عدد الخلايا بها الثلاثين خلية.

ربما يعجبك أيضا