“كـأن على رؤوسهم الطير”.. أسباب صمت داعش بعد مقتل “البغدادي”

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

“كأن على رؤوسهم الطير”، حالة من الترقب والقلق وصمت كبير ينتاب أروقة وكتائب داعش الإلكترونية واحتجبت بيانات التنظيم المتطرف إلا من ترويجات لعمليات هنا واستهدافات هناك في نشراته ومجلاته عبر الفضاء الإلكتروني والتطبيقات، ولم يصدر بيان رسمي أو يعلن حداد على رحيل زعيمهم أبوبكر البغدادي على القناة الرسمية للتنظيم المتشدد على تطبيق “تليجرام” منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد الماضي، مقتل البغدادي خلال غارة لقوات أمريكية خاصة في شمال غربي سوريا.

وتابعت وكالة “أعماق” للأنباء، التابعة للتنظيم عبر حسابها على تطبيق “تليجرام”، عملها كالمعتاد ونشرت منذ يوم الأحد المنقضي أكثر من 30 إعلان مسؤولية عن هجمات في سوريا ومصر وأفغانستان والعراق مشيدة بمقاتلي التنظيم، يأتي هذا فيما ذهبت توقعات إلى وجود مخاوف من حدوث انقسامات وانشقاقات في صفوف التنظيم الإرهابي إلى تنظيمات كثيرة وضعيفة وهو احتمال وارد.

كانت الأحاديث المتبادلة (الدردشة) بين مناصري المتشددين على وسائل التواصل الاجتماعي أقل بالمقارنة بمقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن عام 2011 وغيره من القادة المتشددين. تفسيرات كثيرة للصمت الداعشي المطبق يفندها خبراء ومتخصصون لـ”رؤية” في سطور التقرير التالي:

تفسيرات كثيرة

يقول الباحث في شؤون الشرق الأوسط، أحمد العناني، إن سكوت قيادات وعناصر تنظيم داعش الإرهابي خلال الأيام الأخيرة- خاصة بعد مقتل أبوبكر البغدادي -له أكثر من تفسير، أولها أن التنظيم الإرهابي يريد لملمة شتات أمره خاصة في مناطق كانت بالنسبة له أرض نفوذ وسيطرة خاصة في سوريا والعراق، وربما تشهد الأيام المقبلة عودة مجددًا للتنظيم في ظل احتمالية تجمع عدد من عناصر داعش الهاربين من مخيمات وسجون الاحتجاز بعد العملية التركية الأخيرة في المناطق الكردية والشمال السوري، إضافةً إلى وجود عناصر داعشية ليست بالقليلة لا زالت في أرض العراق، خاصة أن المرشح الذي كان سيلي البغدادي في زعامة التنظيم المتطرف تم اغتياله وفقًا لتصريحات أمريكية.

وأضاف العناني في تصريحات لـ”رؤية”، أنه ربما تتواجد الكثير من الجيوب النائمة لتنظيم داعش الإرهابي وقد تظهر مجددًا، ويجب أن يكون هناك تكاتف دولي أكبر خلال المرحلة المقبلة لضمان مواجهة قوية واصطفاف من قوى المجتمع الدولي في وجه داعش والتنظيمات المتطرفة.

مشيرًا إلى أهمية الدور الدولي وخاصة الأمريكي في التصدي للتوغل التركي في أراضي سوريا وضمان عدم استغلال رجب طيب أردوغان للدواعش الفارين من مخيم الهول وسجون الأكراد حتى لا يستخدموا مرة أخرى كورقة ضغط تركية على أوروبا والعالم في المرحلة المقبلة وضمان ألا يستخدمهم أردوغان مجددًا كأدوات للقتل والتدمير ومحاولات التركيع والابتزاز الاقتصادي والسياسي.

هزة كبيرة

وقال الباحث السياسي ومدير وحدة الدراسات السياسية بمركز “سلمان – زايد”، هشام البقلي، إن تنظيم داعش الإرهابي يعاني هزة كبيرة بعد مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي، وإن كانت كتائبه على مواقع التواصل الاجتماعي تحاول إظهار التماسك، إلا أن السكون الحالية هي حالة مؤقتة وستعقبها إعلان من هو خليفة البغدادي في رأس التنظيم.

وأضاف هشام البقلي في تصريحات خاصة لـ”رؤية”، أن الترتيب قادم وجاري داخل التنظيم في الأراضي السورية والعراقية وكل الأراضي التي يتواجد فيها التنظيم المتطرف بوجه عام، وعودة النشاط الإرهابي للتنظيم مرة أخرى، مع محاولة العودة بقوة إلى مسرح الأحداث بعمليات وتكتيكات إرهابية كبيرة وعمليات قوية.

وأشار الباحث في الشؤون الدولية إلى أنه لا يمكن الجزم بانتهاء التنظيم المتطرف بموت قائده، لأن تلك التنظيمات تعتمد على التسلسل في القيادات وتوالي المناصب.

خليفة البغدادي

ويرى الباحث في الشأن الدولي، يوسف بدر، أن تنظيم داعش ليس له مقرًا مركزيًا مثل حركة طالبان أو تنظيم القاعدة، بل كانت مركزيته في شخص أبوبكر البغدادي الذي كان يتنقل بين العراق وسوريا. مضيفًا أن التنظيم حاليًا منتشر في مناطق عدة بداية من ليبيا حتى أفغانستان مرورًا بسوريا والعراق.

وقال يوسف بدر في تصريحات خاصة أن هذا الوضع يصعب أمر اختيار شخصية مركزية يلتف حولها التنظيم، وربما يتريث حتى لا يتم اختيار خليفة للبغدادي يقع بعدها خلاف على اختياره، ويتفتت التنظيم في جماعات بأسماء مختلفة إلى جانب أنه هناك دور كبير للقوى الخارجية الداعمة للتنظيم مثل تركيا وقطر.

مشيًرا إلى ضرورة الأخذ بفكرة أن التأخر في إعلان خليفة للبغدادي حتى الآن، يتعلق بالخشية على استهداف الخليفة الجديد أيضًا من القتل.

ربما يعجبك أيضا