انقلاب واعتقال.. الجيش البوليفي ينهي 14 عامًا من حكم موراليس

حسام السبكي

حسام السبكي

أخيرًا، أنهى تدخل الجيش البوليفي حكم الرئيس إيفو موراليس، بعد 14 عامًا، وذلك في أعقاب احتجاجات عنيفة شهدتها البلاد، بدأت منذ أواخر أكتوبر الماضي، استشعر خلالها القادة العسكريون، الخوف على مستقبل البلاد، ودخولها في آتون الفوضى وعدم الاستقرار، في ظل هروب حلفاء الرئيس من مركبه الخاسر!.

في غضون ذلك، عبر بعض الحلفاء اليساريين، لـ “موراليس”، عن استيائهم للطريقة التي رحل بها الرئيس البوليفي، فيما عرضت إحدى الدول على الرئيس اليساري اللجوء السياسي، فضلًا عن العروض الإعلامية الأخرى.

نهاية عهد موراليس.. واحتفال المعارضة

أعلن الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، استقالته من منصبه، الأحد 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، في أعقاب احتجاجات واسعة في البلاد، ومطالبته من قِبل الجيش بترك منصبه حفاظاً على استقرار البلاد.

ووصف موراليس ما حدث بأنه “كان ضحية انقلاب، وإنه يواجه الاعتقال”، مثيراً بذلك مخاوف من اشتعال مزيد من الاضطرابات في بلده، بين من تبقى من حلفائه، في مواجهة المحتجين في الشوارع.

ومن شوارع العاصمة البوليفية لاباز، حيث أظهرت لقطات مصورة وقوع اشتباكات، وقد أُضرمت النار في بعض المباني ليل أمس الأحد، بعدما دعا الجيش موراليس إلى التنحي، وتخلى عنه حلفاؤه بينما كان يواجه احتجاجات بدأت في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وتعرض بعض حلفاء موراليس لهجوم في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقالوا إن منازلهم قد أشعلت فيها النيران.

وقال الجنرال وليامز كاليمان، قائد الجيش، إنه طلب من موراليس تقديم استقالته بسبب استمرار الاحتجاجات منذ أسابيع.

وأضاف: “نطلب من رئيس الدولة التخلي عن ولايته الرئاسية مما يسمح باستعادة السلم واستمرار الاستقرار من أجل صالح بوليفيا”، كما دعا كاليمان شعب بوليفيا للتخلي عن العنف، والإخلال بالنظام.

وكان موراليس وافق في وقت سابق من أمس الأحد، على إجراء انتخابات رئاسية جديدة، إثر تزايد الأدلة على تزوير الانتخابات.

وقال موراليس، الذي تولي السلطة قبل نحو 14 عاماً، في تعليقات نقلها التلفزيون، إنه “سيقدم استقالته للمساعدة في استعادة الاستقرار، رغم أنه وجه انتقادات لاذعة لما سماه الانقلاب المدني”. كما استقال أيضاً نائب الرئيس ألفارو جارسيا لينيرا.

وفي خطاب تلفزيوني، قال موراليس إنه يستقيل من منصبه كرئيس للدولة، وحث المتظاهرين على “التوقف عن مهاجمة الإخوة والأخوات، والتوقف عن إشعال الحرائق والهجمات”.

بدوره، اعتبر نائب الرئيس ألفارو غارسيا لينيرا الذي استقال أيضا من منصبه أن “الانقلاب قد تم”.

وأكدت نائبة رئيس مجلس الشيوخ البوليفي، جانين أغنيس، استلام الحكم في البلاد وإجراء انتخابات رئاسية جديدة.

وقال تقرير منظمة الدول الأمريكية الذي صدر أمس الأحد، إنه يجب إلغاء الانتخابات التي جرت الشهر الماضي بعد أن ثبت وجود “تلاعب واضح” بنظام التصويت، مما يعني عدم التأكد من صحة النتيجة.

وتحدث التقرير عن عمليات “تلاعب تمت لأنظمة الكمبيوتر وكانت على نطاق يتطلب تحقيقاً تفصيلياً من الدولة في بوليفيا للوصول إلى أبعاده وتحديد المسؤولين عن تلك القضية الخطرة”.

وأضافت المنظمة، في بيان منفصل: “يجب إلغاء الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في 20 أكتوبر/تشرين الأول ويجب إعادة العملية الانتخابية من البداية”.

وقالت إنه يجب إجراء الانتخابات فور تهيئة الظروف المناسبة لها بما يشمل تشكيل مفوضية انتخابية جديدة.

وبحسب القانون، عند غياب الرئيس ونائب الرئيس، يتولى رئيس مجلس الشيوخ عادة مهامه مؤقتاً. ومع ذلك، استقالت رئيسة مجلس الشيوخ أدريانا سالفاتيرا أيضاً يوم الأحد.

وفي وقت لاحق كتب موراليس، على تويتر، أن الشرطة لديها أمر “غير قانوني” بالقبض عليه، وأن “جماعات عنيفة هاجمت منزله”. لكن قائد شرطة بوليفيا نفى، في مقابلة تلفزيونية، وجود أمر اعتقال بحق موراليس.

ولم يشفع لـ “موراليس”، ما حققته بوليفيا في عهده لأحد أقوى معدلات النمو الاقتصادي في المنطقة، وانخفاض معدل الفقر إلى النصف، رغم أن تمسكه بالسلطة أبعد الكثير من الحلفاء.

وتزايد الضغط على موراليس منذ إعلان فوزه في انتخابات 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

على الجانب آخر، علق المعارض كارلوس ميسا، الذي خسر الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة، على استقالة الرئيس بالقول: “لقد أعطينا درسا للعالم. غدا ستكون بوليفيا بلدا جديدا”.

ووجه “ميسا” الشكر، المتظاهرين على “بطولة المقاومة السلمية”.

وفي تغريدة على “تويتر”، وصف التطور بأنه “نهاية للاستبداد ودرس تاريخي”، قائلا: “تحيا بوليفيا”.

وغصت ساحة موريللو في العاصمة لاباز، المقابلة للقصر الرئاسي، بمئات البوليفيين الذين أتوا الأحد للاحتفال باستقالة موراليس.

وعلى بعد خطوات قليلة، في إحدى زوايا ساحة موريللو، كانت وحدة من الشرطة أعلنت تمردها ضد الرئيس تحتفل بجانب المتظاهرين إثر إعلانه الاستقالة.

انتقادات دولية.. وعروض للرئيس الفنزويلي

على الصعيد الدولي، انتقد بعض حلفاء موراليس اليساريين في أمريكا اللاتينية الأحداث باعتبارها “انقلاباً”، بمن فيهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس الأرجنتيني المنتخب ألبرتو فرنانديز.

وقال وزير الخارجية المكسيكي، مارسيلو إبرارد، إن بلاده ستعرض اللجوء على موراليس إذا طلب ذلك.

وكتب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور على تويتر قائلا إن بلاده “تعترف بالموقف المسؤول لرئيس بوليفيا، إيفو موراليس، الذي فضل الاستقالة على تعريض شعبه لأعمال عنف”.

ووصف الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، الأحداث بأنها محاولة اعتداء “عنيفة وجبانة” ضد الديمقراطية ، بينما قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو: “ندين بشدة الانقلاب الذي نفذ ضد شقيقنا الرئيس”.

من جانبها، عرضت رئيسة تحرير مجموعة “روسيا سيغودنيا” وقناة “آر تي” التلفزيونية، مارغريتا سيمونيان، على الرئيس البوليفي المستقيل إيفو موراليس، تقديم برنامج على قناة “آر تي” الإسبانية.

وكتبت سيمونيان على “فيس بوك”: “أعرض على موراليس عملاً رائعاً، تقديم برنامج تلفزيوني في محطة الإذاعة الإسبانية. يقدم [الرئيس الإكوادوري السابق رافاييل] كوريا برامج تلفزيونية لنا…. [في قناة آر تي] للسنة الثانية”.



ربما يعجبك أيضا