“العتبة الرضوية الإيرانية .. أدوار مشبوهة في تمويل الإرهاب

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

باريس – كشف تقرير أعدته اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن النظام الإيراني يستخدم وبدون أي محاسبة مؤسسة “العتبة الرضوية المقدسة” أحد أقدم المراكز المالية والروحية في إيران من أجل تأمين قسم من نفقات الإرهاب للتطرف الديني وتحديداً لجذب الجواسيس المحترفين والمرتزقة.

كون هذه المؤسسـة لا تمت بأية صلة بالإرهاب وبالسياسة الطائفية التي يروجها نظام الملالي كما يبدو فى العلن والظاهر.

لأن هذه المؤسسة لا تخضع لأية مراقبة مالية فلذلك تقدم غطاءً ممتازًا بالنسبة للنظام لتمرير غاياته المشؤومة من خلالها، ولكن التقرير المعد من قبل لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يكشف أن نظام الملالي ودون أن يثير أي اهتمام، قد وظف مؤسسة العتبة الرضوية المقدسة لتمويل جزء من مدفوعاتها في مجال تصدير الإرهاب.

 جواسيس الغرب

أشهرهم مونيكا وايت وهي ضابطة المخابرات السابقة في سلاح الجو الأمريكي، التي أصبحت جاسوسة النظام، وتم جذبها من خلال أنشطة الجهاز الذي يتم تمويله من قبل مؤسسة العتبة الرضوية المقدسة وشاركت في حملة استخباراتية للحصول على معلومات ضد الغرب والولايات المتحدة. هذا بالإضافة إلى سرقات ونهب مسؤولي النظام من إيرادات هذه المؤسسة الضخمة التي بنيت على مر القرون على أساس الأوقاف الشعبية لمزار الإمام رضا، الإمام الشيعي الثامن في مشهد في شمال شرق إيران، والذي يحظى باحترام كبير من قبل الشيعة في ١٣ فبراير ٢٠١٩.

أعلن المسؤولون الأمريكيون أن مونيكا وايت وهي ضابط مخابرات سابق في القوات الجوية الأمريكية وكانت تمتلك وصولاً للمعلومات المصنفة جندت لصالح وخدمة النظام الإيراني وتعاون مع نظام الملالي في عملية واسعة النطاق تستهدف زملاءها السابقين في المخابرات. أصدر المدعون العامون الأمريكيون مذكرة توقيف بحق وايت بناءً على 18 تهمة وجرمًا، بما في ذلك التجسس والاحتيال ومساعدة بلد أجنبي. وكان قد تم تجنيد السيدة وايت بعد حضورها مؤتمرين دوليين عقدا برعاية قوة القدس التابعة لقوات الحرس ودعم من مؤسسة أفق نو، في خدمة هذه القوة.

من هي مونيكا الفريدي وايت؟

سافرت مونيكا وايت، التي اختارت لنفسها فيما بعد باسم “فاطمة الزهراء” ، إلى إيران في فبراير ٢٠١٢ لحضور مؤتمر “هوليوود يسم” الذي عقده الحرس الثوري تحت غطاء مؤسسة أفق نو. وتم تجنيدها من قبل قوات الاستخبارات الإيرانية من خلال مؤسسة أفق نو في فبراير ٢٠١٣ حيث شاركت في مؤتمر “هوليوود يسم” آخر الذي عقد في فندق بارسيان آزادي في طهران.

وذهبت إلى طهران في 28 أغسطس 2013 وانضمت إلى النظام. مباشرة بعد وصولها إلى إيران، قام نظام الملالي على الفور بحل مسألة سكنها وجهاز الكمبيوتر الخاص بها لتسهيل عملها مع النظام الإيراني. وفقًا لمسؤولين أمريكيين، فقد بدأت فورًا العمل مع النظام وزودت النظام الإيراني بمعلومات سرية، بما في ذلك الأسماء الحقيقية لمصادر المخابرات الأمريكية.

ومن المثير للاهتمام أن الندوات والاجتماعات التي عقدتها مؤسسة نور، والتي هيأت الأرضية المناسبة لجذب وتجنيد وايت، تم تمويلها من قبل مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة.

وعلى وجه التحديد، وفقًا للمنظمين، بمن فيهم نادر طالب زاده، المدرج في قائمة العقوبات الأمريكية، تم تمويل المؤتمر الدولي السادس لمؤسسة أفق نو، الذي انعقد في أبريل ٢٠١٨، من قبل مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة التي كانت الراعية الرسمية لأنشطة أفق نور وفقًا لمنظمي المؤتمر فقد شاركت ٦٠ شخصية سياسية وأمنية وعسكرية من دول أخرى في مؤتمر.

كيفية التجنيد

تقديم المساعدة المادية والروحية للإرهابيين في الخارج وعائلاتهم، وتعزيز التطرف الإسلامي، وإيجاد العناصر المحتملة، وتحويلهم إلى جواسيس محترفين، ودعم مليشيات ومرتزقة النظام في مختلف البلدان، من بين أعمال الإمبراطورية المالية للعتبة الرضوية المقدسة الهيكل العام وموقع العتبة الرضوية المقدسة في الاقتصاد وهيكل النظام بهزاد نبوي، الذي تولي منصب الوزير في عدة حكومات لنظام الملالي يقول في مقابلة مع الوسيلة الإعلامية الحكومية المسماة “ألف” يوم ٢١ سبتمبر ٢٠١٩ “هناك أربعة كيانات في بلادنا تمتلك ٦٠٪ من الثروة الوطنية؛ الهيئة التنفيذية لأوامر الإمام، ومقر خاتم، ومؤسسة العتبة الرضوية المقدسة ومؤسسة مستضعفان، ولا علاقة لأي منها بالحكومة والبرلمان.

مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة، إن لم تكن أغنى مجموعة اقتصادية في إيران، تعتبر، وفقًا لمسؤوليها، أكبر أوقاف العالم الإسلامي. كل النُذر والأوقاف للإمام الشيعي الثامن كانت تابعة لمؤسسة قدس رضوي على مدى مئات السنين الماضية، ويعين المسؤول عنها من قبل الولي الفقيه. (في السنوات الأربعين الماضية ، تولي ثلاثة أشخاص فقط مسؤولية إدارة مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة) لا يمكن لأحد سوى الولي الفقيه القيام بأي تدقيق ومحاسبة مالية لهذه الإمبراطورية المالية التي توظف عشرات الآلاف من الموظفين.

هذا الجهاز المعفي من الضرائب، يمتلك بما في ذلك أكثر من 50 شركة كبيرة، و ٤٣٪ من مساحة مدينة مشهد، ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في إيران، أي أكثر من ١٣ ألف هكتار من مساحة مدينة مشهد هي من بين أوقاف مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة. لكن هذه الأوقاف لا تقتصر على مشهد وخراسان، وتمتلك أستان قدس أراضي وحدائق وآبار وقنوات في جميع أنحاء إيران، وأكثر من ٣٠٠ ألف مستأجر، من همدان وأذربيجان الشرقية، وغسلتان وجيلان إلى طهران، وسمنان ويزد. تقدر القيمة التقريبية لأراضي مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة وحدها، ما عدا ممتلكاتها الأخرى، بحوالي ٢٠ مليار دولار.

تتمتع هذه المؤسسة باستقلالية تامة في حقل النفط الخاضع لسيطرتها، ولها منصات احتكارية خاصة بالنفط، وتتمتع باستقلالية تامة في الاستيراد والتصدير من المنطقة التي تسيطر عليها.

كما أن ملكية جزء من السكك الحديدية؛ وكذلك الصناعات الثقيلة والصناعات الأم مثل شركة فولاذ مباركة، وأقسام واسعة من مناجم وموارد البلاد هو جزء من ملكية مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة. ونشطت أستان قدس في مشاريع خارجية منذ بضع سنوات، بما في ذلك مشاريع خارجية لشركات تابعة إلى مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة، وبناء جسر للسكك الحديدية على نهر الفرات بطول ألف متر في سوريا تمويل أنشطة مؤسسة أفق نو في خدمة قوة القدس وتجنيد جواسيس غربيين.

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية في ١٣ فبراير ٢٠١٩ عقوبات على مؤسستين و٩ أشخاص تابعين لنظام الملالي، وإحدى المؤسسات التي فرضت العقوبات بحقها منظمة أفق نو، و”نادر طالب زاده” و”زينب مهنا طالب زاده” التابعين لمنظمة الحرب الإلكترونية والدفاع في قوات الحرس كانوا من بيت الأشخاص المعاقبين.

وول ستريت جورنال: تأديب النظام الإيراني يبدأ بضرب مليارات خامنئي

مؤسسة “أفق نو” مدعومين من قبل قوات الحرس الإيراني ويعتقد أنه مرتبط بمكتب خامنئي، وفقًا لمسؤولي النظام، وتتمثل مهمتها الرئيسية في توفير التغطية الثقافية للأنشطة الإرهابية لقوة القدس والحصول على معلومات أمنية، بما في ذلك عقد “مؤتمر”، وأعمال مثل تجنيد المرتزقة ووكلاء لقوة القدس والحصول على معلومات من المواطنين الأجانب.

إن إنشاء أسس دعاية للنظام باستخدام مرتزقة أجانب وكذلك إنتاج مواد حملة شيطنة ضد المعارضة الإيرانية، على وجه التحديد منظمة مجاهدي خلق.

تأمين التكاليف وتوفير التسهيلات للأنشطة الأصولية والمرتزقة الأجانب للنظام تلعب مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة دورًا نشطًا في تقديم الدعم المالي والدعم المادي واللوجستي للجماعات والتيارات الأصولية والإرهابية التابعة النظام منذ سنوات، ولا سيما قادة مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة لديهم اتصالات مكثفة على وجه التحديد مع قادة حزب الله اللبناني ومسؤولية.

دور إيران وتمويل حزب الله

الجدير بالذكر أن هذه الأنشطة قد تم توسيعها وتكثيفها بشدة في السنوات الأخيرة، من ضمنهم رئيس مؤسسـة العتبة الرضوية المقدسة سابقاً، إبراهيم رئيسي (رئيس السلطة القضائية الآن) الذي زار لبنان في أواخر يناير 2018 والتقى بقادة حزب الله بشكل خاص، بما في ذلك الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وزار المواقع العسكرية لحزب الله في جنوب البلاد.

كما التقى بعائلات كبار قادة العمليات الإرهابية الذين قُتلوا، بمن فيهم عماد مغنية، الرجل الثاني والقائد العسكري السابق لحزب الله الذي شارك شخصياً في عدة عمليات إرهابية كبرى ضد أهداف غربية، بما في ذلك اختطاف طائرة ركاب في عام 1985 وقتل جندي من مشاة البحرية الأمريكية، والتخطيط لتفجير مقر قيادة مشاة البحرية والسفارة الأمريكية في بيروت عام 1983، وعبر عن دعمه لهم.

وفي لقائه مع الأمين العام لحزب الله قال إبراهيم رئيسي معبراً عن دعمه لأنشطة حزب الله في مختلف المجالات، إن حسن نصر الله واللواء قاسم سليماني، قائد قوة القدس الإرهابية التابعة لقوات الحرس، لهما الكثير من الأمور المشتركة.

وقال إبراهيم رئيسي خلال لقائه زعيم المجمع الشيعي في لبنان عبد الأمير قبلان.

كان النظام الصهيوني لإسرائيل، بسبب طبيعته الإرهابية، حريصًا على تأسيس داعش باعتباره المركز الإرهابي الثاني في المنطقة ، لكن جبهة المقاومة (نظام الملالي والمرتزقة) أحبطت المؤامرة في الوقت المناسب.

ربما يعجبك أيضا