برعاية سليماني.. عبد المهدي في السلطة والقتل يلاحق المتظاهرين

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

مع تصاعد الاحتجاجات في العراق، جاء تدخل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني ليؤجج الصراع ويشعل الاحتجاجات المشتعلة منذ مطلع أكتوبر الماضي، ليس فقط بميليشياته المتوغلة بأسلحتها في قلوب المتظاهرين ولكن بتدخله في الشأن السياسي، عبر خطة لبقاء الفاسدين في الحكم والسلطة التفت حولها القوى السياسية في مشهد يعزز تمدد النفوذ الإيراني في الشأن الداخلي العراقي، ودفع بالمتظاهرين للتنديد والاعتصام رافضين العودة حتى إسقاط النظام.

سليماني يتمسك بالمهدي

شاركت إيران عن قرب في استراتيجية جديدة لبقاء النخبة الحاكمة لوضع خطة لمواجهة الاحتجاجات، وهو ما تم عبر اجتماعات جمعت بين الفصائل السياسية والشخصيات الحكومية بإسناد مباشر من قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتهدف الخطة إلى إبقاء رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي في الحكم، لحين إجراء انتخابات جديدة العام المقبل، حتى تتمكن إيران من إعادة التفكير حول كيفية الحفاظ على نفوذها في العراق، فيما ستدفع السلطات العراقية بخطة إصلاح لتهدئة الاحتجاجات بإجراء انتخابات جديدة تشرف عليها مفوضية أكثر استقلالية، وكذلك برلمان يعاد النظر في تركيبته ليشمل جميع العراقيين لمختلف طوائفهم.

وبحسب مصادر متابعة للشأن العراقي، فإن استراتيجية سليماني حظيت بتأييد الأحزاب الموالية لإيران والمؤيدة للحكومة، وكذلك تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي دأب على انتقاد إيران وطالب عبد المهدي بالاستقالة، فضلًا عن زعماء سياسيين من الأكراد والسنة.

وتشمل الإصلاحات الجديدة تخفيض الحد الأدنى لسن المرشحين وزيادة عدد مناطق التصويت وتخفيض عدد مقاعد البرلمان من 329 إلى 222 مقعداً. كذلك، سيحل تكنوقراط وقضاة محل المعينين بقرارات سياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، على أن يصوت البرلمان على التعديلات قبل أن يحدد تاريخًا لإجراء الانتخابات المبكرة في 2020تاركاً المجال لتأخيرات محتملة.

القمع الإيراني يتكرر

ما جاء في التعديلات أقل من المطالب التي ينادي بها العراقيون الذين يسعون لإنهاء النظام الحالي والقضاء على أنظمة وأحزاب موالية لإيران، وهو ما أكدته المظاهرات الحاشدة والرافضة لأي إصلاحات لا تشمل رحيل جميع رموز النظام الحاكم .

فكان الحل الأمل تكرار ما حدث إبان الاحتجاجات الإيرانية من خلال قمع وقتل المتظاهرين، وهو ما فعله قاسم سليماني عندما توجه إلى بغداد لحضور اجتماع أمني في بغداد بدلًا من رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وهو ما كشفته وكالة “الأسوشيتدبرس الأمريكية”.

وقال حينها سليماني للمسؤولين العراقيين: “نحن في إيران نعرف كيفية التعامل مع الاحتجاجات. لقد حدث هذا في إيران وسيطرنا عليها”.

ليواجه العراقييين أسوأ مشاهد عنف بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل والقنابل الإيرانية والميليشيات المسلحة فوقع قرابة الـ 300 قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، ورغم ذلك استؤنفت الاحتجاجات، وكسر العراقيون حاجز الخوف معلنين رفضهم لإيران باختراق مكاتب الموالين لها وإسقاط العلم الإيراني وصور مرشدها  الأعلى علي خامنئي.

سقوط قتلى وجرحى أدى لزيادة الضغط الشعبي لمعرفة المسؤول عن إصدار الأوامر بقتل المتظاهرين، وسط تسريبات تشير إلى أبو جهاد الهاشمي مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي، وهو عضو بارز في المجلس الأعلى الذي أسسته إيران ومعروف بقربه من قاسم سليماني، الذي تدخل مؤخرًا لسحب استقالته بحسب مصادر حكومية.

هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها سليماني، فقد سبق وتدخل بميليشياته المسلحة مع توغل داعش في العراق في 2014، وشارك في مجازر عدة ضد العراقيين بزعم القضاء على تنظيم داعش، واستطاع من خلاله تمديد نفوذه داخل العراق بفرض الموالين له داخل السلطة التنفيذية صاحبة القرار في العراق.

وبعد تصاعد الانتقادات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات حقوقية دولية ضد الحكومة العراقية برئاسة عبدالمهدي لاستمرارها في قتل المحتجين، بدت المؤشرات الميدانية أن السلطات السياسية والأمنية في بغداد عازمة على تفادي سقوط الضحايا في صفوف المتظاهرين تمهيدًا لتنفيذ خطة سليماني.

ربما يعجبك أيضا