وفاة السياسي العراقي “الباجه جي”.. محطات فريدة بنضاله العربي والوطني

كتب – حسام عيد

ودع العالم عدنان الباجه جي، أحد السياسيين العراقيين المخضرمين، عن عمر يناهز 96 عامًا، والذي عُرف طيلة حياته بنضاله العربي والوطني الفريد، وكانت له إمكانيات دبلوماسية وإدارية رفيعة جدا.

مولده ونشأته

ولد عدنان الباجه جـي في بغداد في عام 1923. وهو ابن السياسي مزاحم الباجه جي الذي كان رئيساً للوزراء في العراق خلال الحرب في فلسطين في عام 1947.

وتلقى عدنان تعليمه في كلية فيكتوريا في الإسكندرية والجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1943 حيث حصل على شهادة البكلوريوس في العلوم السياسية.

داعم للقومية العربية

وبعد عودته إلى العراق، رفض طلب التعيين الذي تقدم به لوزارة الخارجية من جانب دائرة الأبحاث الجنائية نتيجة مشاركته في نشاطات كتائب الشباب (المؤيدة لرئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني) ودعمه للانقلاب الذي قاده الكيلاني ضد البريطانيين عام 1941.

وفي عام 1950، عين في نهاية المطاف مساعدًا لمدير الدائرة السياسية في وزارة الخارجية العراقية، وواصل العمل في الوزارة لمدة 8 سنوات.

كان الباجه جي قومي الميول ومن مؤيدي الزعيم المصري جمال عبدالناصر، وكتب في مذكراته “مشاعري تجاه مصر وجمال عبد الناصر لها جذور عميقة. فأولا كنت أشاطر والدي إيمانه بأن مصر هي أهم البلدان العربية وأن على العراق إقامة علاقات جيدة معها في كل الأوقات.

وكان والدي يطالب دائمًا باقامة أفضل العلاقات مع مصر، مما كلفه حياته السياسية في عام 1950. كقومي عربي غيور، كنت منجذبًا فطريًا إلى دعوة عبدالناصر للوحدة العربية، وأيدته إبان حرب السويس (1956) بدون تحفظ. كنت معجبًا بعبد الناصر لأنه كان يجسد أكثر من أي شخص آخر فكرة الوحدة العربية، وكان يبدو أنه الزعيم الوحيد الذي يستطيع تحقيق ذلك الهدف”.

وفي 13 من يوليو 1958، فُصل الباجه جي من وزارة الخارجية العراقية نظرا لميوله الناصرية.

وفي اليوم التالي، الرابع عشر من يوليو 1958، أطيح بالنظام الملكي في العراق في ثورة قادها الزعيم عبد الكريم قاسم. وجرى على الفور تعيين الباجه جي مندوبًا دائمًا للعراق في الأمم المتحدة.

ورغم انقلاب 8 فبراير الذي أطاح بنظام حكم عبد الكريم قاسم، بقي الباجه جي في منصبه في الأمم المتحدة.

مستشار لحكومة الإمارات

ثم عُين عدنان الباجه جي وزيرًا للخارجية في عهد عبد السلام عارف وخدم خلال حرب 1967.

وكان خارج العراق عندما أطاح حزب البعث بحكم عبد الرحمن عارف في انقلاب 17 يوليو 1968، وقرر عدم العودة الى العراق.
وقرر العمل مع المعارضة العراقية، حيث كان عضوًا بارزًا فيها.

كما التحق بحكومة أبو ظبي للعمل مستشارا لها في عام 1971، وقد حضر اجتماع التوقيع على دستور إقامة الإمارات العربية المتحدة وإعلان استقلال الدولة، وظل هناك إلى أن وافته المنية.

مناضل وطني فريد

وعقب احتلال العراق سنة 2003، عين حاكم العراق السفير الأمريكي بول بريمر، الباجه جي عضوًا في مجلس الحكم الذي تشكل بتاريخ 12 يوليو 2003، ومنح المجلس صلاحيات جزئية في إدارة شؤون العراق، ولكن السلطة الحقيقية كانت بيد قوات الاحتلال الأمريكية وممثلها في العراق بول بريمر.

وقدم رئيس وزراء العراقي الأسبق الدكتور إياد علاوي، تعازيه بوفاة رجل السياسة البارز وقال: “لقد كان الفقيد رجل دولة بحق، يتميز بالحكمة والاعتدال يمتلك نظرة ثابتة ووعيا سياسيا عاليا، ولقد كان له دور وطني مميز وبارز خلال فترة مجلس الحكم، وخلال عمله كعضو بارز في القائمة العراقية الوطنية”.

وأضاف “لقد خسر العراق رجلا مناضلا متميزا وفاضلا، مؤمنا بالتوجه الوطني المعتدل وكانت له إمكانيات دبلوماسية وإدارية رفيعة جدا”.

ربما يعجبك أيضا