من أجل “التنمية الشاملة”.. مصر تدخل عالم الأقمار الصناعية المخصصة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – اقتربت مصر من الدخول إلى عالم الأقمار الصناعية المتخصصة، حيث تطلق القمر الصناعي المصري الأول لأغراض الاتصالات “طيبة – 1″، بواسطة شركة ” آريان سبيس” الفرنسية على صاروخ الإطلاق “آريان-5” من قاعدة الإطلاق بمدينة كورو بإقليم جويانا الفرنسية، لدعم جهود التنمية الشاملة.

“الاستعدادات النهائية”

الشركة الفرنسية انتهت من عمليات اختبار أنظمة القمر الصناعي للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بعملية الشحن، كما تم اختبار التواؤم الميكانيكى والكهربى بين القمر وقاعدة الإطلاق المخصصة، والانتهاء من ملء خزانات الوقود التي ستمكن القمر من البقاء في الموقع المداري المخصص له لمدة خمسة عشر عاماً، حيث سيعمل القمر على توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل.

الحكومة المصرية ستتولى عملية الإدارة والتحكم في القمر الصناعي “طيبة -1” عقب إطلاقه لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.

وبإطلاق القمر المصري “طيبة -1” ستدخل مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، بما يمثل نقلة كبيرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويساهم في دعم جهود التنمية الشاملة والتي تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري ووضع مصر في المكانة التي تستحقها إقليمياً ودوليا.

“مميزات القمر”

القمر الصناعي المصري قامت بتصنيعه شركتا “إيرباص” و”تاليس ألينيا” الفرنسيتان، بمشاركة الفنيين المصريين في جميع مراحل التصنيع من التصميم إلى التشغيل، حيث سيتم التشغيل بواسطة محطتين، وقد حصل العاملون فيها على دورات تدريبية مكثفة للتحكم في إرسال البيانات واستقبالها، ويأتي ضمن سلسلة أقمار “طيبة سات” المصرية، ويصل عمره الافتراضي وفترة الخدمة حوالي 15 عاما، بتكلفة 600 مليون يورو.

ويساهم القمر في توفير خدمات الاتصالات للقطاعين الحكومي والتجاري، وتوفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأغراض التجارية، وسيعمل على توفير شبكة موازية تعمل على دعم الشبكة الأرضية، فضلا عن توفير خدمات الاتصالات على المستوى الدولي في دول حوض النيل وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك توفير خدمات الاتصالات للقطاعين الحكومي والتجاري.

يتميز “طيبة 1” بالسرعات العالية وأزمنة التأخير الصغيرة جدا، حيث سيعزز الإتاحة المكانية والزمنية من خلال التغطية الكاملة لخدمة الاتصالات والإنترنت بنسبة 100% من خلال عمل الشبكة الأرضية وشبكة الاتصالات “الستالايت” معا، ولهذا فإن سلسلة أقمار “طيبة سات” أمر حتمي لتقوية التغطية مستقبلا مع زيادة الأحمال نتيجة للزيادة المطردة في الاستخدام بجميع المجالات، مما يمكن من استيعاب الأعداد المتزايدة من مشتركي الخدمة.

وسيوفر القمر الصناعي “طيبة – 1” بنية تحتية للاتصالات والإنترنت للمناطق النائية، مما يساهم في دفع عجلة التنمية، لما سيحدثه من سد الفجوة الرقمية بين المناطق الريفية والحضرية، والنهوض بقطاعات “البترول والطاقة وغيرها من القطاعات الحكومية، فضلا عن دعمه لكافة أجهزة الدولة في مجال مكافحة الجريمة والإرهاب”، وحل أزمة نظام التابلت الذى قابل العديد من المشكلات، بسبب قلة سرعة الإنترنت.

“دعم التنمية الشاملة”

وأعلن وزير الاتصالات المصري عمرو طلعت، أن القمر الصناعي المصري يمثل طفرة نوعية كبيرة في هذا المجال، ويُسهم في دعم جهود التنمية الشاملة التي تنفذها الدولة وفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد البلاد الطبيعية والصناعية والبشرية بهدف توفير حياة كريمة للمواطن ووضع مصر في المكانة التي تليق بها وتستحقها إقليمياً ودولياً.

وقال الوزير، خلال اجتماع مجلس الوزراء، أمس، إن عملية إطلاق “طيبة 1” تأتي في إطار تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030؛ حيث يعمل على المساهمة في توفير خدمات الاتصالات للقطاعين الحكومي والتجاري وتوفير تغطية شاملة لبعض دول شمال إفريقيا ودول حوض النيل، خاصة في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى للعام الجارى، واستضافتها وكالة الفضاء الإفريقية.

وذكر أن القمر المصري سيُسهم في دفع عجلة التنمية من خلال توفير بنية تحتية للاتصالات والإنترنت واسعة النطاق للمناطق النائية والمنعزلة؛ لدعم المشروعات التنموية بهذه المناطق، وسعياً لسد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية، فضلا عن النهوض بقطاعات “البترول والطاقة والثروة المعدنية، والتعليم، والصحة، والقطاعات الحكومية الأخرى، وسيدعم كافة أجهزة الدولة في مكافحة الجريمة والإرهاب”.

“العلاج عن بعد”

وأكد الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية محمد القوصي، أن التنمية المجتمعية التي تسعى مصر لها، لا يمكن أن تقوم بدون أساس اتصالات قوي، موضحا  أن وجود القمر الصناعي المصري للاتصالات، يجعل مصر قاعدة اتصالات قوية، ويخدم التنمية المجتمعية فيها، مؤكدًا أنه لا علاقة له بالبث التليفزيوني.

وأوضح القوصي، أن “طيبة 1” يغطي مصر بشبكة اتصالات وشبكة إنترنت قوية، ويخدم العملية التعليمية، من خلال جعل الطالب يتعلم عن بعد عبر شاشة تفاعلية يري فيها التجارب المعملية التي تجرى بعيدًا عنه بمئات الأمتار، مشيرا إلى أن القمر الصناعي الجديد سيخدم المجال الصحي، حيث إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث عن أن التأمين الصحي سيغطى سيناء وكل المناطق النائية، وهذا لا يمكن حدوثه إلا بوجود شبكة إنترنت في هذه المناطق، وهو ما سيوفره القمر الصناعي المصري الجديد.

وتابع القوصي، أن “طيبة 1” سوف يسهم في العلاج عن بعد، ويمكن الطبيب من على بعد مئات الأمتار، من فحص المريض ويكتب له العلاج اللازم، دون أن يذهب المريض له، خاصة في حالات الحوادث الحرجة.
 

ربما يعجبك أيضا