بسبب سياسة “سحق الزراعة”.. “فلاحو فرنسا” ينتفضون ضد ماكرون

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

باريس – قطع جرارات مزارعي فرنسا إحدى الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة الفرنسية باريس، احتجاجا على سياسيات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الزراعية، واتفاقيات التجارة الدولية، وفتح الباب أمام واردات يراها المزارعون أقل جودة من حاصلاتهم ومنتجاتهم الزراعية، مطالبين بالالتفات لأوضاعهم الاقتصادية وللصعوبات المعيشية التي يعانون منها.

“مظاهرات الجرارات”

المزارعون الفرنسيون، خرجوا في مظاهرات، اليوم؛ من عدة مدن منها: “أوفريني وتولوز وفولكوز وإيل دو فرانس ونورماندى وغيرها”، واحتشدوا في مدينتي كانتال وبودي دي دوم ليتحركوا من المدينتين فى مسيرات صوب العاصمة باريس بجراراتهم، وأقدموا على قطع الطريق A71 المركزى السريع المؤدى إلى باريس، بأطنان من “التبن”، وعلف الحيوانات.

المحتجون طالبوا الحكومة الفرنسية بالالتفات لأوضاعهم الاقتصادية وللصعوبات المعيشية التي يعانون منها، منددين بما أسموه “المنافسة غير العادلة” التي يتعرضون لها من المنتجات الأجنبية الواردة إلى الأسواق الفرنسية، والتي لا تحترم المعايير نفسها المفروضة عليهم، فضلا عن اتفاقيات التجارة الحرة التى تفتح الباب أمام المنتجات الزراعية المستوردة، ما يضر بعوائد بيع حاصلاتهم، طالب المزارعون بإلغاء الاشتراطات الحكومية التي ترغمهم على استخدام مبيدات زراعية بعينها.

ورفع المتظاهرون لافتات عدة للإعلان عن مطالبهم، أبرزها: “لن تبقى فرنسا زراعية بدون مزارعيها.. دعونا نقوم بعملنا، وأجب علينا يا سيد ماكرون.. أنقذ المزارعين”.

وأطلق المزارعون على سياسة ماكرون اسم “سحق الزراعة”، بعد إصراره على توقيع عدة اتفاقيات لاستيراد المنتجات الزراعية من كندا ودول أمريكا اللاتينية بأسعار منخفضة وجودة منخفضة.

يذكر أن أزمة المزارعين في فرنسا كانت اشتعلت منذ أعوام لنفس الأسباب خلال رئاسة الرئيس الفرنسى السابق فرنسوا هولاند ورئيس الزرعة في عهده ستيفان لو فول.

“مطالب المزراعين”

النقابات الزراعية في فرنسا، دعت الرئيس ماكرون لمناقشة السياسات التي وصفوها بالمضرة للفلاحة الفرنسية كالتخلص من “مبيدات الجليفوسات المحاربة للأعشاب الضارة وغيرها”، مشيرة إلى أن أعضاءها المشاركين بالمسيرة ينوون قيادة جراراتهم حتى جادة فوش “الشانزليزيه” الأثرية في باريس.

وقال المنظمون للتجمع: “لقد حان الوقت أن نقول لا لاستنزافنا واستغلالنا، المزارعون سيتواجدون للتعبير عن عدم رضائهم عن الأوضاع، والتي تتعلق بمعاهدات التجارة الحرة، والتدابير التنظيمية الفرنسية التي تقوض أداء المزارع، وتشويه الواردات”، حيث تعد فرنسا أكبر منتج زراعي بين دول الاتحاد الأوروبي.

وذكرت رئيسة أكبر نقابة للمزارعين في فرنسا، كريستيان لامبرت، في تصريحات إذاعية محلية، إن نحو ألف جرار تجمعوا في العاصمة، كما تتواجد أعداد أكبر في العديد من المدن، مردفة: “”يتملك المزارعون الشعور بالتخلي عنهم من كل السياسيين والمجتمع، ونحن حاضرون في كل مكان (إيل دو فرانس، نورماندي، هوت دو فرانس، جراند إيست، بورجوني فرانش كومتيه).

وأكملت: “يشعر المزارعون الفرنسيون بحالة من الغضب في ظل الضوابط الصارمة المتزايدة على استخدام مبيدات الآفات والحشرات، وإبرام اتفاقات للتجارة الحرة مع دول من خارج الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ما يعتبرونه شروطا تجارية لا تصب في صالحهم مع السلاسل التجارية الكبرى”.

ربما يعجبك أيضا