“قوة البساطة”.. ما هي أسرار جمال أودري هيبورن الذي يتجاوز الزمن؟

أماني ربيع

أماني ربيع

جمالها الذي يتجاوز الزمن جعلها أجمل امرأة في تاريخ السينما متفوقة على مارلين مونرو و بريجيت باردو وجريس كيلي وصوفيا لورين وأنجلينا جولي، وغيرهن من فاتنات هوليود، إنها أودري هيبورن “الوجه الضاحك” ذات الرقبة النحيلة والعينان الواسعتان.

خطفت الأنظار بأول بطولة مطلقة عام 1952 من خلال الفيلم الرومانسي الشهير “إجازة في روما” مع النجم جريجوري بيك، بدت في أولى خطواتها بهوليود، وكأنها أميرة من عالم القصص الخيالية التي طالما اعترفت أنها المفضلة لديها مهما تقدم بها العمر، رقيقة حالمة سحرت هوليود بأناقتها البسيطة ووجهها الحالم وحركاتها الأنيقة.

لا تزال أيادي أودري هيبورن البيضاء وأعمالها الخيرية شاهدة على إنسانة من نوع خاص، فبجانب النجومية كان لهيبورن منظور آخر للحياة فريد ورائع وساحر، تماما مثلها، حيث أسست لدخول نجمات هوليود في مجال الأعمال الخيرية والنشاط الإنساني، وتم تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونيسف عام 1989، لتبدأ بعدها بأيام قليلة أول حملة دولية في أمريكا وكندا أوروبا لإنقاذ أطفال أفريقيا، ثم تبرعت بسلسلة من الرحلات الميدانية لصالح اليونيسف، لدعم مشروع إنتاج لقاح شلل الأطفال في تركيا، وبرامج تدريب النساء في فنزويلا، والمشاريع الخاصة بالأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع في الإكوادور، ومشاريع توفير مياه الشرب في جواتيمالا وهندوراس ومشاريع محو الأمية الإذاعية في السلفادور.

كان لهيبورن وجهة نظر خاصة في الحياة، آمنت بها وجعلتها أشبه بـ “كاتالوج” تتصرف على أساسه وتنصح به، وفيم يلي نستعرض أبرز نقاط جاذبيتها بعيدا عن النجومية.

جاذبية خاصة

ظهرت هيبورن في بداية الخمسينيات، وهو وقت سطعت فيه نجمات إغراء من الوزن الثقيل مثل مارلين مونرو، وآفا جاردنر، وغيرهن من فاتنات هوليود، كان قوام زجاجة “الكوكاكولا” للنساء هو الرائج، الجسد الممتلئ والإطلالة المثيرة، ووسط كل ذلك ظهرت بنحافتها وابتسامتها الواسعة لتطرح نموذجا مغايرا للجمال، في طفولتها كان الجميع يراها غير جذابة بقوامها النحيل، لكنها رفضت نظرة الناس إليها، وتقبلت نفسها وأبرزت جاذبيتها الفريدة بطريقتها لا على طريقة شخص آخر.

إنسانة بلا ماكياج

قبل أعوام من موضة “النجوم وأعمال الخير، بدأت هيبورن مسيرة طويلة لمساعدة الأسر الفقيرة، وأصبحت سفيرة لليونيسيف، وحتى وفاتها عام 1993، كانت تجول حول العالم لمساعدة المحتاجين، وكانت أول من سافر إلى أفريقيا للتعريف بمأساة أطفالها، وخارج التصوير وعالم هوليود، كانت إطلالتها تتميز بالبساطة كانت تترك مساحيق التجميل وراءها، وعن ذلك قالت: قد يجعلك الماكياج جميلة من الخارج، لكن إن كنت قبيحة بداخلك، فلن يساعدك كثيرا، إلا إذا كنتِ تأكلين الماكياج.”

الوجه الضاحك

اشتهرت بأنها “الوجه الضاحك” والابتسامة الطفولية المشرقة، كانت دائمة الابتسام لأنها ترى أن الابتسامة معدية تجذب السعادة وتطرد الأحزان، كما أن الضحك “مستهلك ممتاز للسعرات الحرارية”.

مغامِرة

لم تقل أودري يوما لا لأي تجربة جديدة، كانت تجازف، بدأت مهنتها بدور رئيس منحها الأوسكار، ومن أميرة راقية في “roman holiday” إلى فتاة معقدة في ” breakfast at tiffany’s” وحتى فتاة شعبية في رائعة برنارد شو ” My Fair Lady” أمام ريكس هاريسون، رقصت وغنت رغم أنها لا تجيد ذلك، بل وفعلت ذلكف ي فيلم ” Funny Face” أمام فريد إستير عملاق الإستعراض والرقص في هوليود، ونجحت.

بل وحتى أصبحت أيقونة للموضة طوال نصف قرن تعاونت فيها مع المصمم الشهير جيفنشي، رغم أن الكل أن قوامها النحيل لا يصلح.

وحدي لكن غير وحيدة

وصفت بالمنطوية، فقد كانت بعيدة عن أجواء هوليود الصاخبة، تحب السير برفقة كلبها، وكان منزلها في سويسرا ملاذها عندما تريد العزلة والهدوء، كانت ترى أن البقاء مع النفس والانفصال عن روتين وصخب الحياة يشحن الإنسان لمواجهة الأيام والمهام القادمة.

قوة البساطة

قوة البساطة كانت مكمن جاذبية أودري هيبورن، فكان لها أسلوبها الخاص في الوقفة والأزياء وطريقة التعامل، وحتى في انتقائها لأدوارها، لم تكن تواكب الموضة، بل كانت تصنعها، فكما تقول: “لكل شخص أسلوبه الخاص، وعليه التمسك به”، ورغم حبها للأزياء لم تتركها تطغى على شخصيتها، بل كانت مكملا لجمالها الداخلي الذي يشع أينما حلت.

ربما يعجبك أيضا