ترامب في أفغانستان.. ما سر الزيارة المفاجئة؟

محمد عبدالله

كتب – محمد عبدالله

بمناسبة عيد الشكر، حل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة مفاجئة وغير معلنة إلى أفغانستان، حيث تقاسم وجبة العيد مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة والجنود الأمريكيين في قاعدة باغرام الجوية الأمريكية قرب العاصمة كابول قبل أن يلتقي الرئيس الأفغاني أشرف غني.

تحول بمسار المحادثات

في تحول جديد لمسار المحادثات مع حركة طالبان، أعلن ترامب -خلال زيارته الأولى إلى أفغانستان- استئناف الحوار، مؤكدا وجود رغبة جدية لدى الحركة في التوصل لـ”صفقة حقيقية”.

الولايات المتحدة كانت قد توصلت -في وقت سابق- لاتفاق مع طالبان يتيح سحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان ويطوي صفحة أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة مقابل ضمانات أمنية، إلا أن ترامب أوقف بشكل مفاجئ -في أيلول الماضي- المحادثات التي استمرت عاما وتراجع عن دعوة ممثلي الحركة لعقد اجتماع قرب واشنطن إثر مقتل جندي أمريكي في هجوم تبنته الحركة قرب العاصمة كابول.

طالبان تعترف

في المقابل، اعترف قادة في حركة طالبان بعقد اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين بالدوحة مطلع الأسبوع الماضي ورجحوا أن تُستأنف مباحثات السلام الرسمية قريبا من حيث توقفت.

لعل المقصود أن تُبنى على اتفاق مبدئي أفضت إليه 9 جولات سابقة من المفاوضات ويتيح سحب الجنود الأمريكيين تدريجيا من أفغانستان، ولكن مقابل ضمانات، قيل: إن بينها خفض العنف، وألا تكون أفغانستان قاعدة لانطلاق هجمات على واشنطن أو حلفائها. وربما كان من شأن ذلك طي صفحة أطول حرب تخوضها الولايات المتحددة خارج حدودها.

ترامب المستفيد

ثمة أصوات من داخل الحركة لا تستعجل العودة إلى المفاوضات بعد أقل من 3 شهور على وقفها بقرار أمريكي. ربما إدراكا منها لحاجة ترامب إليه لاعتبارات أمريكية صرفة؛ فإعلان ترامب رغبته في سحب جنوده من أفغانستان ليس فقط لما يقول إنه انجاز كبير في تفكيك تنظيمي الدولة والقاعدة في هذا البلد، وإنما يحرص على أن يتم ذلك كما يبدو قبل انتخابات الرئاسة في بلده عندما يواجه معركة صعبة للفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض.

من الحسابات الداخلية الأخرى، متاعب ترامب في الكونجرس، حيث تتسارع الخطى نحو محاكمته برلمانيا حول مكالمة هاتفية تمت بينه والرئيس الأوكراني الصيف الماضي، حيث يسعى الديمقراطيون إلى إثبات أن ترامب ربط تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار بحصوله على تعهد من أوكرانيا بفتح تحقيق مع جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، وابنه هانتر الذي شغل سابقا منصب عضو في مجلس إدارة شركة نفطية أوكرانية.

موسكو ترحب

من جانبها، رحبت موسكو باستئناف مسار السلام، حيث أكد ضمير كابولوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان أن موسكو تقيم بشكل إيجابي نتائج الزيارة والتصريحات التي أدلى بها، آملا أن يوقع الطرفان اتفاقية في أسرع وقت ممكن.

هذا ولا يزال نحو 13 ألف جندي أمريكي ينتشرون في أفغانستان، بعد 18 عاما على غزو أمريكي في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

https://www.youtube.com/watch?v=IabgtiRomX8

ربما يعجبك أيضا