“انتحار ثان” في لبنان خلال أسبوع بسبب الضائقة الاقتصادية

مي فارس

رؤية – مي فارس

صار داني أبوحيدر ثاني لبناني يضع حدًا لحياته هذا الأسبوع والثالث خلال أشهر، بعدما ضاقت به سبل العيش وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد ودفعت بعض الشركات إلى تقليص رواتب موظفيها أو حجبها تمامًا.

اليوم رحل ابن الثالثة والأربعين سنة تاركًا وراءه ثلاثة أولاد أكبرهم في الرابعة عشرة، بلا معيل.

وأخبرت أمه المفجوعة وسائل الإعلام أن شركة الأدوات الكهربائية التي يعمل ابنها موظفًا لديها اتخذت قرار تقليص راتبه إلى النصف، فلم يستطع تحمل المزيد من الضغوط، لا سيما وأنه مديون بثلاثة ملايين ليرة، وتتوجب عليه أقساط للإسكان ومصروف ثلاثة أولاد.

وقال: “صباح اليوم، توجه داني إلى عمله ليعود إلى منزله  قبل انتهاء دوامه الذي كان في العادة حتى الخامسة مساء، كنت في المنزل مع زوجته، حين غافلنا عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وصعد إلى السطح حاملاً بارودة صيد، سمعنا صوت طلقة نارية، سارعنا لمعرفة ما جرى، وإذ بي أراه غارقاً بدمه، لا بل إن وجهه مقسوم إلى نصفين”.

فتحت القوى الأمنية تحقيقاً بالحادث. وبحسب ما قال مصدر في قوى الأمن الداخلي:”لا يزال التحقيق في بدايته، ننتظر التقارير العلمية ليبنى على الشيء مقتضاه. فحتى الآن لا يمكننا الجزم بأن داني أقدم على الانتحار”.

وخرج مساء متظاهرون إلى ساحات الانتفاضة يحملون لافتات كتب فيها “كم انتحارًا تريدون بعد”، احتجاجاً على المماطلة في ايجاد حل للأزمة السياسية التي فاقمت الاوضاع الاقتصادية في البلاد.

ومع أن الرئيس اللبناني ميشال عون دعا إلى استشارات نيابية يوم الإثنين المقبل لتكليف رئيس جديد للحكومة، لا توحي الاجواء السائدة بانفراج قريب.

وفضحت ثورة 17 أكتوبر، جور وتواطؤ قانون العمل مع أرباب العمل ضد العمال المستضعفين، وفضحت استغلال بعض المؤسسات للظرف الاستثنائي لتقضم مزيداً من حقوق عمالها المتآكلة أصلاً، وقبل كل ذلك فضحت الانتفاضة الشعبية منذ أيامها الأولى هشاشة الاقتصاد اللبناني، وما يدور في فلكه من قطاعات إنتاجية ومؤسسات تجارية لم تقوَ على المواجهة بعد ان أنهكتها السياسات الاقتصادية الريعية على مدى أعوام.

ربما يعجبك أيضا