مفاوضات سد النهضة.. مصر والسودان وإثيوبيا إلى واشنطن من جديد

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – انتهت الجولة الثانية من المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة، بدون إعلان وزراء الري في الدول الثلاث عن التوصل لأي حل بخصوص القضايا الخلافية المتعلقة بملء وتشغيل السد، واستمرار المناقشات في الاجتماع المقبل في الخرطوم يومي 21 و22 ديسمبر الجاري، مع عقد اجتماع وزاري في واشنطن، الإثنين المقبل؛ لتقييم نتائج الاجتماعين الأول في أديس أبابا والثاني في القاهرة، وما تم إحرازه.

وكان وزراء الخارجية في الدول الثلاث، اتفقوا في واشنطن في السابع من الشهر الماضي برعاية وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، على عقد 4 اجتماعات خلال ديسمبر الجاري ويناير المقبل للوصول لاتفاق نهائيا، يعقبها اجتماع جديد في أمريكا في 15 يناير المقبل، لحل الأزمة.

“تفاصيل المفاوضات”

اجتماعات وزراء الري في مصر، شهدت استكمال المناقشات بشأن القضايا العالقة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة تمهيدا للوصول إلى اتفاق ثلاثي بشأن قواعد الملء والتشغيل، حيث قام الوفد المصري بعرض الرؤية المصرية حول تخزين وتشغيل سد النهضة، مشيرا إلى أنها تعتمد على أحدث النماذج العلمية لمحاكاة تدفق النيل الأزرق وتغيراته السنوية.

وأوضح الوفد أن الرؤية المصرية توازن ما بين مصالح الدول الثلاث، في إطار وجود حد أدنى من التصريف السنوي للسد، ومناقشة الأطروحات التي تراعي مصالح الدول الثلاث، وخاصة مصالح مصر المائية، وتجنب إحداث ضرر جسيم للدولة المصرية، بالإضافة إلى الآلية التنسيقية بين الدول الثلاثة.

وتناولت الاجتماعات المغلقة قضايا التشغيل طويل الأمد، وكمية المياه المتدفقة، وبداية الملء الأول، والتشغيل طويل الأمد، وكيف سيتم التنسيق بشأنها، والآثار المحتملة للجفاف أثناء ملء وتشغيل وفترات الجفاف المحتملة، واتخاذ تدابير فعالة عند الوصول للمستويات الحرجة، والعلاقة بين تشغيل النهضة، وكل من السد العالي وخزان أسوان، وبما يسهم في التنسيق في التكيف مع الهيدرولوجيا المتغيرة للنيل الأزرق.

“القاهرة تنفي”

وزارة الري المصري أشارت إلى أن الاجتماعات التي عقدت على مدار اليومين الماضيين، كانت استكمالا للمناقشات بشأن مخرجات الاجتماع الأول الذي عقد فى إثيوبيا خلال الفترة (15-16) نوفمبر الماضي، في إطار محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة للوصول إلى توافق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، فى إطار رغبة الجانب المصري في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالى، وأهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقي بين السدود، وهي “آلية دولية متعارف عليها فى إدارة أحواض الأنهار المشتركة.”

ونفت الوزارة ما تناولته بعض وكالات الأنباء، أمس؛ عن صدور بيان مشترك من وزراء المياه بمصر والسودان وإثيوبيا عقب الاجتماع الوزاري الثانى في القاهرة بخصوص مفاوضات سد النهضة، والذي أشار إلى أن هناك تقارب في وجهات النظر بشأن ملء السد خلال السنوات المطيرة.

أكدت مصر خلال الاجتماع التزامها بالتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن بشأن ملء وتشغيل السد، تأكيدًا لما اتفقت عليه القيادة السياسية في مصر، وتم تدوينه في اتفاقية إعلان المبادئ عام 2015، متابعة: “هذا يعكس إيماننا بأن النيل هو رابط للتواصل الأبدي الذي يوحد شعوب بلداننا الثلاث وجميع الدول المطلة على النيل”.

وذكر وزير الري المصري خلال الاجتماعات: “إننا بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق تشغيل متعدد للخزانات بما يمكّن خزان سد النهضة من تحقيق هدفه مع حماية السد العالي وخزان أسوان من تحقيق هدفه أيضا، ومن المهم النظر في الآثار المحتملة للجفاف أثناء ملء وتشغيل سد النهضة باعتبارها مسألة ذات أولوية عالية بالنسبة لمصر، وهذا يتطلب اتخاذ تدابير فعالة عندما تصل مستويات الخزانات إلى الوضع الحرج من حيث كمية المياه”.

“اجتماع واشنطن”

ووفقا لوزارة الري المصرية، تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن، الإثنين المقبل اجتماعا لوزراء الخارجية والموارد المائية في مصر والسودان وإثيوبيا، ووفقا لاتفاق اجتماع وزارة خارجية البلدان الثلاث  مع وزير الخزانة الأمريكي ورئيس البنك الدولي، في واشنطن، أوائل نوفمبر الماضي.

وقال متحدث الوزارة المصرية محمد السباعي، لصحيفة “الشروق” المصرية، إن اللقاء يستهدف تقييم نتائج الاجتماعين الأول والثاني، بمشاركة مراقبين من الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي.

ربما يعجبك أيضا