الانتخابات البريطانية المقبلة.. هل يفوز حزب العمال؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

تشهد بريطانيا الأسبوع المقبل انتخابات مبكرة عقب دعوة رئيس الوزراء بوريس جونسون لها بعدما فشل في الحصول على أغلبية برلمانية بشأن اتفاق البريكست، وتعيش الدولة في حالة من الريبة والترقب وسط إطالة أمد الخروج من الاتحاد الأوروبي، والإخفاقات المتكررة من الأحزاب السياسية للتوصل إلى اتفاق جمعي.

وفي استطلاع للرأي، وٌضع حزب المحافظين في الصدارة، واحتمالية الاستحواذ على غالبية المقاعد في البرلمان المقبل، ولكن ذلك لا يمنع من تقلبات الرأي المتكررة للمنتخبين على مدار الأعوام الماضية، بما يعزز بالوصول لرئيس حزب العمال، جيرمي كوربين، إلى رئاسة البرلمان.

تشير دلالات احتمالية فوز العمال بالفترة القادمة رئاسة الحكومة، بعد وجود كثير من التحديات أمام حزب المحافظين في الحصول على أغلبية برلمانية مجددًا، ولا يمنع ذلك حضور الحزب لدى كثير من مواطني المملكة المتحدة. 

مسار تيريزا ماي؟

بوصول تيريزا ماي إلى رئاسة الحكومة دعت إلى انتخابات مبكرة على أمل تعزيز وجودها داخل البرلمان البريطاني والحصول على غالبية تمكنها من تجاوز الخلاف حول بنود الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، على الرغم من حيازتها لاستطلاعات الرأي، بينما جاءت النتائج مخيبة لآمالها بالحصول على 318 مقعد (42%)، وفقدان أكثر من 20 مقعد لصالح حزب العمال، وحزب الديمقراطيين الأحرار.

وبالنسبة لبوريس جونسون، فقد دخل البرلمان البريطاني بدون أغلبية، وبأصوات أقل بكثير من صناديق الاقتراع، فهل تعيد انتخابات 2019 ما أنتجته 2017؟

المناظرات.. كوربين أم جونسون؟

وافق جونسون على المشاركة في سلسلة من المناظرات التليفزيونية مع جيريمي كوربين، ويعتقد فريقه أن هذه المناقشات ستقنع الناخبين بأنه بالتصويت لصالحه، والخروج من مستنقع البريكست، ومع ذلك، قد تكون تلك المناقشات غير مجدية لجونسون؛ إذ أن سجله في المناقشات المتلفزة لم يكن جيدًا، وهو ما كان جليًا ضد عمدة لندن السابق كين ليفينجستون، وتكرر أدائه الضعيف في حملة الاستفتاء على الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، تم الحكم على كوربين من قبل الجمهور بأنه فاق التوقعات خلال المناقشات المتلفزة في السنوات القليلة الماضية، ولديه حضور يفوق جونسون.

لمن الغلبة اليوم؟

برزت أوراق بحثية وبحوث ميدانية عديدة تشير إلى تغير التوجه العام للناخب البريطاني عن فترة 2016 لحظة الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما أن العسرات العديدة، والمخاوف الاقتصادية من عملية البريكست، دعمت فريق البقاء داخل الاتحاد.

وفي دراسة إحصائية، من خلال تحليل بيانات الانتخابات الأخيرة، أن التصويت المؤيد للبريكست أصبح أقل توزيعًا في جميع أنحاء البلاد من تصويت “البقاء”. بعبارة أخرى،  يبدو أن الأحزاب المؤيدة للخروج تتنافس على الأصوات نفسها في الأجزاء نفسها من البلاد، في حين أن الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي أقوى في أجزاء مختلفة من المملكة المتحدة.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة في اسكتلندا أن جونسون سيخسر عددًا كبيرًا من المقاعد لصالح الديمقراطيين الأحرار، هذا يعني أنه لكي يخرج بنفس عدد المقاعد سيحتاج جونسون إلى تعويض تلك الأصوات المفقودة من حزب العمل، التي لم يفز بها حزب المحافظين منذ عقود.

يحاول جونسون كسب تأييد عدد من المقاعد العمالية، من خلال جولاته الأخيرة في المستشفيات، والإعلان عن زيادات في الإنفاق، في محاولة لجذب الناخبين في مقاعد حزب العمال التي يحتاجها للفوز بأغلبية.
ومع ذلك، فإن إقناع هؤلاء الناخبين بدعم المحافظين، بعد 10 سنوات من تخفيض الإنفاق في ظل حكومة المحافظين، قد يكون أكثر صعوبة.

ربما يعجبك أيضا