أردوغان ولعبة شرطي الغاز أمام سواحل ليبيا

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

أشعلت تركيا الحروب في جوارها من أجل أن تتحول شرايين الطاقة إلى أوروبا من خلالها. استغلت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا من أجل أن يمر الغاز الروسي نحو أوروبا عن طريقها. عززت من علاقاتها مع آذربيجان وإيران من أجل أن يمر غاز القوقاز نحو أوروبا من خلالها أيضًا. وكذلك كانت المعارك في العراق وسوريا وقبرص وأخيرًا ليبيا من أجل أن تصبح الشرطي على غاز في منطقة شرق المتوسط.

فقد كشفت بنود الاتفاقية الليبية التركية الاستحواذ التركي على مقدرات ليبيا والهيمنة على قرارها السيادي لا سيما المتعلق بالمجال البحري.

وكانت أنقرة وطرابلس وقعتا أواخر الشهر الماضي اتفاقا أمنيا وعسكريا موسعا. كما وقعتا على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية تعتبرها اليونان انتهاكا للقانون الدولي.

وتشير بنود الاتفاقية إلى إمكانية استخدام تركيا للأجواء الليبية واراضيها والمياه الإقليمية تحت ذريعة التدريب والتعاون الأمني.

وتنص الاتفاقية على إنشاء قوة الاستجابة السريعة ضمن مسؤوليات الأمن والجيش في ليبيا لنقل الخبرات والتدريب والاستشارات والدعم المادي والمعدات من قبل تركيا.

كما تنص أيضًا على إنشاء مكتب مشترك للتعاون الأمني والدفاعي في تركيا وليبيا مع عدد كاف من الخبراء والموظفين عند الطلب، وتوفير التدريب، والمعلومات الفنية، والدعم، والتطوير، والصيانة، والإصلاح، والتعافي، والتخلص، ودعم الموانئ والمشورة، وتخصيص المركبات البرية والبحرية والجوية والمعدات والأسلحة والمباني والعقارات (قواعد التدريب) بشرط أن تكون الملكية محفوظة.

وكشف أردوغان عن أهدافه من الاتفاقية التركية – الليبية صراحة حين قال، “سنحمي حقوق ليبيا وتركيا في شرق المتوسط. نحن أكثر من مستعدين لتقديم أي دعم لازم إلى ليبيا”. إن “حوض شرق المتوسط يتمتع باحتياطيات كبيرة من الهيدروكربون وعلمنا باكتشافات توصلت إليها بعض الشركات هناك مؤخرا ومن الوارد أن نتعاون مع بعض الشركات العالمية القوية بهذا الخصوص”.

كسب إسرائيل

هدف أنقرة الأكبر هو قطع الطريق على مصر في تحولها إلى مرفأ للغاز نحو أوروبا؛ مثلما كانت حربها في سوريا تهدف إلى منع دمشق من تحول شواطئها على المتوسط إلى ممر للطاقة نحو أوروبا.

وبعد أن نصبت تركيا نفسها شرطيًا للغاز في منطقة شرق المتوسط، كشفت هيئة البث الإسرائيلي أن أنقرة أبدت استعدادها للتفاوض مع تل أبيب بشأن نقل إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا. وأوضحت الهيئة أن تركيا تنتظر تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل وتعيين وزير طاقة جديد لبحث الموضوع.

والهدف أيضا من تواجد تركيا في البحرية الليبية، هو الضغط على إسرائيل واليونان وقبرص، التي كانت يذكر أن إسرائيل عدلت عن فكرة تصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية بتكلفة 3 مليارات دولار، في السابق بسبب المخاوف الأوروبية من الاستخدام السياسي للغاز من قبل أردوغان، وهو ما جعل المشروع يتحول إلى أنبوب غاز إسرائيلي يمر عبر اليونان بتكلفة مضاعفة، ويشمل المشروع البديل أيضا تصدير الغاز القبرصي المستخرج مع الغاز الإسرائيلي في نفس الأنبوب.

داخل ليبيا

تستند حكومة فايز السراج في طرابلس، التي تحارب المشير خليفة حفتر، على دعم إخوان ليبيا من الداخل، وعلى دعم قطر وتركيا من الخارج، إلى جانب الدعم العسكري من جانب كافة الأطراف الداخلية والخارجية. وتراهن حكومة السراج كثيرا على دعم تركيا؛ من أجل إحراز تفوق على قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.

وإلى جانب زيارات السراج المتكررة إلى تركيا، اجتمع السراج السبت الماضي مع رئيس مجلس إدارة شركة “توتال” الفرنسية للنفط والغاز باتريك بوياني وترددت الأنباء أن اللقاء كان مناسبة لتأكيد السراج موافقته على قرار استحواذ الشركة على 16 بالمئة من شركة الواحة النفطية. والهدف من هذه الخطوة هو محاولة لاستمالة فرنسا المعروفة بدعمها القوي للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.

وكان مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، وافق الثلاثاء على استحواذ شركة “توتال” على حصة “ماراثون أويل ليبيا” المحدودة، التي تمثل 16.33 بالمئة من امتيازات شركة الواحة، بقيمة 450 مليون دولار.

ربما يعجبك أيضا