ميليشيات إيران 2019.. “إرهاب” بلا حدود

محمود سعيد
رؤية – محمود سعيد

“إذا الشعب الإيراني لم ينصر الثورة سيأتي الحشد الشعبي العراقي، والحوثي اليمني، والفاطميون من أفغانستان، وزينبيون من باكستان لنصرة الثورة”!.

غضنفر آبادي رئيس محكمة الثورة في طهران

منيت الميليشيات الطائفية الموالية لإيران في سوريا لبنان والعراق واليمن، بالفشل الذريع في تنفيذ مخططات ملالي قم وطهران في المنطقة العربية.

فلم يستيقظ نظام الملالي في قم وطهران من صدمة المظاهرات الدامية المطالبة بإسقاطه في شتى المحافظات الإيرانية والتي شاركت فيها مختلف العرقيات في إيران، حتى وجد أمامه انتفاضات شعبية ضخمة في العراق ولبنان رافضة لهيمنة إيران ومليشياتها الإرهابية في المنطقة، مظاهرات لا تدعو فقط لإنهاء نظام المحاصصة الطائفية وإنهاء الفساد المتفشي وإنما كذلك تطالب بإنهاء هيمنة إيران وأدواتها على العراق ولبنان.

خامنئي جن جنونه لأنه يرى أن ما شيدته إيران في العراق ولبنان وحتى سوريا يُهدم أمام عينه، بعدما كان يتفاخر هو وقادة الحرس الثوري الإيراني لسنوات بإمبراطوريتهم الجديدة في المنطقة وعاصمتهم الجديدة بغداد.

وباتت أحلام خامنئي تتحطم اليوم أمام أصوات وتضحيات المحتجين الغاضبين الذين أحرقوا صور خامنئي وقاسم سليماني ومقرات الأحزاب الشيعية العراقية الموالية لإيران وعلى رأسها مقرات الحشد الشيعي، بل باتت هتافات مثل “إيران بره بره ، بغداد تبقى حرة” أو “سوريا تبقى حرة” تدوي مجددًا في ساحات الشام والعراق، بعدما أيقن الجميع أن إيران هي رأس الأفعى التي تسببت في دمار المنطقة.

نحن أمام صحوة شعبية عربية طال انتظارها، خصوصا أن الجماهير المحتشدة تطالب بإلغاء نظام المحاصصة الطائفية في العراق ولبنان وهو النظام الذي أدى إلى تغلغل الفساد والمناطقية والاستبداد ووقوع تلك المجتمعات في الفقر، المفارقة أن محافظات ذات غالبية شيعية كالنجف وكربلاء وميسان وذي قار والقادسية ومحافظات مختلطة بين السنة والشيعة كبغداد والبصرة شاركت بقوة في المظاهرات، أما في لبنان فقد خرجت المظاهرات في شتى المدن وخصوصا بيروت وطرابلس وصيدا ولكن الصدمة التي أصابت إيران كانت خروج المظاهرات في النبطية وصور وبعلبك ومدن أخرى ذات غالبية شيعية!

سوريا

واستمر التمدد الإيراني في المدن السورية، فمع تجنيس عشرات الآلاف من الإيرانيين والأفغان والباكستانيين الشيعة، لا يزال الحرس الثوري الإيراني يتغلل في المدن السورية!، حتى أنه بدأ في إنشاء قاعدة عسكرية بحرية في مرفأ بانياس السوري، مع استمرار الهيمنة الإيرانية على كافة مفاصل المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد ظاهريا !.

كما استمرت طهران في بناء الجامعات والمدارس الشيعية في محاولة منها لإنشاء حزب الله شيعي سوري على غرار نسخة الحزب اللبنانية، كما زجت إيران بميليشياتها الشيعية متعددة الجنسيات في معارك ريف حماة الشمالي وخان شيخون وجنوب غربي إدلب والبادية.

نظام الأسد فقد السيطرة على سوريا، وإيران تدرك هذه الحقيقة، ولهذا تحاول اليوم إنشاء مستوطنات استيطانية لأتباعها في جنوبي دمشق، وفي الساحل السوري.

لبنان

أما في لبنان، فقد استمرت هيمنة المليشيات التابعة لخامنئي على مفاصل الدولة وعلى الحكومة اللبنانية، وأمام الانهيار الاقتصادي والسياسي، خرج الشعب اللبناني بكافة طوائفه في انتفاضة عارمة، وقد حرك ملالي طهران وقم مليشاتهم في لبنان في “حزب الله” و”حركة أمل”، وبدأوا بتهديد الشعب اللبناني، بل وهددوه علنا بالحرب الأهلية، وبمصير كمصير الشام والعراق، حتى إن “جوزيف أبو فاضل” وهو ماروني من أنصار تحالف ميشال عون ونصرالله ونبيه بري قال على فضائية أون تي في اللبنانية: “متل ما دفنا الثورة بسوريا بدنا ندفن الثورة بلبنان”، مع العلم أن الأوضاع على الأرض في سوريا لم تحسم أبدا كما يعتقد “جوزيف”.

رجل إيران في لبنان، حسن نصرالله، أكد على رفض إسقاط النظام، والرجل له سوابق حيث استباح بيروت في أيار 2008.. وبعدها قتل الآلاف من الأبرياء في سوريا عندما دخلها لمناصرة نظام بشار الأسد.

وبدأت مليشيات إيرانية وأخرى تابعة لنظام بشار الأسد الدخول إلى لبنان استعدادا لأي طارئ لوأد الانتفاضة اللبنانية المطالبة بإسقاط “العهد” وكل الرموز الفاسدة التي حكمت البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية، وبالفعل بدأت تلك المليشيات في استهداف ساحات التظاهر في بيروت والنبطية وصور وبعلبك وغيرها من المناطق.

ومن جهته، أكد وزير العدل اللبناني السابق، اللواء أشرف ريفي، أن الاحتجاجات المتواصلة هي “ثورة الخلاص” من الهيمنة الإيرانية، متّهما مليشيا حزب الله و”الاحتلال الإيراني” بمنع التوصل إلى أي حلول سياسية، وحمله مسؤولية الانهيار الاقتصادي والسياسي في لبنان.

ومع الخسائر الهائلة التي تكبدتها المليشيات اللبنانية الشيعية الموالية لإيران في سوريا، أمرت الاستخبارات الإيرانية وفقا لأشرف ريفي نصرالله بتجنيد المئات من السنة والموارنة والدروز في لبنان، لاستخدامهم عند الحاجة، وهؤلاء تم تدريبهم في إيران وليس في البقاع اللبناني في معسكرات الحزب !.

اليمن

واستمرت ميليشيات الحوثي، في تنفيذ المخططات الإيرانية في اليمن والمنطقة، واستهداف المدنيين المناصرين لقوات الشرعية، تلك الميليشيا الإرهابية الكهنوتية لم تكتف بذلك، وإنما وصل الأمر إلى تلقيها التعليمات من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي علنا، وفتح جبهات قتالية جديدة ضد قوات الشرعية اليمنية، وكذلك عملت تلك المليشيات الإرهابية على استهداف السعودية بالصواريخ الباليسيتة والطائرات المسيرة عن بمساعدة خبراء من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وميلشيات “حزب الله” اللبنانية، وقد أقدمت بإيعاز من الاستخبارات الإيرانية، على استهداف محطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة “أرامكو” بمحافظتي الدوادمي وعفيف بالرياض، عبر طائرات بدون طيار مفخخة، كما نفذت أعمال تخريب طالت 4 سفن وناقلات للنفط في مياه الخليج العربي.

كما تواصل سياسات التشييع الممنهج، حيث حذرت نقابة المعلمين اليمنيين، من مواصلة جماعة الحوثي تجريف القطاع التعليمي بشكل يعمل على “تحويل المدارس إلى محاضن وحسينيات إيرانية تعلم الطائفية وتعبئ الصغار لتحشدهم لجبهات القتال”.

واستخدمت إيران هذه الميليشيات الإرهابية لتخفيف الضغوط الدولية المفروضة عليها، ولإرسال رسائل إيرانية إلى بلدان الخليج العربي كما يظهر واضحا في استخدمها لمليشيات الحوثي في قصف المناطق الاستراتيجة في السعودية.

العراق
اللافت أن المتظاهرين في جنوب العراق وغالبيتهم من الشيعة أحرقوا مقرات أحزاب شيعية موالية لخامنئي ومقرات مليشيات عسكرية يشرف عليها الجنرال قاسم سليماني، إلا أن المليشيات الشيعية تعاملت بوحشية مع المتظاهرين وقتلت واعتقلت الآلاف منهم، وتعمل المليشيات الشيعية في العراق على إبقاء بلاد الرافدين شريانًا يغذي إيران وميليشياتها بالنفط، في حين حرم الشعب من ثرواته النفطية وبات أفراده كالأيتام على موائد اللئام.

وسارعت إيران بإدخال قوات ضخمة في البداية بحجة حماية زوار أربعينية الإمام الحسين رضوان الله عليه.

ومع اشتعال المظاهرات مجددا في الأيام السابقة ظهرت عشرات المقاطع المرئية التي توثق قيام مليشيات الحرس الثوري وقوات الباسيج بقتل واستهداف الآلاف من المتظاهرين العراقيين.

المحلل السابق في “سي آي إيه” كينث بولاك قال إن:”الإيرانيين ردوا بقوة على الاحتجاجات في بغداد؛ لأن العراق يعد مركزا اقتصاديا مهما لمساعدتها على تجنب العقوبات الأمريكية، حيث يعد الاقتصاد العراقي حيويا لإيران في أمور مثل التلاعب في العملة والتهريب والتعامل مع العقوبات”.

الخطير أن المدن السنية في العراق والتي دُمر أغلبها بوحشية، باتت مرتعا لمليشيات الحشد الإرهابية، حيث اعتقلت تلك المليشيات عشرات الآلاف من شباب العرب السنة، وتعمل إيران على اختراق الصف السني في العراق عبر أدوات أهمها مشروع “الرباط المحمدي” في الأنبار، وعن طريق “المعممين” مهدي الصميدعي، وخالد الملا!.

أفغانستان
وقد عملت إيران على تجنيد اللاجئين الأفغان الموجودين على أراضيها ضمن ميليشيات “فاطميون” عبر إغراءات مالية ومنح إقامات لهم ولأسرهم، مستغلة بذلك فقرهم وظروفهم المعيشية الصعبة لتزج بهم في معارك سوريا لحماية نظام بشار الأسد.

وقد عاد نحو 10 آلاف من قدامى محاربي “فاطميون” إلى أفغانستان، وهناك تأكيدات أن إيران ستسخدمهم كـ”جيش سري” لنشر نفوذ طهران.

ما يجري في العراق وسوريا ولبنان وحتى أفغانستان اليوم يؤكد أن “خامنئي” فشل، في استنساخ نظام الملالي في بيروت وبغداد ودمشق وحتى صنعاء وهيرات، وأن نهاية نظامه أصبحت مسألة وقت ليس إلا.

إيران، نظامها ارتكب كل الموبقات والجرائم وقتل الملايين من العرب السنة في العراق وسوريا واليمن بتواطؤ دولي لا يخفى على أحد، وعليه اليوم أن يدفع ثمن أفعاله.

ربما يعجبك أيضا