في خضم الخلاف الروسي التركي بشأنها.. واشنطن تدخل على خط الأزمة الليبية

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

باتت ليبيا ساحة للصراع والخلاف الدولي تتداخل بها كافة الأطراف لتحقيق مصالحها الخاصة متقاطعة مع مصالح الدول الأخرى، والنتيجة معلومة وهي إطالة أمد الحرب لأجل غير مسمى. أمس، خرجت علينا تركيا لتعلن اتفاقًا بحريًا خالي الشرعية الدولية مع حكومة الوفاق الوطني، لتثير به “بلبلة” إقليمية ودولية، يؤجج الصراع ويرفع من احتمالات التصادم العسكري، واليوم، تقرر الولايات المتحدة أن تدخل على خط الأزمة بعدما تيقنت من وجود الدعم الروسي للجيش الليبي، لتزيد ملفًا آخر للصراع الدائر في سوريا وشرق أوروبا. 

بعدما فشلت المبادرات الفرنسية والإيطالية التي عقدت في السنوات الأخيرة بين الفرقاء الليبين حيث أنها رجحت كفة فريق محلي دون الآخر، والتي عُدت  استمرارًا لمسلسل الفشل الذي بدأه اتفاق الصخيرات في المغرب 2015، إذ تجاهل القوة الفعلية لخليفة حفتر في الشرق الليبي.

بينما تخرج المبادرة الألمانية الحالية بعيدًا عن السياق الغربي المعهود تجاه القضية الليبية لتعلن عن تتضمن المبادرة تنظيم مؤتمر دولي في برلين، يتم من خلاله اعتماد أطر أساسية لإطلاق عملية سلام بين الأطراف الليبية، بوساطة من الأمم المتحدة.

 
الولايات المتحدة تنازح روسيا
 
أعلنت اليوم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد حدة الصراع في ليبيا وسط تقارير عن وجود مرتزقة روس يدعمون قوات خليفة حفتر على الأرض.

وقال المسؤول: إن الولايات المتحدة تواصل الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، لكنه أضاف أن واشنطن لا تنحاز لطرف في الصراع وتتحدث مع جميع الأطراف التي قد تكون مؤثرة في محاولة صياغة اتفاق يحل الصراع.

السراج يدعو الدول للتدخل

طالبت حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة يوم الجمعة 20 ديسمبر 2019 المساعدة من خمس دول صديقة لصد هجوم القوات الموالية للمشير خليفة حفتر الرجل القوي شرق ليبيا على طرابلس العاصمة.

وأوضح المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق في بيان نشر على صفحته في فيسبوك، أن “رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وجه رسائل إلى رؤساء خمس دول هي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وإيطاليا والجزائر وتركيا، طالب فيها هذه الدول الصديقة بتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني، لصد العدوان الذي تتعرض له العاصمة طرابلس من أية مجموعات مسلحة تعمل خارج شرعية الدولة”.

من جهتها، رفضت إيطاليا، السبت، طلب رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج تفعيل الاتفاقية الأمنية لحماية طرابلس، مؤكدة أن الحل في ليبيا سياسي وليس عسكريا. وأضافت: “سنواصل عملية تعزيز الاستقرار الشامل في ليبيا”.

وأعربت روما عن أن الحل الليبي يبقى سياسياً وليس عسكرياً، معللة بذلك رفض أي نوع من التدخل الخارجي في الصراع العسكري الدائر هناك.
 
 المبادرة الألمانية هي الحل 

عقب لقاء جمع أخيرا المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بالمبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، حيث تم الاتفاق على ترتيب لقاء يجمع الدول الكبرى في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) ببرلين يومي 14 و15 أكتوبر المقبل، وذلك بهدف الخروج برأي موحد يساعد على احتواء الأزمة الليبية.

تحاول الحكومة الألمانية، دعم ما يعرف بعملية برلين، لمساندة جهود السلام التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص من أجل ليبيا، غسان سلامة. وتتضمن المبادرة، على سبيل المثال، تنظيم مؤتمر دولي، يتم من خلاله اعتماد أطر أساسية لإطلاق عملية سلام بين الأطراف الليبية، بوساطة من الأمم المتحدة.
 
تبقى الساحة الليبية رهينة الحرب الأهلية والنزاعات المسلحة طالما ابتعدت الدول عن الوساطة والتفاوض، وفضلت المكايدة عن الحرب، ومالت إلى الصراع عنه إلى السلم. كما سيزيد التدخل الدولي من أمد الحرب وتعزيز مسار الحرب والقضاء على الطرف الآخر لا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات وإعلاء كلمة الشعب بدلًا من تنفيذ أجندة خارجية. 

ربما يعجبك أيضا