إحراق 4 مساجد في إثيوبيا.. هل يفشل “آبي أحمد” في إحتواء الأزمة؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر المظاهرات الحاشدة في إثيوبيا، بعد إقدام حشود من الغوغاء على إحراق 4 مساجد في إقليم أمهرة ونهب ممتلكات المسلمين، حيث احتشد مئات الآلاف من المسلمين في أقاليم إثيوبيا المختلفة للتنديد بالجريمة البشعة، خاصة في الأقاليم ذات الأغلبية المسلمة مثل الصومال الإثيوبي والأورومو والعفر.

المسلمون في إثيوبيا حصلوا على حريتهم وحقوقهم منذ وصول آبي أحمد علي (والده من المسلمين الأورومو ووالدته أمهرية مسيحية وهو مسيحي بروتستانتي) للحكم في إثيوبيا، خصوصا مع اتفاقيات السلام والمصالحات التي وقعها مع حركات إسلامية عدة، وقد عاد الآلاف منهم ومن قيادتهم من المنفى، وأصبحت لهم فضائيات إسلامية وناطقة بلغاتهم المحلية وتركت لهم حرية الدعوة، وقد وفرت لهم فيدرالية آبي أحمد ما تمنوه عبر عقود طويلة، إلا أن هناك من لا يريد لهم أن ينعموا بالحرية.

وينتشر المسلمون في أثيوبيا في معظم الأقاليم الجغرافية وبين معظم المجموعات العرقية، ويشكل المسلمون في أثيوبيا أكثر من 56% من مجموع سكانه أي حوالي 60 مليون نسمة من أصل سكان إثيوبيا الذين بلغوا 110 مليون نسمة، أنا في إقليم أمهرة فتنخفض نسبتهم بالمقارنة مع المسيحيين الأرثوذكس الذين يشكلون 75 بالمئة من سكّان هذه المنطقة.

ومن القوميات المسلمة في إثيوبيا، قومية الأورومو والعفر وقومية عيسى الصومالية وورجي وهرري وسلطي وألابا وغيرهم..

الحكومة الإثيوبية

وأدان رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الهجمات التي استهدفت المساجد وممتلكات المسلمين، في إقليم أمهرة، وسط البلاد.

وقال أبي أحمد: إن “محاولات المتطرفين لكسر تاريخنا الغني بالتسامح الديني والتعايش لا مكان لها في الازدهار الجديد الذي يركز على إثيوبيا”.

وأضاف “أدين أعمال الجبن هذه وأدعو جميع الإثيوبيين المحبين للسلام للاستفادة من معرفتنا العميقة بالتعايش”.

وقال متحدثٌ باسم ولاية أمهرة الإثيوبية: إن السلطات اعتقلت، اعتقلت 15 مشتبهًا.

ويواجه المسؤولون المحليون انتقادات واتهامات التباطؤ في التعامل والعجز عن وقف الهجمات المماثلة.

أما المدعي العام برهانو تسيغاي، فقال: إن استهداف مؤسسات دينية عمل غير مقبول، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

من جهته، قال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا: إن مساجد تعرضت لهجوم، فضلا عن تدمير ممتلكات أخرى في بلدة موتا (تقع على 350 كم شمالي العاصمة أديس أبابا).

وأدان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والكنيسة الأرثوذكسية الهجمات، وطالبا بإجراء تحقيقات.

وقال رئيس مجلس أمهرة الإسلامي: إن هجوم موتا جاء مفاجئًا، وإن عددًا من الشركات التي يملكها مسلمون تعرضت أيضا لإضرام النيران والنهب.

مظاهرات حاشدة

فيما تظاهر مئات الآلاف في العاصمة أديس أبابا والإقليم الصومالي والأرومو والعفر والهرريين مطالبين بتقديم الجناة إلى العدالة.

التظاهرات استمرت على مدار الأيام القليلة، وقد أظهرت احتقان المسلمين في إثيوبيا، حيث سبقت هذه الجريمة جرائم أخرى، واعتراض الحشود جاء إثر خشية المسلمين من تكرار تلك الجرائم، بلا حسيب ولا رقيب، ومن توسعها في المستقبل.  

آبي أحمد يدرك أن كل منجزاته السياسية في إثيوبيا والمصالحات التي أقامها مهددة إن خرجت تلك الجرائم الطائفية البغيضة عن السيطرة، وهو يدرك أن اشتعال أي صراع من هذا النوع في إثيوبيا سيحرق الأخضر واليابس.

ربما يعجبك أيضا