بسبب رفضه مرشح “البناء”.. الرئيس العراقي يضع استقالته أمام البرلمان

محمود رشدي

رؤية 

وضع الرئيس العراقي برهم صالح البرلمان أمام مأزق سياسي بطرح استقالته في حالة موافقة المجلس على تكليف مرشح كتلة البناء أسعد العيداني، معلنًا أن مثل هذا التصرف لا يتجاوب مع نداءات المظاهرات العراقية بضرورة وجود عملية سياسية بعيدة عن الدعم الإيراني، وتحسب البناء- ذات الأغلبية البرلمانية- على الأحزاب المسنودة من طهران.

حاولت الأحزاب السياسية الموالية لطهران الدفع بمرشح كتلة “البناء” وهو محافظ البصرة، كما يواجه انتقادات عديدة بعدما استخدم العنف ضد احتجاجات 2018.

يعد قرار الاستقالة ثاني أكبر قرار أنتجته الاحتجاجات العراقية بعدما تقدم رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي استقالته منذ أسابيع، إذ تمتلئ الشوارع بالمتظاهرين رفضًا للأوضاع التي آلت إليها الأحداث في بغداد من الفساد والموالاة الإيرانية على حسب المصالح القومية. 

برهم صالح: اعتذر عن تكليف العيداني مرشحًا

وضع برهم صالح اليوم الخميس، استعداده للاستقالة من منصبه تحت تصرف مجلس النواب. كما اعتذر عن تكليف مرشح “كتلة البناء” بالمجلس أسعد العيداني لتشكيل الحكومة المقبلة. وكتب في رسالة لمجلس النواب، تضمنت الاعتذار عن ترشيح العيداني: “من منطلق حرصي على حقن الدماء وحماية السلم الأهلي… أعتذر عن تكليف العيداني مرشحا عن كتلة البناء”.

وأرجع الرئيس صالح هذا إلى وجود “مخاطبات عديدة وصلت إلى رئاسة الجمهورية بشأن الكتلة النيابة الأكثر عددا يناقض بعضها بعضا”.

وكتب في الرسالة: “أضع استعدادي للاستقالة من منصب رئيس الجمهورية أمام أعضاء مجلس النواب ليقرروا في ضوء مسؤولياتهم كممثلين عن الشعب ما يرونه مناسبا … فيقينا لا خير يُرتجي في موقع أو منصب لا يكون في خدمة الناس وضامنا لحقوقهم”. وشدد صالح على ضرورة أن يكون “الحراك السياسي والبرلماني معبرا دائما عن الإرادة الشعبية العامة وعن مقتضيات الأمن والسلم الاجتماعيين”.

وأضاف: “في ضوء الاستحقاقات التي فرضتها حركة الاحتجاج المحقة لأبناء شعبنا، تحتم علينا أن ننظر إلى المصلحة الوطنية العليا قبل النظر إلى الاعتبارات الشخصية والسياسية”.

واعتبر الرئيس أن “المصالح العليا للبلاد تفرض اليوم مسؤولية وطنية على عاتق الرئيس بدعم تفاهم حول مرشح رئاسة الحكومة القادمة، وتستوجب المصلحة أن يكون عامل تهدئة للأوضاع ويستجيب لإرادة الشعب العراقي الذي هو مصدر شرعية السلطات جميعا”.

كتل سياسية ترفض الاستقالة

في أول رد فعل على تقديم صالح استقالته، أعلن نائب في “كتلة سائرون” : “نرفض استقالة برهم صالح وندعم موقفه برفض أي شخصية متحزبة”.

يأتي ذلك فيما شكر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الرئيس برهم صالح على رفضه تكليف العيداني برئاسة الحكومة.  ومن جانبه، قال زعيم “ائتلاف الوطنية”، إياد علاوي: الرئيس برهم صالح قال لي منصب رئيس الجمهورية لا يساوي “فلساً” ما لم يتم تكليف من يخدم الشعب. 

كما وجه ائتلاف النصر دعوته لرئيس الجمهورية للاستمرار بمسؤولياته الدستورية والوطنية.

تحالف البناء العراقي يدعو لمحاسبة الرئيس

دعا تحالف البناء العراقي، مجلس النواب إلى اتخاذ الاجراءات القانونية بحق رئيس الجمهورية برهم صالح، متهما الأخير بالحنث باليمين.

وأضاف التحالف وفق ما نقلته فضائية السومرية نيوز العراقية: “لقد حرصنا منذ اليوم الأول لاعلان نتائج الانتخابات البرلمانية عام 2018 على التوافق حفاظا على السلم الأهلي وتحاشيا لحدوث أزمات ومشاكل تعكر فرحة العراقيين الكبرى بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي”.

اندلعت الاحتجاجات العراقية تنديدًا بالاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ورغم أن بغداد غني بالموارد النفطية، إلا أن الأوضاع الاقتصادية في أسوأ حالاتها نتيجة لحجم الفساد المستشري في المؤسسات السياسية الموالية. وتجاوزت البلاد محنة قاسية بعدما سيطر داعش في 2014 على أجزاء جغرافية واسعة أدت لتدخل تحالفًا دوليًأ قضى على البنية التحتية بعدة محافظات.

ربما يعجبك أيضا